أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “رفيقنا الياس الحصروني قتل ولم يمت جراء حادث سير كما حاولوا في البداية تصوير الجريمة، وهذا الأمر واضح جدا من خلال الكاميرات المحيطة بمكان الجريمة والتي لم يكن الآخرون على دراية بوجودها، ولهذا السبب ضبطوا على حين غرة”، موضحا أن “الحصروني خطف بسيارته وسيق إلى مكان بعيد نسبيا عن مكان الخطف حيث قتلوه، وأشرطة الجريمة أصبحت بعهدة القوى الأمنية المختصة، إن كان فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أو مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، ونحن نقوم بمراجعتهم يوميا لمتابعة مسار التحقيقات”.
وقال: “الجريمة وقعت في عمق مناطق سيطرة “حزب الله” حيث لديه كامل السيطرة الأمنية والعسكرية، والجميع يتذكر ماذا حصل منذ قرابة الستة أشهر مع إحدى دوريات اليونيفيل التي أضاعت الطريق فتم إيقافها مباشرة بعد دقائق وللأسف قتل جندي ايرلندي فيها، فماذا برأيكم أن تأتي مجموعة سيارات لا تقل عن ثلاث أو أربع سيارات في عمق مناطق سيطرة “حزب الله” وفي داخلها 8 أشخاص على الأقل، ويقوموا بخطف شخص معين ويسوقوه إلى مكان آخر ويقوموا بقتله، وبالرغم من كل هذا الوقت الذي استغرقته هذه الجريمة إلا أنه، وحتى الساعة، لا يعرف “حزب الله” عنها شيئا. من الصعب على أي شخص تصديق هذا الأمر، وإذا كانوا هم لا يعرفون فنحن نعرف أن هذه عملية قتل متعمدة، وبالرغم من أنني أفضل، كما دائما، إنتظار أطول فترة ممكنة من أجل أن يكون ما نقوله مؤكدا، إلا أنه، وبكل صراحة، كل أصابع الإتهام متجهة نحو “حزب الله”، إنطلاقا من ظروف حدوث الجريمة”.
كلام جعجع جاء خلال عشاء أقامته منسقية القوات – منطقة جزين في المقر العام للحزب في معراب، حضره عضوا تكتل “الجمهورية القوية” النائبان غادة أيوب وسعيد الأسمر، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ممثلا بالمونسينيور الياس الأسمر، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد ممثلا بالأب وليد الديك، الأمين العام السابق للحزب الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جورج عيد، منسق منطقة جزين جان كلود نجم، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وحشد من الفاعليات السياسية والإعلامية والدينية والصيداوية والجزينية.
وتطرق إلى حادثة الكحالة، فقال: “من غير الممكن للدولة والدويلة التعايش، ولنتساءل قليلا لو وقعت لا سمح الله شاحنة تابعة للجيش اللبناني محملة بالسلاح والذخائر على كوع الكحالة، بدل من شاحنة حزب الله فما برأيكم كانت ستكون ردة فعل الأهالي؟ بطبيعة الحال كانوا هرعوا مباشرة إلى مكان الحادثة وتنادوا على بعضهم البعض وأتت النسوة والأولاد وجميع من في البلدة للمساعدة في رفع الشاحنة ولما كانوا أبدا انتظروا وصول أي رافعة، ولكانوا ساعدوا العسكريين الموجودين هناك بكل ما هم بحاجة إليه، ولكان رحب العسكر بهذه المساعدة من دون أي مشكلة وتعاونوا مع الأهالي جميعا لحل الحادثة بسرعة فائقة”.
وتابع: “لقد حصل ما حصل في الكحالة مع شاحنة “حزب الله” لأنه لا يمكن لأحد أن يتقبل وجود قوة غير شرعية وقانونية، كما لا يمكن لأحد أيضا أن ينسى سقوط جو بجاني قتيلا أمام منزله منذ قرابة العام في الكحالة. الناس لا ينسون بسهولة، وقاموا بردة الفعل التي قاموا بها، إنطلاقا من سوابق حصلت معهم، وبالتالي على “حزب الله” أن يسأل نفسه إلى متى سيبقى مستمرا بهذه الممارسات وبهذا النهج والعمل الذي يقوم به اليوم”.
