أكّد النائب الدكتور أيوب حميّد أننا نشهد اليوم مرحلة دقيقة في تاريخ الوطن، فالاستحقاق الجمهوري إن حصل يعيد للبنان انتظام مؤسساته ويعيد الأمل بالتعافي من الواقع المرير، هذا الاستحقاق الذي نحن فيه من العاملين لوصول من نضمن ونطمئن لمسيرته الوطنية في الحفاظ على الأرض والناس والعهود والمواثيق والحرص على أن يبقى لهذا الوطن قدرته في مواجهة العدو ونشارك في الجلسات النيابية والاستفادة مما نص عليه الدستور لنصل الى بر أمان يمكن البدء منه بالحياة المتعافية.
كلامه جاء خلال إحياء الذكرى السنوية لقائد المواجهات البطولية الشهيد هاني علويه وشهداء عدوان تموز ٢٠٠٦، وذلك في حسينية الإمام الصدر في مارون الراس، بحضور النائب أشرف بيضون، النائب السابق علي بزي، المسؤول التنظيمي المركزي لحركة أمل يوسف جابر، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي اسماعيل وأعضاء قيادة الإقليم، قائمقام بنت جبيل شربل العلم، مدير مستشفى بنت جبيل د. توفيق فرج، مدير مستشفى تبنين د. محمد حمادي، مناطق وشعب حركية، قضاة وعلماء دين و فعاليات بلدية واختيارية وتعليمية واجتماعية.
ووجّه حميّد تحية الى كل من قاوموا باللحم الحي والإمكانيات المتواضعة والذين هم أهل الوفاء الذين حفظوا العهد والوعد قائلاً: “نحن نكرّم أنفسنا بالشهيد علوية ورفاقه، لكي نكون في مناسبة إحياء ذكراهم، وهم الذين جسدوا حضناً دافئاً لمسيرة الحق والعدل والسعي الى تغيير هذا الواقع المظلم على مستوى الوطن ومحاولة تطويره طبيعياً”.
واستذكر تلك المرحلة في تاريخ لبنان حيث لم يكن يؤبه للبنان ولناسه، منذ ذاك التاريخ الى أن جاء الإمام الصدر هذا الإنسان الرسالي الحسيني الكربلائي ليوقظ الناس من سباتهم ويعيد لهم النهج الكربلائي الحسيني بأن الحق لا يمكن أن يندحر وسينتصر مهما كانت قوة الظلم والظالمين وبالإمكان مواجهته ولو بالكلمة، وقال: “استفيقوا واشهروا سيف الحق في وجه الظلم والظالمين، ومن أعتى من هذا العدو الإسرائيلي المتغطرس الذي قد زُرع في هذه الأمة للاستثمار على مواردها وخيراتها واقتلاع أبناء فلسطين من ديارهم، وكانوا يتغنون بقواهم، فإذا بـ هاني علوية ورفاقه يتصدون لهذه الغطرسة”.
وتابع بالحديث عن حرب تموز 2006: ” هذا الغدر الكامن في هذا الكيان والحقد المتأصل على البشرية جمعاء، لم تكن الأهداف التي أعلنت حينها في استعادة الأسرى إلا ذريعة لشن العدوان على لبنان وكان يهدف الى انتزاع حقنا في المقاومة وتحرير أسرارنا والحياة الكريمة وامتشاق سلاح الإيمان والقوة والمنعة في وجه العدو المتغطرس، وكانت تريد بعد أن انسحبت عام 2000 مدحورة غير قادرة على تحقيق أي من الأهداف السياسية التي أردات تحقيقها باحتلال جنوب لبنان، ولم يكن القرار آنذاك إلا انفاذاً لقرار متخذ سابقاً في الإعتداء على لبنان واستعادة هذه الهيبة التي اهتزت للكيان الصهيوني، ولم تستعدها”.
وأضاف:” لقد توقف العدوان العسكري لكن لم نصل الى الاستقرار الحقيقي وها هي اسرائيل يومياً تعتدي على سيادة لبنان وتخترق حدودنا، ولا تتوقف عند حدود اي بقعة من تلالنا، هذه الأرض لا يمكن أن نفرط بها وكما هو الحال في عدم التنازل عن كوب ماء من مياهنا الاقتصادية الخالصة”.
وتابع: “نحن اليوم أمام واقع جديد هو الثبات والصبر والمقاومة وأن نثبت للعالم أن هذا الشعب المتواضع بإمكانياته لا يمكن أن يكون مستفرداً فهو الى جانبه أولئك الاحرار على مستوى العالم في سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية”.
وقال:” من يأتي لمساعدة لبنان واللبنانيين نرحب به دون إملاءات وشروط وضغوط تمارس على اللبنانيين، ولكن أولئك الذين لا يزالون يراهنون على المتغيرات يستفيدون من كل فرصة وكل حدث أمني مثل ما شهدناه في عين ابل والكحالة ومناطق أخرى نقول : الحدث قد يقع وقد يسقط أبرياء وشهداء ولكن ذلك لا يعني الاستغلال البغيض الرخيص الذي حاول البعض الاستفادة منه لتحقيق بعض الغايات”.
وختم: ” هذا الوطن بمساحته لا يمكن أن يحتمل تقسيماً، فيا شركاء الوطن وشركاءنا في المصير يجب أن نكون على بصيرة، فلبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، اتقوا الله في هذا الوطن ولتعود لغة العقل الى التحكم كي لا تقوم الفتنة فإنها نائمة ولعن الله من يوقظها”.
وفي الختام كان مجلس عزاء للسيد علي خلف.
وكان قد سبق الإحياء مسيرة كشفية لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية.