نظمت “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” في منطقة البقاع لقاء سياسيا حواريا مع رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن، في دارة المختار خالد فيصل صلح في بعلبك، بحضور النائب ينال صلح، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية.
ورحب الشيخ مشهور صلح بالنائب الحاج حسن وبالحضور، داعيا كل الأفرقاء إلى “المسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية لتستقيم المؤسسات، لأن الوضع لم يعد يطاق، وبات صعبا وحرجا”.
الحاج حسن
واستهل النائب الحاج حسن كلمته معزيا اللبنانيين “بفقيد الصحافة اللبنانية والعربية، وفقيد الوطن ناشر جريدة السفير طلال سلمان الذي نصر بقلمه ومواقفه قضايا الأمة وفي طليعتها القضية الفلسطينية”.
ووجه التحية إلى “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي على عطاءاتها وجهودها ودورها في الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي، فهي جزء أساسي من المقاومة، خصوصا وأننا نعيش في أجواء التحرير الأول والانتصار على العدو الإسرائلي عام 2000، وانتصار تموز وآب 2006 على أميركا وإسرائيل وحلفائهما، وانتصار التحرير الثاني عام 2017 في مواجهة الإرهاب التكفيري صنيعة أميركا، والتحرير الثالث عام 2022 في إنجاز الترسيم البحري وبدء الحفر والتنقيب عن ثرواتنا الغازية والنفطية رغما عن إرادة وتآمر وتواطؤ الوسيط الأميركي غير النزيه، الذي كان يماطل لما يزيد عن عشر سنوات لفرض خط هوف أو الخط رقم واحد على لبنان تحقيقا لمصلحة العدو الصهيوني، والذي حقق معادلة النفط والغاز والترسيم وفرض الخط 23 التكامل بين الدولة في الموقف السياسي والدبلوماسي والمقاومة بمعادلة القوة وكاريش وما بعد كاريش”.
وأشار إلى أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت لبنان عام 1982، ودخلت إلى القصر الجمهوري واحتلت بيروت، ووقعت الدولة عام 1983 اتفاق ذل وعار مع العدو الصهيوني في 17 أيار، فاعتقد آنذاك البعض أن لبنان صار في الحظيرة الإسرائيلية الأميركية، ولكن خابت آمالهم كما ستخيب مشاريعهم في المستقبل، وبعد 41 عاما اصبح لبنان قويا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وحقق الإنجازات وفرض المعادلات”.
واعتبر أن “أميركا هي المسؤولة عن إفقار لبنان، ولولا الضغوط الأميركية لمنع التنقيب في البلوك رقم 4 دون مبرر، كان من المفترض بدء استخراج الغاز والنفط عام 2020 أو 2021، وكان لبنان منذ سنتين على الأقل دولة تستفيد من ثرواتها الغازية والنفطية، التي تشكل المنقذ الأول للبنان من الأزمات التي يتخبط بها، ويجب أن يذهب المال إلى صندوق سيادي وإدارة سليمة تحفظ حقوق الأجيال القادمة”.
ورأى أن “أميركا تريد إفقار البلد لفرض شروطها عليه، ومنها توطين اللاجئين الفلسطينيين، التطبيع والصلح مع العدو الإسرائيلي، إدماج النازحين السوريين، وانتزاع عناصر قوة لبنان”.
وأضاف: “نحن لا نقبل ولن نقبل بالصلح مع العدو الإسرائيلي، ولن يعود لبنان ضعيفا، والمقاومة التي هزمت إسرائيل، وضعتها في مآزق عديدة، وهذا الجيش الذي لا يقهر، وهذا الكيان الأسطورة، القيادات الصهيونية كلها تتحدث تآكل الردع الإسرائيلي، وأن إسرائيل في مأزق. والتهديدات والضغوط الأميركية الاقتصادية والإعلامية لأنهم يريدون أن يخففوا الضغط عن الكيان الصهيوني، ونحن في محور المقاومة وظيفتنا مقاومة هذا الكيان واحتلاله، ومشروعنا إزالته من الوجود”.
واعتبر أن “قبول مجموعة البريكس إنضمام 6 دول جديدة إليها، والبدء بإنشاء كيانات مالية واقتصادية، وإطلاقها خططا استراتيجية تنموية، هي خطوة أخرى باتجاه ضمور الهيمنة الأميركية على العالم، ونمو أقطاب أخرى في هذا العالم، باتجاه كسر الأحادية الأميركية”.
وأكد الحاج حسن: “نحن نتمنى أن يحصل الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، لأن مصلحة البلد بانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات تضع خطة إنقاذ للبلد للتخفيف من أزماته، ولكن في لبنان هناك إنقسام كبير حول انتخاب الرئيس، وهذا الانقسام ليس على اسم الرئيس بل على ما يريده كل فريق من هذا الرئيس. فريقنا يريد رئيسا يجمع ويأخذ البلد إلى الإستقرار، ويحافظ على قوة لبنان، وينفتح على كل العالم، ويحافظ على السيادة. أما الفريق الآخر فهو يريد رئيسا يأخذ البلد الى عدم الاستقرار، ويفرط بعناصر قوة لبنان، وهم يدَّعون السيادة، ولكنهم يريدون أن يفقد البلد قوته فيفقد سيادته. نحن مع احترام علاقات لبنان مع كل الدول وخصوصا الدول العربية والإسلامية، ولكن ضمن ما يحفظ مصلحة وسيادة لبنان”.
وقال: “بلا قوة لا حقوق ولا سيادة ولا دفاع، والجيش اللبناني هو أحد الأركان الرئيسيين للمعادلة الذهبية، ونحن نقدر ونحترم ونجل دور وتضحيات الجيش، ولكن أميركا تمنع تسليحه إلا بالمقدار الذي تريده، وبما لا يشكل لديه قدرة على مواجهة أي عدوان إسرائيلي، لذلك إذا فقد لبنان قوته كيف نواجه أطماع وعدوان إسرائيل، هل بكتفي بالشكوى إلى مجلس الأمن”.
ونبه من “الاستعمار الثقافي الذي هو من أخطر أنواع الإستعمار، ومن مصاديقه توهين الدين الذي يشكل أهم دفاع ضد كل الرذائل والموبقات والإنحرافات، وتوهين الأسرة والأخلاق، وآخر الحملات الخطيرة هي ترويج الشذوذ الجنسي، والجديد في الأمر تشريع قوانين لا توجب القبول بالشذوذ واحترام الشاذين وعدم تجريمهم فحسب، بل تمنع انتقاد الشذوذ والشاذين، وتعمل السفارات على ترويج هذه الظاهرة الشاذة ويستخدمون وكالات التنمية ووسائل التواصل وبعض جمعيات المجتمع المدني، ونحن بالمقابل يجب أن نكون في أعلى وذروة الاستعداد في مواجهة الإستعمار الثقافي”.
وختاما وجه الحاج حسن التحية إلى “فلسطين والشعب الفلسطيني، وإلى المقاومة بكل فصائلها، وإلى الشهداء والأسرى، فنحن نفتخر بالشعب الفلسطيني ومقاومته ونعتز، وباسم السرايا اللبنانية التي نلتقي في رحابها نبث لكم حبنا وإعجابنا وثقتنا ودعاءنا بالنصر، وهو آت لا محالة”.