ورأى جعجع أن “الحل الوحيد لكل هذه الأمور يكمن في ألا يكون أكثر من دولة واحدة وأكثر من جيش واحد على أرض واحدة، وطالما ان الوضعية ليست على هذا النحو فنحن سنبقى عرضة لأحداث كالتي وقعت في الكحالة”.
وعن رئاسة الجمهورية، أوضح رئيس القوات: “الناس يعتقدون أن مسألة انتخاب رئيس جديد للبلاد معقدة جدا، فيما هذا الأمر غير صحيح باعتبار أن الحل بسيط وهو أن يحضر النواب جلسة الإنتخاب في البرلمان ويصوتوا لرئيس الجمهورية، ولكن سبب عدم حصول ذلك مرده إلى أن هناك من يعطل انتخابات الرئاسة عن سابق تصور وتصميم فإما أن يصل مرشحه إلى سدة الرئاسة أو “عمرها ما تصير انتخابات”، وهذا ما هو حاصل حتى هذه اللحظة وللأسف أن أحد جيرانكم، ولو أنه بعيد قليلا، هو من يدير هذه المسرحية، يدعو إلى جلسة الانتخاب في حين أن نوابه هم أول من يخرجون من الجلسة لتعطيل النصاب بالشراكة مع الآخرين”.
وشدد على أن ما يريده محور الممانعة إما أن يكون الرئيس له أو لا يريد رئيسا، أكد أن “القوات اللبنانية تريد أن يكون الرئيس للبنان أو لا تريد رئيسا بكل بساطة”، مضيفا “ماذا علينا أن ننتظر بعد اليوم من أجل المطالبة برئيس للبنان، فنحن لا نطالب برئيس لنا رغم أننا التكتل النيابي الأكبر والحزب المسيحي الأكبر”.
ولفت إلى أن “الفريق الآخر لا يملك قوة ديموقراطية لإيصال مرشحه إلى سدة الرئاسة ويصر على وصوله وكأنه يريد منا أن نقوم بالإسهام لإيصاله “غصبا عنا”، وهذا ما لن يحصل أبدا هذه المرة”.
وكان جعجع قد استهل كلمته، بالترحيب ب”أصدقائنا في صيدا المتواجدين معنا اليوم فهم أهل الدار شأنهم شأن بقية الحاضرين”. كما توجه بالتحية إلى كل الحضور “خصوصا وأنه إنطلاقا من الظروف المحيطة بنا في هذه الأيام أصبح هناك صعوبة للتنقل والمشاركة بلقاءات كهذا اللقاء، لذا مئة ألف أهلا وسهلا فيكن، وأنا أفتخر جدا بوجودكم معنا اليوم ويعطيكم مئة ألف عافية وتبقوا بهالهمة، فلولا وجودكم وأمثالكم لما كان من الممكن للشعب عبور الصحراء التي يسير فيها في الوقت الراهن”.
كما وجه جعجع تحية إلى منسق منطقة جزين جان كلود نجم، “الذي لم يتسلم هذا المنصب لأن لديه متسعا من الوقت وإنما هو شخص ناجح في الحياة ولا يملك الوقت، بحكم أشغاله في لبنان والخارج، لكنه قبل بهذه المهمة إنطلاقا من تحمله المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا الظرف الصعب.”
واستطرد: “ولمنسق جزين السابق جورج عيد الذي يشغل الآن منصب الأمين المساعد لشؤون المناطق أقول بالنسبة لي جورج عيد يمثل الشخص الذي تعبر عنه المقولة “وإنما الامم الأخلاق” ولا تظنن البتة أنه من الممكن أن يصبح لدينا وطن إذا لم يكن بيننا أشخاص يتمتعون بالأخلاق والإستقامة والروح، وجورج شخص ملتزم صادق بإلتزامه، لا يسعى إلى شيء ويعمل خارج الأضواء ليل نهار في سبيل ما يؤمن به”. كما حيا جميع المنسقين السابقين في المنطقة “لأنهم مدماك هذا التنظيم الذي وجدناه بين أيدينا في العام 2022 في منطقة جزين”.وآثر جعجع توجيه التحية إلى “كل رفيقة ورفيق ومناصر لنا في منطقة جزين على نضالهم وإيمانهم القوي، فالبطولة ليست بأن يكون المرء قواتيا في بشري وإنما أن ينتمي إلى حزب القوات في منطقة كجزين.”
