اتهم القضاء اللبناني 5 أشخاص لبنانيين بارتكاب جرائم «الاتجار بالبشر، واستغلال الأوضاع الاجتماعية الصعبة لعائلات فقيرة، واقناعهم بالهجرة الى أوروبا بطريقة غير شرعية، عبر مراكب الموت، والتسبب بوفاة أعداد منهم بينهم نساء وأطفال، ورمي بعضهم في البحر».
وطلبت قاضي التحقيق الأول في شمال لبنان القاضية سمر ندا نصار، عقوبة الإعدام لكل من المدعى عليهم: برهان رشيد القطريب، أحمد علي صوفان، ربيع أحمد صوفان، بشار حسين الخير وسمير أحمد صوفان، واتهمتهم بالتسبب في قتل ضحايا أبرياء عمدا والاستيلاء على أموالهم بالطرق الاحتيالية، وأحالتهم على محكمة الجنايات لمحاكمتهم.
وكشف القرار الظني الذي أصدرته القاضية نصار عينة من عمليات الاتجار بالبشر وإغراء الناس بالهجرة والمخاطرة بهم في البحر من دون توفير مقومات السلامة لهم، وأفادت وقائع القرار بأنه في 14 سبتمبر الماضي، وردت برقية الى فصيلة القبة في طرابلس، تفيد بأن قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل)، عثرت على مركب اسمه (إميل) خارج المياه اللبنانية، على متنه 37 شخصا بينهم نساء وأطفال، وخلال التحقيقات التي أجريت، تبين أن المدعى عليهم اتخذوا من عمليات الاتجار بالبشر والتسبب بموت الأبرياء مهنة لهم لكسب المال، وذلك عبر ايهام الأشخاص الذين كانوا على متن المركب سواء الأموات أو من بقي منهم على قيد الحياة، بقدرتهم على نقلهم بحرا وبطريقة غير شرعية الى قبرص بواسطة عبارة.
ووفق المعطيات التي توافرت للتحقيق، إن المدعى عليهم «كانوا يعلمون بأن المسافرين بهذه الطريقة هم عرضة للموت، إذ لم يوفروا للمركب الوقود الكافي، وقد غامروا بنقل الناس من دون طعام ولا ماء، ويدركون أنهم سيلقون حتفهم لا محالة، وبالفعل توفي عدد منهم على متن المركب جوعا وعطشا، بينهم طفلان وألقيت جثث بعضهم في البحر، كما أن عددا من المسافرين ألقوا بأنفسهم بالبحر وهم أحياء بعدما فقدوا الأمل بالنجاة، وتم العثور على بعضهم أحياء من قبل قوات الأمم المتحدة خارج المياه الإقليمية اللبنانية».
وأشارت القاضية نصار الى أن «رحلة الموت هذه، تعبر خير تعبير عن استغلال بعض العصابات الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي وصل اليها المواطن اللبناني في بلده». وكشفت أن المدعى عليه برهان القطريب (الموقوف الوحيد في القضية والباقون فارون من العدالة)، أعطى تفاصيل عن أعمال مجموعته، التي كانت تتقاضى مبلغ 1100 دولار أميركي عن كل شخص يرغب بالهجرة.
وطلبت القاضي نصار من محكمة الجنايات محاكمة هؤلاء وإدانتهم بالتسبب عمدا وعن سابق تصور وتصميم، بوفاة الأبرياء خصوصا الأطفال، والزجّ بهم في البحر من دون طعام أو شراب وموت أغلبهم جوعا وعطشا، واستغلال أوضاعهم لقاء الاستيلاء على أموالهم.