أقام “دار تحفيظ القرآن الكريم – برجا” بالتعاون مع ثانوية الإيمان النموذجية، إحتفال ختام “دورة القرآن الكريم”- (دورة عمر بن الخطاب)، وضمّت 250 طالباً، بحضور رئيس بلدية برجا كامل الخطيب وعدد من أعضاء المجلس البلدي، نائب الرئيس العميد المتقاعد حسن سعد، العميد مازن شبو، رئيس الدائرة الدعوية في الجماعة الإسلامية الشيخ سامي الخطيب، رئيس مجلس محافظة الجماعة في جبل لبنان بلال الدقدوقي، إمام مسجد الديماس الشيخ الدكتور أحمد سيف الدين، الشيخ أحمد الطحش، المشرف على الدورة الشيخ يونس الشمعة ومخاتير وهيئات تربوية وجمعيات وأندية وحشد من الأهالي .
افتتح الإحتفال بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المشرف على الدورة الشيخ يونس الشمعة كلمة رحب بها بالحضور، وأكد أن “كل شيء يرتبط بالقرآن يصبح عظيماً”، وأشار الى ان “سيدنا جبريل نزل بالقرآن، فأصبح سيد الملائكة، وسمّي بالروح الأمين، وسيدنا محمد نزل عليه القرآن، فأصبح أفضل الأنبياء والمرسلين، وأمّة محمد نزل عليها القرآن فأصبحت خير الأمم، وليلة القدر نزل فيها القرآن، فأصبحت خير الليالي، وشهر رمضان القرآن، نزل فيه القرآن فأصبح سيد الشهور”، مشددا على “أهمية تعلّم الإنسان للقرآن، شاكرا كل من ساهم ودعم في انجاح هذه الدورة” .
الشمعة
وألقى محمد الشمعة كلمة أولياء الأمور، فأكد “ان الدورات القرآنية ليست مجرد تحصيلا علميا، بل هي تربية للنفوس، وربط للقلوب بكلام الله تعالى وتعاليم الرسول، وان ما يتحقق فيها يعتبر إنجازا عظيما، يعكس عزيمة وتفاني الجهود المبذولة، معربا عن اعتزازه مشاركة الأبناء في هذه الدورات القرآنية”.
تخلل الاحتفال فقرة لطالبات الفئة الأولى، ومسرحية وفقرة اناشيد للطلاب، اضافة الى كلمة بإسم الطلاب ألقتها الطالبة سليمة نافذ الغوش .
الخطيب
ثم تحدث الشيخ سامي الخطيب فقال: “أمسية طيبة مباركة، تلك التي نلتقي فيها على مائدة القرآن، وأهل القرآن، أهل الله وخاصته. نزّل الفرقان على عبد الله ليكون للعالمين نذيرا، الحمد لله علّم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، الحمد لله علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمّد، معلّم الناس الخير، أُنزل عليه القرآن، فعلّمه للناس، حيث يقول:” خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه.” مؤكدا “اننا نكرّم أنفسنا عندما نكرّم أهل القرآن” .
وأشار الى “وجود الشيخ الدكتور يوسف جاجية بيننا، وهو الذي كان يشرف على 82 دورة قرآنية خلال هذا الصيف، وضمت أكثر من 10000 طالب وطالبة، وزهاء من 1200 معلم ومعلمة من حفظة القرآن”.
أضاف: “نحن في مجلس تحفّه الملائكة، وتغشاه الرحمة، مجلس مهيب، اجتمع في مجلس موازٍ له في يوم من الأيام في بريطانيا في مجلس العموم، حيث وقف رئيس الوزراء آنذاك غلادسكون، ورفع بيده نسخة صغيرة من المصحف الشريف المبارك”، وقال:” لن تقوم لمملكتنا قائمة، ولا يمكن أن نسيطر على الشرق، ما دام هذا الكتاب حيّاً قائماً بين أيدي المسلمين”، فقام أحد النواب الشباب المتحمسين في مجلس العموم، وتقدم اليه وانتزع المصحف الشريف من يده ومزقّه، فرد عليه غلادسكون ما أردت هذا أيها الغبّي، إنما أردت أن نمزّقه من صدورهم .”
وقال الخطيب: “هذا ما يهدفون اليه، أن يسلخوا مجتمعنا عن ماضينا وعن تراثنا وعن عزّتنا ومصدر قوتنا وكرامتنا، يريدون أن ينتزعوا من صدورنا القرآن، وأن يخرّبوا علينا ما يمكن أن يحفظ علينا بيوتنا ومجتمعنا وأخلاقنا . إننا نواجه في هذه الأيام هجمة لم نواجه مثلها في التاريخ الحديث، يستهدف القرآن والأسرة وأخلاقنا وقيمنا، وبتنا نسمع عن دعوات لا يمكن أن تصدر إلا عن شياطين الإنس، بعد أن عجزت عن إصدارها شياطن الجن”، منددا بدعوة عدد من نواب المجلس النيابي في لبنان الى الشذوذ والإنحراف والمثلية وكل أنواع المجون والفسوق، هذه الدعوات باتت تدخل الينا من باب القانون، ومن خلال مجلس النواب ومن باب وزارة التربية والوزرات المتعددة.”
واعتبر أن “هذا الأمر هو شكل من أشكال الفساد الأخلاقي الذي نواجهه، ولا يمكن أن نواجه إلا بمزيد من التمسك بالقرآن الكريم، للأسف منذ يومين سمحوا في السويد لمجموعة من الأشخاص بحرق نسخ من القرآن الكريم في الساحات العامة على الملأ، اننا نسأل ما الذي يغضبهم في القرآن؟، فالقرآن يهدد عروش أكاسرهم وقياصرتهم وفسادهم وإنحرافهم، القرآن يريد أن يقيم الإنسانية على أساس المساواة والقيم والخلق والدين، لذلك ألف تحية لهؤلاء الذين يقومون على دورات القرآن الكريم، وألف تحية الى هؤلاء الذين يدفعون بأبنائهم الى دورات القرآن الكريم، وألف تحية لهؤلاء الطلاب والطالبالت، الذين يحفظون مجتمعنا وبيوتنا وأهلنا وبلدنا بالقرآن، فإنما يحفظ القرآن من حفظه، وانما يرفع القرآن من رفعه، واننا نبني الحياة بالقرآن، ومن دون القرآن لا حياة”.
وتوجه الى الطلاب بالقول: “أنتم خير الناس وأفضل البشر، بشهادة رسول الله الذي قال:” خيركم من تعلم القرآن وعلّمه.” وأكد انه “لم يعد لنا ملجأ إلا الله لمواجهة التحديات . وأود هنا أن أتوقف عند ما قاله القائد الإنكليزي “كرومر” عندما دخل الى بلدنا حيث قال:”جئنا نهدم ثلاثة، القرآن والكعبة والأسر المسلمة”.
وختم بالدعوة الى إقامة “دولة القرآن في أبنائكم وأزواجكم وقلوبكم وحياتكم..”
ختامًا، تم توزيع الجوائز على الطلاب .