أضاف “خلال ال20 سنة الأخيرة، وأقول هذا لأنني أدرك تماما معنى أن يعيش الإنسان في مناخ معاد، وفي بعض الأحيان كان قرابة ال80% من أهالي جزين في اتجاه آخر، ورغم ذلك لم يحد من كانوا مؤمنين عن إيمانهم، وفي خضم هذه الموجة العاتية صمد شباب وشابات في جزين وأصروا على الإستمرار في رفع الراية والعلم عاليا ليبقى فوق المياه، إلى حين أصبحنا جميعا في جزين فوق المياه. يعطيكم مئة ألف عافية وتضلوا بهالهمة، فهكذا تبنى الأحزاب وهكذا تبنى الأوطان”.
وعما فعلته “القوات” ونوابها في جزين، قال جعجع: “سأضطر للعودة قليلا إلى الوراء بالنسبة للدكتورة غادة أيوب وبكل صراحة لم يكن لجزين في أي يوم من الأيام تمثيلا بهذا المستوى في الندوة النيابية منذ أيام جان عزيز، لذا من المفترض أن يفتخر أي مواطن جزيني بهذا التمثيل في الندوة البرلمانية، فالنائب أيوب تدرك تماما ما تفعل وتدرس ملفاتها وتتابع جميع المواضيع المطروحة وهي موجودة في اللجان البرلمانية، وفي هذا الإطار لا بد من التذكير بجلسة مناقشة الموازنة في العام الماضي حيث كانت مداخلة أيوب التي دخلت البرلمان منذ ستة أشهر، من أهم المداخلات بالرغم من وجود “جهابزة” وقانونيين وتقنيين ومخضرمين، وبالتالي مهمة النائب تمثيل منطقته في المجلس النيابي وليس هو السلطة التنفيذية والجميع يقع في هذا الخطأ وعلى الناس محاسبة النائب كنائب وانطلاقا من هنا، وبكل صراحة، يمكن ان أقول أن أفضل نواب كان من الممكن أن تحصل عليهم منطقة جزين هما النائبان اللذان يمثلانها في الوقت الحاضر غادة أيوب وسعيد الأسمر”.
ونوه جعجع بمزايا النائب سعيد الأسمر، الذي يعيش مع شعبه ليل نهار، اعتبر أن “50 % من مشاكل لبنان يمكن معالجتها في حال جلس المرء مع ناسه وصارحهم بما يمكنه ولا يمكنه القيام به، فالجميع يعي عدم قدرة أحد في لبنان أن يحل كل المسائل، وهذا ما يفعله رفيقنا سعيد، وأهم ما فيه هو أنه مثال الشاب الذي خرج من عائلة عادية وعمل بكد وجهد وناضل وآمن وتعب ووصل بعرق جبينه، ولهذا السبب ترونه إلى هذا الحد يتماهى مع الناس الذين بدورهم يتفاعلون معه، فهو يعيش معهم في السراء والضراء، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الدكتورة أيوب التي وصلت أيضا بجدارتها إلى النيابة، هذا والأهم صفات النظافة والإستقامة والشفافية والإستمرارية التي يتمتعان بها”.
ولفت إلى أن “النائبين أيوب والأسمر عضوان في تكتل “الجمهورية القوية” في حزب “القوات اللبنانية” الذي يحمل القضية في الوقت الراهن، وهنا يجب ألا ننسى عدم إمكانية أي فرد منا تحقيق المبتغى بمفرده، وإنما نحن بحاجة لأحزاب وتكتلات لتحقيق الهدف، وبالتالي لأصحاب النية الحسنة في السؤال ماذا فعلت “القوات” لجزين أجيب بأن سؤالكم ينم عن قصر نظر أما لأصحاب النوايا السيئة فلن أرد وإنما أقول إنكم سيئون وستبقون”.
