وجّه رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، “تحية إكبار للجيش اللبناني في عيده”، وقال: “جنودنا وابناؤنا الذين يحفظون آخر ما تبقى من وحدة الشعب اللبناني ومن استقرار المجتمع اللبناني انما هم يؤدون واحدة من أنبل المهام المليئة التضحيات. المؤسسة العسكرية هي القدوة والمثال للوطن الذي نريده واحداً موحّداً تحميه سواعد ابنائه وتضحياتهم للحفاظ على سيادته ومنعته وكرامته”.
وأكّد كرامي، عقب انتهاء اجتماع تكتل “التوافق الوطني” الذي عقد في دارته في بيروت، على “انفتاح التكتل على كل المبادرات الداعية الى حوار وطني جامع”، شاكراً “للدول الشقيقة والصديقة اسهاماتها في تعبيد الطريق نحو هذا الحوار، وذلك من منطلق منطقي ووطني مختصره ان التفاهم والتوافق هو الممر الالزامي للخروج من الازمات المتراكمة على كل الصعد ولا سيما ما يتعلق بالاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والبديهي ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى ما نبتغيه من تفاهم وتوافق”.
وشدّد على أن “الحوار المقصود هو حوار سياسيّ يهدف الى تقريب وجهات النظر وإزالة مسببات القلق والارتياب لدى بعض القوى اللبنانية، وهو قطعاً لا يجب ان يكون حواراً يتعلق بشكل النظام اللبناني والتوازنات اللبنانية، والضمانة الامثل لذلك هو ان ينطلق هذا الحوار من عنوان اساسي مفاده ان اتفاق الطائف بكل مندرجاته يشكّل واحدة من الثوابت التي نتمسك بها جميعاً حفاظاً على وحدة لبنان”.
وحذّر كرامي باسم التكتل، من “اي اجتهادات تعتمد الانتقائية والتأويل وتحميل الطائف ما ليس فيه، علماً ان الحوار المتعلق بتفسير الدستور او تعديل بعض بنوده هو امر جائز ولكن بعد إنجاز كل الاستحقاقات الدستورية وبعد انتظام الحياة السياسية وبعد الشروع في العملية الاصلاحية بحيث يأتي الكلام حول الدستور عندئذ في سياقه الاصلاحي الطبيعي والآمن”.
وقال: “إن مطلب اللامركزية الادارية الموسعة هو جزء من العملية الاصلاحية في سياق التطبيق الحقيقي لاتفاق الطائف نصاً وروحاً، ولكن اي بحث في اعادة صياغة مصطلح اللامركزية واخذه الى مكان ابعد من مقاصده هو أمرٌ محفوف بالمخاطر ويشرّع الابواب امام طروحات لا يوافق عليها معظم اللبنانيين وابسطها الطرح الفيديرالي حتى لا نقول التقسيمي والعياذ بالله”.
وتابع: “إن التكتل ينظر بارتياح الى الحوارات الثنائية التي تجري بين القوى السياسية ويرى فيها مدخلاً الى الحلول والتفاهمات، شرط ان لا تؤدي هذه الحوارات الى اتفاقيات مسبقة في اطار تسووي ملزم لكل اللبنانيين يعيد الى الاذهان فكرة الصفقات التي ثبُت فشلُها حين تبيّن للجميع ان اضرارها تفوق فوائدها بأضعاف مضاعفة”.
وعبر عن قلق أعضاء التكتل من “القرارات التي تعهدت حكومة تصريف الاعمال باتخاذها في ما يتعلق بالشأن المالي ولا سيما مشروع قانون الاقتراض العام الذي يورّط المجلس النيابي ايضاً في ما ذهبت إليه الحكومة”. ولفت الى أن التكتل يرى أن “معالجة الخطأ بخطأ هو إجراء تدميري وان الشعب اللبناني دفع اثماناً باهظة على مدى السنوات بفعل هذه السياسة التي راكمت الاخطاء وأوصلتنا الى نفق مسدود”.
وقال: “إن ما يحصل اليوم هو استمرار للنهج المتبع بحيث تنفق الدولة من اموال المودعين اللبنانيين لكي تغطي عجزها بحجة تأمين الرواتب للموظفين وحماية محدودي الدخل. وأبسط ما يقال عن هذه السياسة أنها سياسة “لحس المبرد”. وعلينا ان نسرع في إنهاء هذا المسار الخاطئ عبر خطط اصلاحية قوامها التعافي الاقتصادي والمالي والاجتماعي. ونكرر بأن الممر الالزامي لكل ذلك هو الحوار والتفاهم وإعادة الانتظام الى المؤسسات الدستورية والسياسية”.
وعن الاحداث في مخيم عين الحلوة، قال كرامي: “تابع اعضاء التكتل بكثير من القلق والألم مجريات اعمال العنف التي شهدها مخيم عين الحلوة، وهم يرون ان التقاتل بين الاخوة الفلسطينيين في لبنان هو امر يقود الى اخطار كبيرة على الاستقرار اللبناني الهش اولاً، كما على قضية الشعب الفلسطيني الذي يحتاج الى توفير كل الجهود وكل الدماء من اجل معركة تحرير الارض المحتلة وهي المعركة الوحيدة التي تستحق ان نخوضها في قلب فلسطين وليس في صيدا او في اي جزء من لبنان. من هنا نناشد الاخوة الفلسطينيين العمل وبكثير من العجلة لضبط الوضع الامني داخل المخيمات وذلك في اطار يحمي المخيمات اولاً ويحترم السيادة اللبنانية ثانياً مع التأكيد بأن المرجعيات الوحيدة لأي إشكال على الاراضي اللبنانية هي المرجعيات الشرعية اللبنانية، اي الاجهزة والمؤسسات العسكرية والامنية والقضائية اللبنانية”.