انطلقت أمس فعاليات مهرجان القموعة السياحي – الرياضي 2023 الذي يستمر حتى الثالث من أيلول، في احتفال أقيم لهذه الغاية في سهلة القموعة، تخللته انشطة رياضية وفنية وذهنية وسياحية بييئية، برعاية وزارتي السياحة والشباب والرياضة، وبدعم من بلدية فنيدق واتحاد بلديات جرد القيطع، والجمعيات الأهلية والمؤسسات في فنيدق.
حضر حفل الإطلاق الرسمي الشيخ وليد اسماعيل ممثلاً مفتي عكار زيد بكار زكريا، النائب الأسقفي الماروني العام في عكار الخوراسقف الياس جرجس ممثلاً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبدالإله زكريا، رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبدالحي، رئيس بلدية مشمش محمد بري، رئيس بلدية فنيدق السابق أحمد عبده البعريني، الأستاذ محمد عجاج ابراهيم، الدكتور نضال البعريني ممثلا النائب السابق وجيه البعريني، ، الدكتور محمد خضرين مدير مستشفى عبدالله الراسي الحكومي، المهندس محمود ابو عصام، رجل الاعمال جمال البعريني، إلى جانب فاعليات مختلفة، وجمعيات وأندية وروابط ورياضيين وكشفيين وحشد من الحضور.
البداية مع تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم للمقرئ ابراهيم محمد زكريا، ثم النشيد الوطني عزف كشافة التربية الوطنية فوج فنيدق – القموعة ثم كلمة ترحيب من الزميل مايز عبيد.
شيحان
كلمة الجهات التنظيمية للمهرجان ألقاها ياسر شيحان رحب خلالها بالحضور، ومؤكدا ان الانشطة في المهرجان متنوعة وغنية، متمنياً ان تكون فرصة لأبناء عكار للتلاقي.
بري
تحدث رئيس بلدية مشمش محمد بري، مؤكداً ان “فنيدق ومشمش بلدة واحدة والعلاقة بينهما اكبر من ان تشوبها شائبة”، وتطرق في كلامه الى موضوع الأوتوستراد الذي يربط البلدتين، وتمنى توحيد جهود المعنيين لإنهائه.
البعريني
بدوره تحدث رئيس بلدية فنيدق السابق أحمد البعريني مرحبا وقال:”نعمل على التواصل مع كل بلدات عكار ومع الهرمل لأننا نؤمن بالاستقرار وإصلاح ذات البين”.
ولفت إلى “أننا عقدنا جلسات عدة مع أهل عكار العتيقة لحل الخلاف حبياً وعشائرياً فلم يتم التجاوب معنا رغم حصولنا على تواقيع أهل الهرمل وخاصة آل جعفر وفاعلياتها بأن منطقة جور حروجا والحواكير والبوابات هي ضمن نطاق بلدة فنيدق إلا أن أهل عكار العتيقة فضلوا اللجوء إلى القضاء واحترمنا رغبتهم واحتكمنا إلى القضاء .. كذلك حصلنا على تواقيع فاعليات أكروم ووادي خالد والدريب والسهل وبرقايل وببنين وحلبا وممنع وتاشع وتكريت على أن ملكية القموعة هي لبلدة فنيدق، فضلاً عن وجود مستندات من أحراج فنيدق القموعة تثبت أن أهالي فنيدق يزرعون هذه المنطقة منذ العام 1960.. وبعد مراجعات عديدة لدى دوائر الدولة ومع الوزارات لإثبات ملكية القموعة لصالح فنيدق”.
وقال: “الخلاف يعود إلى 30 عامًا ووجودنا هنا اليوم لتأكيد أن القموعة ستبقى ملجأ السياح من كل لبنان بل من كل دول العالم. اليوم ندعوكم جميعاً للحفاظ على هذه المنطقة فهي أمانة بين أيدينا”.
وأورد البعريني أحكامًا عدة تثبت ملكية القموعة لصالح بلدة فنيدق ووضعها في عهدة القضاء طالبًا كلمته لحل النزاع.
زكريا
و القى رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا كلمة جاء فيها: “يطيب لنا في فنيدق الابية ، فنيدق العزة والكرامة ان نرحب بكم فردا فردا في هذا المهرجان السياحي الرياضي الذي يعتبر المتنفس السنوي للشباب ولكل مواطن في جرد القيطع وكل الترحيب بأسمي وبأسم جميع من شارك وساهم ونفذ ودعم في اقامة هذا المهرجان الرائد على جميع الاصعدة فبالرغم من الامكانيات المحدودة والفترة الزمنية القصيرة فقد استطعنا بفضل الله وبفضل العزيمة الصلبة والقوية لجميع المشاركين ان نخطو خطوة كبيرة في تنمية هذه المنطقة المحرومة والمنسية على الخارطة السياحية اللبنانية ،وهي تتكرر كل سنة، فبالتشارك الخلاق والعمل الهادف والاحساس العميق بالانتماء لهذا المجتمع نسطر اليوم افتتاح مهرجان فنيدق السياحي الرياضي في فنيدق القموعة لنعطي ابهى صورة عن هذه المنطقة ولتكون عنوانا يحتذى به”.