وقال: “نواب جزين تسلموا زمام الأمور منذ سنة ونيف، والدول الكبرى عندما تقوم بإعداد الخطط الإنمائية تكون إما خمسية أو عشرية، أي لخمس أو عشرة سنوات، لذا بعد 5 سنوات ليس أنتم من ستسألون نواب جزين عما فعلوه للمنطقة، إنما أنا من سيسأل لأرى تحديدا ماذا فعلوا، ولكننا الآن لا نزال في بداية الطريق والمشوار، وبالرغم من ذلك، هناك عمل هنا وآخر هناك على قدر الظرف الحالي باعتبار أن لكل ظرف احكامه، فاليوم لا موازنات ولا دولة ولا إدارات ومجرد إصدار إخراج قيد فردي يستلزم وقتا طويلا يمكن أن يصل لشهر أو شهرين، فكيف يمكن للنواب إنجاز المشاريع في ظل غياب إدارات الدولة والموازنات؟ لن نستسلم بطبيعة الحال وسنقوم بكل ما يمكن في الوقت الراهن”.
وختم جعجع: “الأزمة التي نعيشها اليوم كبيرة جدا ويجب الوقوف عندها مطولا بعمق وهدوء لكي نستخلص منها العبر. هناك خطأ ما على مستوى تركيبة السلطة في لبنان، يتجلى بعدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد الأزمة التي نعيشها منذ العام 2019 إلى اليوم، من هنا ضرورة التفكير بماهية هذا الخطأ، ونحن لن نكتفي هذه المرة فقط بمجرد انتخاب رئيس مناسب للجمهورية وإنما سنقوم بالتفكير اللازم للوصول إلى التركيبة المثلى للسلطة في لبنان التي تكفل عدم وقوعنا مستقبلا في أزمات كالتي نتخبط فيها اليوم”.
أيوب
بدورها، ألقت أيوب كلمة قالت فيها: “في وجود صاحب الدار والكلمة كنت أتمنى ألا أتكلم ولا أي كلمة، لأن الكلام في حضرة الحكيم صعب ونحن نعجز عن التعبير عما نشعر به ونراه كما نفتخر أن نكون اليوم في ضيافتك، لذا ستكون كلمتي مختصرة ومن القلب”.
أضافت: “نحن في هذه المنطقة ترعرنا لسنوات وجعلونا نفكر أننا في جزين مسيحيو الأطراف، وكان الشعور بأن لا صوت لنا ولا سند “ولا منقدم ولا منأخر”. حكموا علينا بسلوكهم وأدائهم أن نعيش لمجرد العيش وأن نكون من دون لون ولا طعم، ذميين، ومجبورين على الخضوع والمسايرة. أوهمونا أنه بهذه الطريقة فقط يمكننا البقاء في مناطقنا، إلا أنني وعددا كبيرا من الناس كانوا يرفضون هذا الشعور ويدركون أنه إن كان للباطل جولة فللحق والحرية كل الجولات، وفي النهاية وبالرغم من كل شيء لم يصح سوى الصحيح”.
وشددت على أننا “ناضلنا لكي تعود جزين عروسا في السيادة والحرية بفضل أهلها وثقتهم ب”القوات اللبنانية” وبفضل وقفة عز ووطنية من أهل الصيداويين .في الوقت المناسب كسر هذا القيد وتحولت جزين إلى حكاية التغيير وعادت إلى الحرية، إلى الضوء والإنفتاح وباتت مركزا من مراكز القرارات المهمة و”صوتها من راسا” وتشبه أهلها، واليوم، النائب سعيد الأسمر وأنا سويا نحمل هذه الوزنات بكل مسؤولية على أمل أن نرد بعض الجميل لأهالي منطقتنا في صيدا وجزين لأنه مهما عملنا لا يمكننا أن نكافيهم”.
