رأى رئيس الهيئة التنفيذية ل “حركة امل” مصطفى الفوعاني خلال لقاء لكوادر حركية في قاعة الامام موسى الصدر في مدينة الهرمل، ان “لبنان يمر بمرحلة مفصلية ودقيقة يحتاج إلى تضافر جهود ونيات وخفض سقوف التشنج وضرورة العمل الدؤوب لانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات وادوارها والتفكير الجدي بالخروج من الازمات المتتالية، حيث بات الجميع مقتنعا ان لا حل الا بالحوار والتوافق والتلاقي والتفاهم”.
ورأى ان “انتصار تموز 2006، والذي أسقط فيه شعبنا بوحدته ومقاومته وجيشه، أهداف الهجمة الصهيونية التي إستهدفت عناصر قوة لبنان المادية والاقتصادية والعسكرية في محاولة منها لفرض خيارات إسرائيل على الوطن الذي جّرعها مرارة الهزيمة في مسيرة التحرير, في هذه المناسبة تعبر الحركة عن عظيم إجلالها وإكباراها لأرواح الشهداء والجرحى، ولصمود اللبنانيين ولأداء المقاومة، وترى في هذه المناسبة محطة للوقوف على التحديات والعناوين:
أ- إن ذروة التهديدات الإسرائيلية اليوم مبنية على الهروب من الإستحقاقات التي تلاحق قادة الكيان، وهي بعيدة عن الوقائع الميدانية التي أثبتت أن قوة حقنا تجعلنا في حالة الإنتصارات الدائمة، وتضع العدو في حالة الارتباك الدائم، وتجارب إسقاط الإسطورة الصهيونية شاهدة في كل الحروب التي شنتها إسرائيل ضد وطننا، وإسقاط مشاريعها من خلال حروبها المتمادية على لبنان، حيث لم تستطع قوة الآلة العسكرية من أن تستثمر في أي موقع سياسي. والآن يجب إستحضار كل العناوين التي صنعت الإنتصارات وأهمها الوحدة والإستقرار الداخلي على كل المستويات، وعدم البناء على أحداث ظرفية محصورة في المكان والزمان من أجل خلق مناخات من التوتير والتأزيم الذي لا يخدم إلا مصلحة العدو، ..وما يحصل في فلسطين المحتلة يؤكد صوابية الرؤية الاستشرافية وان الدماء المقاومة هي وحدها سبيل الانتصار. …
ب- إن الحركة تؤكد ضرورة الإلتزام بالقرارات الدولية الناظمة لعمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب دون الخضوع لمشاريع تستهدف تغيير مهام وصلاحيات ومناطق عمل والقطاعات التي تغطيها مهمة هذه القوات.
ج- إن تجربة لبنان بمقاومته وإنتصاراته تجعل العدو في موقع الضعف أمام النضال الفلسطيني المتصاعد في كل ساحات الأرض المحتلة في غزة والضفة وداخل الخط الأخضر، وإن حجم البذل والفداء الذي يُبديه الفلسطينيون يؤكد مرة جديدة على أن خيارات شعوبنا مفتوحة على أمل التحرير والحرية”.
ورأى ان “الامام موسى الصدر وفكره وعمله الدؤوب شكل منطلقا راسخا لاعادة بناء الفرد والمجتمع والوطن…وهو أمام الوطن والمقاومة وامام العيش الواحد والعبور الى دولة المواطنة الحقيقية وحركة امل مازالت تنادي بميثاق يشكل مدخلا حقيقيا لبناء الانسان وكرامته واصالته وحريته وشعار ذكرى الامام الصدر لهذا العام هو امتداد لشعار عاشوراء :”وما بدلنا” وقد بدأت التحضيرات في بيروت لاستقبال عشرات الآلاف من المحبين الاوفياء ومن مختلف المناطق حيث مازالت حركة امل عنوانا جامعا ومدرسة تجدد الوعي الحقيقي”.
ونوه الفوعاني ب”الجهود التي بذلها دولة الرئيس نبيه بري فيما خص حقوق لبنان بثروته البحرية والتي ومن خلال الجهود التي استمرت سنوات حققنا انتصارا تاريخيا يرقى إلى انتصاراتنا المحققة في ميادين المواجهة مع العدو الصهيوني..ولا يخفى هذا الدور على احد، ومن ينسب إلى نفسه تحقيق إنجاز على هذا الصعيد واغفال دور الرئيس بري كمن يدفن رأسه في الرمل ظنا ان لا احد يراه، وهم الذين أغرقوا الوطن بظلام بواخر العتمة والسدود القاحلة والديون التي انهار معها نظامنا المالي، حيث جاء التقرير ليؤكد أن عجز الكهرباء وتراكماته هو السبب الحقيقي لسلسة الانهيارات التي يعاني منها الوطن”.