ترأس الرئيس العام الجديد للرهبانية المارونية المريمية الاباتي اَدمون رزق القداس الالهي في كنيسة مار جرجس في بلدته رعشين الكسروانية، في حضور النواب: فريد هيكل الخازن ، شوقي الدكاش وندى البستاني ممثلة بشقيقها حنا البستاني، النائب السابق روجيه عازار، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، إضافة إلى رئيس بلدية رعشين جوزف عقيقي وأعضاء من مجلسها البلدي ولفيف من أبناء البلدة والجوار وكوكبة من أعضاء رابطة الاخويات في لبنان.
بعد الانجيل المقدس الذي تحدث عن “الرجل الأعمى الأخرس الممسوس الذي قدموه إلى يسوع فشفاه معيدا له نظره ونطقه”، ألقى الاباتي رزق عظة اشار فيها الى “الشكوك التي ساورت الحشود وجعلت بعضهم يتساءل عن هوية يسوع الخلاصية وهل حقا هو ابن داوود ام هو رئيس الشياطين الذي يسعى لابعاد الناس عن الإيمان، وهل يمكن للشيطان ان يقوم بنفس أعمال المسيح، وهل يستطيع أن يشفي ويرحم ويساعد الآخرين، وهل يمكن له ان يقدم ذاته من أجل من يحبهم؟
أسئلة كثيرة طرحت لكن من دون جواب واضح، لكننا نحن الذين تعرفنا على يسوع، وجلسنا إلى مائدته ونشأنا على تعاليمه وتربينا في سر محبته هل يمكننا الشك في هويته الخلاصية ؟ طبعا لا لأننا نعرفه عن قرب ونؤمن به وبتعاليمه”.
وشبه الاباتي رزق قضيتنا بمثل قضية الرجل الذي شفاه يسوع، تلهينا، فاعميت ابصارنا عن رؤية الحقيقة ونسينا الأمور الروحية ظنا منا ان ما هو عابر اهم من المبادئ والاسس الايمانية، فأصبحت سعادتنا مرتبطة بما هو شائع، وتنافسنا على ما هو اغلى، وما هو جديد ونسينا ان الحقيقة تكمن في الحق والخير والجمال الأوحد، حقيقة الله، رب الحياة ونبع الحب. وباتت أحاديثنا مقتصرة على ما نريده من مزايا دنياوية ومادية فقط. و لم يعد لدينا الوقت ولا الاهتمام للتكلم عن عناية الله ومحبته لنا، فابتعدنا عن ملكوته بالفكر والاهتمام والعمل من أجله ورحنا نتشاجر حول القشور في أمور كثيرة فننقسم في الاراء والاهتمامات متناسين اننا أبناء الله، أبناء الملكوت المعد لنا، وأن الحياة التي نعيشها الان ليست الا مرحلة عابرة توصلنا إلى الله اذا عرفنا كيف نحياها”.
ولفت الى ان “ما سمعناه في الانجيل اليوم يذكرنا بقول يسوع “كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب ولاتثبت” فصلاتي اليوم. هي من أجل ألا تنقسم بيوتنا، ولا مجتمعاتنا، فلا نستسلم لاقاو يل ودوافع تفكك اسرنا وعائلاتنا وتبعد عنا أطفالنا وشبيبتنا عن النمو معنا في طريق الحقيقة المستقيمة طريق الرب “.
واضاف :” فلندعوا جميعا يسوع كي يملك في قلوبنا وبيتنا وعائلاتنا، وهو بروح الله يخرج. الشياطين فتصبح بيوتنا قوية فلا يستطيع أحد ان ينهب محتوياتها ولا اي شيء فيها، لذا فلتكن عيوننا متوجهة اليه دائما، واذاننا مصغية لكلمته، ولتكن أعمالنا شهادة لحبه وعنايته، فلا نجذف ابدا عليه ولا على الروح القدس، بل نكون في التمجيد الدائم لله الاب، مشجعين بعضنا بعضا على المحبة المتفانية التي تخدم وتبني، وتسعى دوما إلى الخير”.
وفي الختام، توجه الأباتي رزق بالشكر إلى الحضور والاهل والاصدقاء ورفاق الدرب في مسيرته الرهبانية، طالبا منهم الصلاة له ليكون مدعاة افتخار لأهله وبلدته ورهبانيته، وخادما امينا على ما اؤتمن عليه وعلى الرسالة التي دعي إليها”.