وتوجهت إلى جعجع: “أما لصاحب الدار، من يجمع بين الإخوة ولا يفرق، لك حكيم أقول وأنت الذي وضعت كل ثقتك بي وجندت كل القواتيين لعودة الحرية لنا في جزين: أنت منذ شهر تقريبا، في ذكرى التضحيات والحرية، وفترة الإعتقال للحرية، كتبت “لا معنى لحياة من دون معنى”، وأنا بدوري أقول لك أنك بنضالك وتضحياتك منحت الحرية معنى والوطنية عنوان وأعطيتنا لنا معنى للحياة”.
وختمت أيوب: “الحياة من دون حرية هي نسخة أخرى عن الموت، ولبنان من دون حرية ليس لبنان، هذا هو المعنى الحقيقي لكل النضال وهذا ما يجعل الحراس لا ينعسون مهما غلت التضحيات، لذا أتوجه لك بالشكر من كل قلبي كما أشكر أيضا شريكتك بالتضحية النائبة ستريدا جعجع التي حملت الأمانة 11 عاما وسلمتها بكل فخر لكي نبقى ونستمر”.
الاسمر
بدوره ألقى النائب الأسمر كلمة استهلها بالقول “من سيدة المعبور صلاة وإيمان ورسالة صمود وتحية إلى قلعة معراب الأبية. هذه القلعة الأبية بالقائد الذي يسكنها، الذي كان ولا يزال يضحي بحريته في سبيل لبنان والقضية، ومعه المسيرة مستمرة دائما أبدا إلى الأمام حتى نصل إلى لبنان الجمهورية القوية”.
وتابع: “عندما نتكلم عن التضحية، لا يمكننا ونحن على مشارف أيلول المغمس بدم الشهادة ألا نتوقف عند ذكر شهدائنا الذين سقطوا لتبقى لنا الحرية التي إذا عدمناها عدمنا الحياة والتي إذا ما خيرنا بينها وبين العيش المشترك نختار الحرية كما قال غبطة أبينا البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير”.
واستطرد “في أيلول الشهداء، نستذكر شهيد الجمهورية بشير الجميل، الذي وخلال 21 يوما فقط، تمكن من أن يبرهن للعالم بأسره ماذا يعني وصول “القوات اللبنانية” إلى سدة الرئاسة، فبئس الزمن الذي أصبح فيه وصول رئيس الجمهورية هو نتيجة للتسويات والإملاءات والصفقات بدل من أن يكون نتيجة نضال وتضحية للبنان وبرنامج يجسد تطلعات شعب، حلمه مطابق لحلم البشير”.
وشدد الأسمر على أننا “نريد أن يكون لنا رئيس، ولكننا لا نريد “حيللا رئيس”، نريد رئيسا لا يكون دمية بيد “حزب الله”، الذي يتلطى لنا عند كل كوع، ويعتقد أن طريق القدس تمر في الكحالة، بعد “ما كان غيرو أشطر” واعتقد أنها تمر بجونية، وكما أسقطنا مرورها في عاصمة كسروان سيسقط في الكحالة وعين ابل وعين الرمانة.”
وأردف: “نريد رئيسا يؤمن حقيقة بالشراكة الوطنية والدستور وتطبيق القوانين من دون أن يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد. وأي طينة مغايرة لطينة هكذا رئيس مرفوضة قطعا ونهائيا، مهما عرقلوا ورفعوا السقف فهم لا يخيفوننا وإنما نحن من نخيف الخوف”، موضحا أن “هدف من يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية هو التدمير المنهجي لهذه الجمهورية بمؤسساتها الدستورية، العسكرية والقضائية، بغية الفراغ لكي يصبح البديل هو الأصيل، والدويلة تصبح الدولة، وفي الوقت عينه يخطف الدولة المركزية ويقاوم اللامركزية فيما يطبق الفدرالية في مناطق نفوذه. لذا نقول لمن هناك عرقلة في مشروعه وولايته أن لدينا مشروعنا وجمهوريتنا ولبناننا آت آت آت”.
