أحيت “حركة أمل” العاشر من محرم في مدينة الهرمل بحضور قائمقام الهرمل طلال قطايا، مدير الجامعة الاسلامية في بعلبك الدكتور أيمن زعيتر وفعاليات تربوية واجتماعية وثقافية وسياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير وقيادات حركية وحشود شعبية وفرق رمزية من كشافة الرسالة وفرق اللطم من الشباب والفتيات، غصت بهم ساحات وطرقات الاحتفال، وغطت رايات الحركة ساحات وطرقات الهرمل حيث كان التجمع في باحة الامام السجاد.
بعد تلاوة المصرع الحسيني، ألقى رئيس الهيئة التنفيذية للحركة مصطفى الفوعاني كلمة قال فيها: “عاشوراء المعين الذي لا ينضب، نغرف منه، ونشحذ فيه نفوسنا وعقولنا، ونملأ قلوبنا حبا وولاء ووفاء، ومقاومة، واباء، وصرخت ملء الآفاق: هيهات منا الذلة”.
أضاف: “نحن قرأنا فكر الإمام موسى الصدر الذي قال في حركية عاشوراء ما عجز الكثير عن فهمه ونحن نعتز بهذا النهج والإنتماء إذ اعتبر الإمام: “كي لا يهدر دم الحسين”، وردت هذه الفقرات في زيارة عاشوراء لكي تربط بين مقتل “الحسين” وبين الصراع الدائم المستمر بين الحق والباطل منذ بداية الحركة والإصلاح والجهاد لدى الإنسان، وإلى الأبد إلى أن يعيش الإنسان حريته وكرامته، ويتخلص من الظلم والطغيان.. ويقول الامام الصدر: “نحن نبكي “الحسين”، نبكيه كثيرا، ولكن لا نقف عند البكاء أبدا؛ لماذا نتلو المصرع الفجيع ؟ نتلوه فقرة بعد فقرة لكي نستعرض الواقع فنغضب وندرك أبعاد خطر الظالمين وقسوتهم، وندرك أبعاد التضحيات وقوتها، ومن هنا كانت حركة أمل امتدادا كربلائيا وانتصارا وتحريرا”.
وتابع: “في رحاب الإحياء العاشورائي وإستنادا إلى المضامين الاصلاحية في ثورة الامام الحسين، التي شكلت مرتكزا مرجعيا لمشروع الامام القائد السيد موسى الصدر النهضوي والاصلاحي والاجتماعي، تقف حركة أمل كما كان دأبها على خط مواجهة التحديات والازمات التي تعصف بالوطن إنسانا وأرضا وثروات ومصيرا، مستلهمة تعاليم إمامنا المؤسس وسيرة شهدائها الفوج المعاصر للإمام الحسين، ولتؤكد في هذه الأيام الحزينة، والمفعمة بروح البطولة والفداء والبذل من أجل المجتمع والأمة، انحيازنا التام الى جانب اخواننا المقاومين الشرفاء في فلسطين المحتلة حيث خاض المقاومون ويخوضون اروع الملاحم البطولية واسقطوا ارهاب الدولة المنظم. وندعو الجميع الى تصفير الخلافات والاختلافات وضرورة ان تبقى فلسطين قضيتنا المركزية”.
وقال: “نجدد الادانة لحرق نسخ من القرآن الكريم في بعض الدول ونهيب بالامم المتحدة ضرورة اتخاذ إجراءات ردعية، حرصا على حرية المعتقدات ومنعا لردة فعل يسعى الصهاينة إليها ونحن نحرص على احترام الأديان والانسان. ندين بشدة الانفجار الذي نفذه الارهاب التكفيري في منطقة السيدة زينب في دمشق ،ونعزي الدولة السورية وشعبها بالشهداء وهذا الإرهاب وجه آخر للعدو الصهيوني، ونؤكد ان دماء الشهداء والجرحى عنوان انتصار على الحقد والكراهية والتكفير”.
وشدد على “ضرورة التوافق الداخلي والحوار كمدخل حقيقي لمقاربة الملفات الخلافية ولا سيما الاستحقاق الأهم وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكل تأخير ومسارعة الى ضرورة التوافق يعتبر تآمرا بل خيانة لآمال اللبنانيين بالخروج من هذا ا لنفق، وهم الذين يعولون على عهد جديد يأخذ بالمؤسسات إلى واقع القيام والعمل الجاد من أجل مغادرة مربع الازمات التي يعيشها اللبنانيون، إلى واقع الحلول والازدهار وعليه تأمل حركة أمل من كل الغيورين على مصلحة لبنان تجاوز المصالح الفئوية الضيقة، والعمل على إنجاز هذا الاستحقاق مع الترحيب بالمسعى الفرنسي الاخير الذي فتح كوة في جدار الاستحقاق”.
وقال: “تلفت الحركة الجميع إلى محاولات العدو الاسرائيلي للإستمرار في تعدياته على الحقوق اللبنانية في البحر، والبر والجو وإرساء معادلات خارج كل شرعية دولية، ولهذا فإن الموقف واحد:لا تفريط بحبة من ترابنا،ولت ذرة من مياهنا ،وافواج المقاومة اللبنانية-أمل كانت وستبقى العين وخط الدفاع الأول عن لبنان، فانتصارنا على اسرائيل حتمي، ووحدتنا الداخلية ثروة وطنية يجب الحفاظ عليه،فكفى تلويحا بدعوة البعض الى اي شكل من أشكال التقسيم والفدراليات المقنعة بعنوان التنمية ونتذكر قول الامام موسى الصدر: لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ولن نرضى بمنطقة محرومة على امتداد هذا الوطن”.
وشدد على “ضرورة قيام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها ولاسيما الاقتصادية والاجتماعية والصحية مع الشغور بموقع حاكمية المصرف والجدل الدائر في البلد، وليتحمل كل مسؤلياته بعد أن دعونا مرارا وتكرارا إلى ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي عبر الحوار، ولايجوز ان تتعطل مصالح الناس وقضاياهم الملحة،بعد أن عطلوا كل الاستحقاقات وهم الذين ما برحوا تعطيلا وهدما وراكموا ديونا على الشعب واوصلوا البلد إلى جهنم عبر بواخر العتمة وسدودهم القاحلة، وفساد أدائهم”.
وختم الفوعاني “باستلهام المعاني العاشورائية في كل أفعالنا وتصرفاتنا وفي مواجهة العدوانية الصهيونية وفي مواجهة الفساد المستشري سياسيا واجتماعيا وتعطيلا”.
واختتمت مراسم العاشر من المحرم بعروض ولطميات ومآدب الغداء والمضيف.