أقيم مجلس عاشورائي في النادي الحسيني في صيدا، بدعوة من مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، وفي حضور عدد من الشخصيات السياسية والروحية والاجتماعية، تقدمهم إلى المفتي عسيران، النائبان علي عسيران والدكتور عبد الرحمن البزري، ممثل النائب السابق بهية الحريري رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس حداد، السفير السابق عبد المولى الصلح وعدد من رجال الدين والفاعليات الصيداوية والجنوبية.
بعد تلاوة من القرآن الكريم رتلها المقرئ حسن التقي وكلمة لعريف الحفل الدكتور نصر نصري، تحدث المطران الحداد، فرأى أن “ذكرى عاشوراء هي بالمفهوم القانوني جريمة قتل جماعي معتمد عن سابق تصور وتصميم، وما يعيد الحسين وأبطال كربلاء هي الأمانة للذكرى البطلة، هي جريمة أصبحت سلماً للقيم، العطاء والتضحية والاستشهاد لحماية الأخرين، لقد كتب المسيحيون مجلدات ثمينة حول واقعة كربلاء، نريد لبنان كما يحبه الحسين، سيرضى الحسين عن لبنان المقاوم في الجنوب، لكنه سيسمع في بيروت والشمال والبقاع والجبل أنات الناس المرضى ويرى النفايات المتكدسة في الطرقات، وسيبكي لاكتشافه أن اللبنانيين يؤجلون الاستحقاقات المصيرية، وأن لا رئيس للجمهورية ولا حكومة فاعلة ولا قضاء منزها”.
وأكد المطران الحداد أن “المعركة حامية بين الدين والدنيا، بين العقل والعدم، الحسين ينتمي للدين السوي لا للدنيا المذنبة، يا ليت الإسلام والمسيحية يطبقان في حياتنا، فالمشترك بينهما كثير، نحن غرقى في الطائفية لا في الدين، العالم كله اليوم في حرب على الأديان، وما شهدناه في السويد من حرق للقرآن الكريم، أكبر دلالة على ذلك، معاً، مسيحيين ومسلمين، علينا أن نواجه هذه الحرب، ولبنان الرسالة يشد إزره كي تربح الأديان المعركة، وحدهم اللبنانيون باستطاعتهم أن يدركوا عمق المؤامرة على الأديان، ويعطوا العالم أمثولة الشراكة في التصدي، فبعض عائلاتنا اللبنانية المهاجرة قررت العودة للبنان، منعاً لتعرض أولادهم لهذه الموجة اللاإنسانية في الغرب، بلادنا هي أجمل البلاد وأكثرها أماناً للإنسان، شرط أن نعيد الكرامة إلى المواطن بالقدر الذي يستحق”.
عسيران
ثم تحدث المفتي عسيران، فأكد أن “ثورة الإمام الحسين عليه السلام، جاءت لتبلور رسالة الإسلام وتعيد لهذا الدين الحنيف رونقه وقيمه، عاشوراء كثورة هي وقفة مع الذات وإصلاح للنفس، النهضة الحسينية، هي الشعلة التي تناقلها الأجيال لتضيء النفوس بالنور الإلهي في أحلك الظلمات، وهي كتاب مفتوح إلى المؤمنين بالتطور الخلقي سبيلاً لإصلاح شعوبهم وشعوب العالم أجمع، أما كفى هذا العالم مؤامرات وحروبا ودسائس تحيكها سياسات مشبوهة تتحكم بالعالم وثرواته وتقرر مصيره”.
وشدد المفتي عسيران على أنه “لا يغيب عن بالنا القضية الأساس، قضية فلسطين، فلا يستخفن أحد بالعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تشنه “إسرائيل” على الشعب الفلسطيني، فتدنس المقدسات وتصب حمم وحشيتها على الأهالي العزل، نساءً وأطفالاً، وصولاً إلى الأزمة في لبنان والوضع الاقتصادي الذي أضحى في غاية الانهيار بسبب المديونية التي زادت الأزمة السياسية من حدتها، وانهيار الخدمات العامة الأساسية واستمرار الخلافات السياسية الداخلية المنهكة، ونزيف رأس المال البشري، وهجرة الكفاءات، حيث تتحمل الفئات الفقيرة والمتوسطة العبء الأكبر للأزمة، مما يهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد، لذلك نناشد المسؤولين إن يلتفتوا إلى معاناة الناس، والجلوس إلى طاولة الحوار بغية الوصول إلى حل للأزمات التي يتخبط فيها البلد وتكاد تزعزع كيانه، عساهم يرجعون إلى مدرسة عاشوراء ويستقون منها أسمى معانيها”.
ثم تلا السيد أبو الحسنين السندي والمفتي عسيران السيرة الحسينية.