ولفت الأسمر إلى ان “لبنان كما منطقة جزين يمر في ظرف صعب، في ظل المشاكل والتحديات الاقتصادية والتنموية، والخطر دق على أبواب الناس، وهددهم بحياتهم وصحتهم ومستقبل أولادهم، والجميع يسأل ماذا فعلتم؟ خصوصا أنكم قلتم أنكم بدكن وفيكن؟ “نحنا أكيد بدنا ويلي فينا عم نعملو ضمن صلاحياتنا التشريعية والرقابية، لا بل أكثر من ذلك، فنحن لم نترك أهلنا لوحدهم في مواجهة الأخطار الإقتصادية، اذ وقفنا إلى جانب مدارسنا وأساتذتنا وأنقذنا العام الدراسي، كما لم نترك أي مريض أو موجوع وكنا سندا لهم وإلى جانبهم، نحن من وقفنا إلى جانب المؤسسات الخدماتية والرعائية الصحية، نحن من مسح عرق المزارعين وقمنا بتصريف إنتاجهم وعملنا على تأمين هبات وتقنيات زراعية لهم، نحن من حمينا البيئة ووقفنا سدا في وجه السد وأنقذنا وادي بسري وبرجا، نحن من وقفنا إلى جانب الشباب وعملنا على تشجيع الرياضة ودعمنا الملاعب والأندية والبطولات، نحن من أمنا فرص عمل في وقت يتم صرف الموظفين، نحن من أخدنا على عاتقنا مشاريع بنى تحتية حيوية في ظل غياب الوزارات المعنية، نحن من وعدنا ونحن من وفينا وسنستمر في وقفتنا إلى جانبكم مهما اشتدت الظروف والأيام وتحدياتها”.
واستطرد:”وبما أن الشيء بالشيء يذكر، لا يمكنني إلا التطرق إلى عتمتهم في كل لبنان وخصوصا في منطقة جزين، باعتبار أنه يجب علينا أن نوضح للرأي العام ما هو حاصل من دون أي مزايدة أو شعبوية، فقرارات زيادة التعرفة غير المنطقية وغير القانونية في البعض منها وتخفيض ساعات التغذية الكهربائية لمنطقة جزين والبقاع الغربي واقليم التفاح واقليم الخروب، هذه القرارات صدرت عن السلطة التنفيذية في الوقت الذي منطقة جزين تتمثل في الحكومة بوزيرين ل”التيار الوطني الحر” ووزير ل”حزب الله”، ومرت عليهم هذه القرارات التنفيذية والإدارية من دون أن نسمع منهم أي همسة أو صوت، فيما نحن كنواب فقد رفعنا الكتب وراجعنا مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسة كهرباء الليطاني ووزارة الطاقة ووزارة المال بغية تعديل الشطور وتخفيض الرسم السابق وإلغاء ال20% الإضافية على صيرفة وإزالة التعديات من قبل قوى الأمر الواقع في الدويلة وكل ذلك لرد التغذية إلى ما كانت عليه سابقا، ولكن ما هو ظاهر اليوم أن النكد السياسي والإنتقام من أبناء منطقة جزين جراء خياراتهم السياسية من قبل الممسكين بملف الطاقة في البلاد أقوى من أنين أهلنا وصوت الحق، لذا أقول لكم أننا معركتنا مستمرة مع كل من يقوم بتزوير الحقيقة وكل من يتهم غيره بالتقاعص في حين هو صرف بحسب تقرير “ألفاريز” 24.5 مليار دولار على خطط وهمية ومشاريع فاشلة أوصلت لبنان إلى العتمة الشاملة”.
وختم الأسمر: “أهلي في منطقة صيدا وجزين، بصوت واثق وعال أقول لكم، لقد أصبحنا نحن اليوم صوتكم، وأصبحتم أنتم صوتنا، وسنبقى إلى جانبكم حتى نصل سويا إلى بر الأمان، فما من عاصفة إلا وتنتهي وما من ظلمة إلا سيعقبها النور وما من جلجلة ليس بعدها قيامة، وهذا جوهر إيماننا وصلب قضيتنا ومهما جار الظلم ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح لذلك نحن يدا بيد لن نستسلم ولن نستكين”.
