زار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر قبل ظهر اليوم في بيت كيليكيا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان، وكان محور اللقاء “الإساءة الى المقدسات وبالخصوص القرآن الكريم والحوار بين الكنيسة الأرمنية ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران و التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الاسرة”.
وأعرب باقر لكاثوليكوس الأرمن عن استعداده “للتعاون الثقافي في مجال حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال تعزيز الجهود الرامية الى نشر الأفكار الجامعة والموحدة بين الاديان”. وأمل “أن تتضافر جهود المرجعيات الدينية عالميا من أجل الارتقاء بمستوى التصدي للإساءات المتكررة للأديان”.
وأكد أمام كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتز بحيوية المواطنين الايرانيين الأرمن الذين كانوا وما يزالون المتميزين بإسهاماتهم الوطنية التي كانت القيمة المُضافة لهوية الارمن في ايران على مرّ القرون والى اليوم”.
أما كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس فاعتبر أن “المسيحية ترفض الإساءة للقرآن الكريم على اعتبار أن الديانات السماوية لا تقبل التعرض لأي من الأديان مهما كانت الذرائع والمبررات”. وقال: “إن الذين قاموا بالاساءة للقرآن هم ليسوا بمسيحيين ولا يمكن للكنسية ان تعتبر هؤلاء المدنسين للقرآن مسيحيين أو منتمين للكنيسة المسيحية. وإننا تستنكر بأشد العبارات بالإساءة للقرآن ونعتبرها إساءة للأنجيل ونطلب محاسبة الذين يغطون مثل هذه الاساءات في السويد وغيرها من الدول التي وتحت ستار حرية التعبير غطت الاساءة للقرآن و لكل المسلمين في العالم بل ولكل اتباع الديانات السماوية”.
وفي خلال اللقاء، سلّم باقر كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس رسالة من رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ محمد مهدي ايماني بور تضمنت دعوة “للتضامن في وجه الاساءة للقران الكريم ولكل المقدسات التي تخصّ المسيحيين والمسلمين وسائر اتباع الديانات الاخرى واهمية توحيد الجهود الدينية من اجل التصدي للمسيئين للقران الكريم وللكتب السماوية الاخرى، فضلا عن المواقف الاخيرة لقائد الثورة الاسلامية الايرانية الامام آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بما يرتبط بالاساءة للقرآن الكريم وكيفية صدّ هذه الاساءات”.
تمنى كيشيشيان “لإيران وشعبها وقيادتها كل التوفيق من أجل تطوير بلدهم في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد حققت ايران قفزات نوعية علميا واقتصاديا ما جعلها في مصاف الدول المتقدمة في العالم”. وقدر عاليا “اهتمام القيادة الإيرانية بالارمن الإيرانيين ومنحهم كافة حقوقهم السياسية والثقافية والإجتماعية والاقتصادية” قائلا: “شهدت بأم العين هذا الامر بنفسي خلال زياراتي المتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ضوء ما سمعته من كبار المسؤولين وفي مقدمهم رؤساء الجمهورية والإمام الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في ايران”.
وناقش باقر أيضا مع كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس الخطوات التحضيرية لإقامة مؤتمر الحوار بين الكنيسة الأرمنية ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في ايران، والذي يعقد في طهران مطلع العام القادم لمناقشة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الاسرة، حيث اكد كيشيشيان على ان زيارته الى ايران مطلع العام القادم “ستكون رعوية وحوارية”. وقال: “سيتسنى لنا التواصل مع الارمن الايرانيين والحوار مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في كل ما يخدم الشعبين الارمني والايراني في ايران وخارجها”.