وتابع: “حلم اليوم هو المستقبل وهو انشاء هذا المهرجان خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان لذا كان لا بد من فسحة امل لهذا الشباب الواعد ليمارس اهم واقدم الالعاب الرياضية على ارض فنيدق القموعة فيصح بذلك المثل القائل العقل السليم في الجسم السليم وبالتالي فإن الرياضة عامل اساسي لشاباتنا وشبابنا في بناء وطن صالح ومستقيم والابتعاد عن الافات التي تضرب الشباب وتبعدهم عن هدفهم السامي، لذلك هذا المهرجان اضحى رمزا تقليديا سنويا وملتقى جامع ينتظره بفارغ الصبر اهل الرياضة والسياحة في جرد القيطع، فالشباب هم كنز البلد الثمين ومستقبله المشرق وبالمشاركة المحلية اثبتوا انهم قادرون وملتزمون في بناء مستقبل افضل لانفسهم وللاجيال القادمة”.
اضاف: “مهرجاننا هو مهرجان رياضي سياحي وبالتالي هو ايضا يجسد دور السياحة في الاقتصاد الوطني والعمل على تحقيق النمو المستدام لهذا القطاع خاصة في منطقة تعتبر الاجمل في لبنان من حيث نوع الغطاء النباتي والمناخ والشعب المضياف وبالتالي له اهمية كبيرة على الصعيد المعنوي والمادي والذي ينعكس على البلد والمجتمات المحلية اقتصاديا ومعنويا وهذا ما جعل الحهود تركز على تحسين مستوى السياحة في هذة المنطقة والاشراف عليها وتطويرها وتنظيمها لتقديمها لضيوفنا بأبهى صورة انشاء الله”.
وختم: “كل الشكر والتقدير لجميع القائمين على المهرجان من جمعيات ونوادي اهلية ومحلية وفي كل خطوة نخوضها في سبيل تحقيق اهدافنا ،وهي تشكل جزءا من مسيرتنا نحو التطوير والتحسين لنستمر في تحدي انفسنا وتحقيق احلامنا لبناء مستقبل افضل، فالرياضة والسياحة يشكلان جوهر هويتنا فالنحتفي بتننوع هذا المهرجان ونستمتع به ليبقى جامع لمنطقة جرد القيطع دائما وابدا”.
الخور اسقف جرجس
وقال النائب الأسقفي الماروني العام في عكار الخورأسقف الياس جرجس ممثلاً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في كلمة له: “يشرفني ان اتحدث اليكم بالنيابة عن سماحة مفتي عكار الشيخ زيد زكريا وراعي ابرشية طرابلس للموارنة المطران يوسف سويف.
بداية اتوجه بالشكر لدعوتكم الكريمة اشكر رئيس الاتحاد عبد الاله زكريا ورئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي”.
وتابع؛ “السياحة هي ثقافة والرياضة ثقافة وحسن الجيرة ثقافة والعيش المشترك ثقافة ايضاً، وانا ابن هذه المنطقة وهذه البلدة واعتبرها الحاضنة الاساسية لي شخصياً ولهذا احبها. نحن نعيش مع بعضنا البعض عيش اخوي وليس عيشاً مشتركاً. يعيش مجتمعنا اللبناني بضائقة وظلمة نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي ومع ذلك اراد منظمو المهرجان تنظيم هذا العرس في جبل ومنطقة تلامس السماء ولا بد من شكرهم والشد على ايديهم لانهم يضيئون شمعة في ظلمة، هؤلاء هم صبايا وشباب هذه المنطقة يجب علينا أن نشجعهم ونحفذهم لانهم مستقبل هذا الوطن والمجتمع، ولكن نأسف لحالهم حيث ان المسؤولين في هذا البلد وضعوا اولئك الشباب بحالة من القلق والخوف من المستقبل ونأمل ان تمر هذه الظروف باقل الاضرار على وطننا.
واردف: “الملك لله ولا احد منا سيأخذ معه الا ما صنعه من خير في هذه الحياة، إما ان ياخذ معه اعمالا صالحة او اعمالا سيئة تكون سببا في دخوله النار. نحن نقترب من الله بالحب والعداله فكل بلداتنا من هنا الى الجومة وعكار العتيقة كلنا بلدات واحدة ويجب ان ننبذ العنف، لان المشاكل لا تُحل بالعنف بل يزيدها ويزيد الشحن والبغضاء ويجب علينا ان نتحاور”.