نجم
وكانت كلمة لنجم، رحب فيها بالحضور في معراب “قلعة الصمود والتصدي”، وخص بالشكر عددا من الرفاق قائلا: “أعرف أن مشاركتكم معنا اليوم هي نوع من أنواع التضحية، فالأوضاع الإجتماعية صعبة ولكننا أفراد من هذا الحزب الذي لم ولن يتلكأ يوما عن تلبية النداء، وآلاف من شهدائنا الذين سنعيد ذكراهم بعد أسبوعين شهود على ذلك”.
كما حيا “روح الشهيد رفيقنا الياس الحصروني، الذي قتل غدرا من قبل أهل الغدر، كما ذكر في المناسبة روح رفيقتنا سحر داغر التي غدر بها هي أيضا، فهي شهيدة المأساة الإجتماعية التي أوصلنا إليها أهل الغدر أنفسهم بمشاركة حلفائهم”.
ولفت نجم إلى أن “لقاءنا اليوم محطة هدفها الإستمرار في الوقوف إلى جانب أهلنا في المنطقة، لتلبية البعض من حاجاتهم الإقتصادية والتعليمية والإستشفائية، في ظل الغياب القاتل للدولة بمعظم قطاعاتها”، مضيفا “لن نوفر لا الغالي ولا الرخيض من أجل أن يبقى مجتمعنا صامدا وصموده أساسي للتمكن من الإستمرار في مواجهة كل المشاريع الهادفة إلى تغيير نمط عيشنا، او إبعادنا قصرا عن منطقتنا وبلدنا، أو تحويلنا لورقة ابتزاز على طاولة المفاوضات الدولية التي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل”.
وشدد على أننا “من أجل مواجهة جميع التحديات من واجبنا كقوات منطقة جزين الحفاظ على دورنا الفاعل من خلال تنظيمنا الكامل لأننا من دون الأخير لا يمكننا أبدا الوصول إلى المبتغى المطلوب، من هنا علينا أن نستعد لخوض ورشة تنظيمية في المنطقة إنطلاقا من مراكزنا وهيكليتها، مرورا بمكاتب المنسقية كافة، وصولا إلى السعي لإنشاء مكاتب جديدة تعنى بالشؤون الطبية والتثقيف السياسي”.
وتابع نجم: “بالمناسبة، واستكمالا لمشروع تسهيل إنارة القرى باستخدام الطاقة الشمسية، للحد من أزمة الكهرباء التي تعصف بمنطقتنا، الذي رعته القوات ونفذ حتى اليوم في العديد من القرى، سنبادر في المستقبل القريب باتجاه تنفيذه في عدد من القرى الأخرى، كما أن مشروع ربط القضاء قواتيا ببعضه البعض عبر خريطة تبين مختلف المهن والمؤسسات التي تعود لقواتيين أبوا مهاجرة أرضهم وقراهم وأصروا على البقاء والعمل فيها بكل ما تيسر، هذا المشروع أولوية بالنسبة لنا ونعمل على نشره على أوسع نطاق بين الرفاق، لأن هدفه الأول تعزيز وجودهم والإسهام بعدم إفراغ المنطقة من طاقاتها والعمل على تثبيتهم في أرضهم”.
وأشار إلى أنه “على صعيد المنطقة ككل هدفنا الأول والأخير، مواكبة نواب تكتل “الجمهورية القوية” في مواجهة التحديات الكبيرة من مشكلة الكهرباء المستجدة إلى مشكلة المياه وأزمة النفايات وغيرها من الأزمات، لنكون معا جسما متكاملا يجترح الحلول وفي المرصاد في وجه أي مشروع لا يخدم المصلحة العامة الجزينية”.
وختم: “رفاق، مش هينة تكون قوات ليس شعارا للتباهي وشد الهمم، وإنما هو ممارسة يومية وفعل إيمان يتوجب علينا عيشه وتطبيقه كل يوم وعند كل إشراقة شمس”.