وقال: “نحن لسنا بصدد ترسيم حدود بين عكار العتيقة وفنيدق بل بوضع حدود لان الترسيم يكون بين الدول. وجميعنا يعرف الحدود بين البلدتين وعلينا ان نعمل ما يمليه علينا ضميرنا كي نبتعد عن الفتنة بين بلدتين كبيرتين لهما مكانة كبيرة في قلوبنا. يا اهل فنيدق واهل جرد القيطع انتم شعب طيب وكذلك شعب الجومة و عكار العتيقة شعب طيب ويجب ان نتحلى بالحب والسلام ، ولا بد من وضع الحدود بين البلدتين فالملك كله لله ولا احد يأخذ معه شيىء الى الاخرة، من هنا اوجه تحية الى الحاج وجيه البعريني الذي اعلن منذ التسعيات ان هذه المنطقة منطقة سياحية، فالنحافظ على السياحة في قموعة فنيدق، نحن نستمتح بجبالها بشجرها وطبيعتها”.
وختم؛ “شكرا لكم ايها الشابات والشباب كونوا كرماء واكرموا ضيوفكم وكل من يأتي اليكم من كل لبنان”.
عبد الحي
وختم الكلمات رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي وجاء في حديثه: “تزداد سعادتي فرحاً بتمثيل راعي هذا المهرجان صاحب المعالي وزير السياحة المحترم الذي كنا نتمنى حضوره بيننا اليوم كما وعدنا، ونحن نعلن اليوم من هنا من بين هذه الجبال الشامخة والسهل الفسيح نعلن افتتاح نسخة هذا العام من المهرجان الرياضي السياحي في بلدة فنيدق القموعة والذي يتم تنظميه كل صيف على امتداد أعوام طويلة”.
وتابع: “رغم كل الظروف التي تحيط بالوطن والسنوات العجاف التي يمر بها وطننا العزيز الغالي على قلوبنا جميعا ومن باب إدخال الفرح والسرور والسعادة والترويح عن القلوب والنفوس يأتي هذا الحدث ليكون كوة أمل في جدار المصاعب. في زمن اليأس والإحباط والهجرة عبر البحار والانهيار التام والفساد وتدني المستوى المسؤولية في البلاد غرسنا الأمل والتفاؤل وحب الحياة والوطن في نفوس أجيالنا”.
وقال: “في زمن التخبط والضياع وهدر الوقت والفراغ والبطالة وانتشار المخدرات بين الشباب والشابات في المقاهي والمدارس والجامعات أطلقنا مهرجاننا هذا اليوم وملأنا الساحات والغابات بطلائع الكشافة والأندية الرياضية والجمعيات البيئية والنشاطات السياحية وهواة المشي وأصدقاء الطبيعة والبيئة. في الهواء الطلق ومع أصوات الطيور وتراقص الأغصان من أرز وشوح ولزاب وصنوبر وعرعر وسنديان، نرفع التحية للقائمين على هذا المهرجان ونقدم الشكر لكل من ساهم وشارك وحضر وساهم ولو بكلمة طيبة. كما نعدكم بأن السنوات القادمة بإذن الله ستكون القموعة محط أنظار السواح العرب والأجانب والعالم وبوسائل تليق بطبيعة بلادنا وعاداتها وتقاليدها وتراثها الأصيل النابع من معتقداتنا الدينية وإيماننا العميق بالله سبحانه.
فحب الوطن والأرض من صميم عقيدتنا”.
وختم: “هذه الأرض التي ضحى من أجل حمايتها والحفاظ عليها أجدادنا سنحميها من شر كل طامع حاقد أو حاسد ومختلس ومزور مهما طال الزمن ومهما سعوا بأساليبهم، الملتوية المليئة بالتزوير والكذب والخداع واللعب على الحبال، الساعين وراء الفتنه المصطادين في الماء العكر الطامعين في أملاك جيرانهم. المعطلون للمشروعات التي أتت منذ عقود لن يجدوا إلا الوهم والسراب الذي يحسبه الظمآن ماء. إن كل نسمة هواء أو قطرة ماء أو صخرة صماء أو شجرة علياء أو نبتة هوجاء تعني لنا الروح قبل الجسد والحياة قبل الموت فلا غنى عنها مهما كلف الثمن”.
ثم إنطلق المشاركون الى ملاعب الرياضة واطلقوا الكرة إيذاناً ببدء فعاليات المهرجان.