دعا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الحكومة إلى أن “تتحمل المسؤولية تجاه الناس مهما كانت الصعوبات”، مشددا على “عدم جواز تعطيل مجلس النواب، وبالحد الأدنى يجب البت بالتشريعات الضرورية”.
ورأى في ختام المسيرة العاشورائية في الضاحية الجنوبية أن “فتح الباب لحوارات ثنائية جادة قد يفتح أفقا في جدار الانسداد في مسألة الانتخابات الرئاسية، وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة”.
وقال: “لبنان هو المعتدى عليه وإسرائيل لا تزال تحتل جزءا من أرضنا وهي أعادت احتلال جزء من الغجر وتتحدث بوقاحة عن استفزازات. أيها الصهاينة، انتبهوا من أي حماقة أو أي خيارات، فالمقاومة لن تتهاون عن أي من مسؤولياتها، لا في الردع ولا في التحرير وستكون جهازة لأي خيار ولن تسكت عن أي حماقة”.
وقال: “في البداية، أنا وأنتم في هذا اليوم العظيم نتوجه في يوم المصيبة ويوم العزاء ويوم الأحزان، نتوجه إلى رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إلى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، إلى أئمتنا وساداتنا وقادتنا، وبالخصوص إلى إمام زماننا المهدي بقية الله في الأراضين الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام، نتوجه إليهم بالتعبير عن العزاء والمواساة لما أصاب حبيبهم وعزيزهم وكريمهم أبا عبد الله الحسين عليه السلام وما أصاب إخوانه وأولاده وأصحابه وعائلته وكل من معه في عين الله وفي سبيل الله مما أقرح الجفون وأدمى القلوب وبقي حزنا ومصيبة ورزية إلى قيام الساعة. أيضا نتوجه بالعزاء إلى نائب المهدي عليه السلام في هذا الزمان، الإمام القائد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظله، إلى مراجعنا العظام، إلى كل المسلمين والمحبين، إلى كل المظلومين الذين يفهمون ويستشعرون حقيقة كربلاء ويتألمون لما جرى في كربلاء”.
أضاف: “أولا، نعبر عن عزائنا وحزننا، وثانيا نعبر عن وفائنا وولائنا من خلال هذا الحضور الكبير، وأنا أتوجه إلى إخواني وأخواتي بالشكر، واللسان عاجز عن الشكر، على حضوركم، على تحملكم، على صبركم في هذه الأيام، في هذه الليالي، بالرغم من ظروف الطقس ومن ظروف الحياة الصعبة ومن كل ما يحيط بنا في بلدنا هذا، إلا أن حضوركم الكبير في الأيام والليالي الماضية، واليوم هنا في الضاحية وفي كل المدن والقرى التي ستشهد وتشهد الآن مسيرات حسينية كبيرة وعظيمة، مشكورون وبيض الله وجوهكم وتقبل الله منكم وشكر الله سعيكم، ورسالتكم من خلال الحضور المباشر ومن خلال القبضات المرتفعة هي تعبر عن الثبات، عن الصب، عن التحمل، عن البقاء في الميدان، وهي تعبر عن العزم الراسخ في مواصلة الطريق الذي بدأ مع الأنبياء وختم مع رسول الله الخاتم في انطلاقة جديدة مرت في كربلاء في مفصل تاريخي وستستمر إلى المهدي عليه السلام، إلى قيام الساعة”.
وتابع: “عادة أنا في مثل هذا اليوم لا أطيل عليكم بعد التعب والعناء، وخصوصا في الليالي الماضية تكلمنا كثيرا، ولذلك أختصر في عدد من النقاط المنجزة. أمس قلنا أن عنوان مسيرتنا هنا هو الدفاع عن الثقلين: الكتاب (كتاب الله) والعترة (أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). أولا، في موضوع كتاب الله والمصحف الشريف، يجب أن تفهم حكومة السويد وحكومة الدنمارك، ويجب أن يفهم كل العالم أننا أمة لا تتحمل الاعتداء والإساءة إلى رموزها وإلى مقدساتها، لا إلى مصحفها ولا إلى نبيها ولا إلى مسجدها الأقصى وقبلتها الأولى، نحن أمة لا تتحمل ذلك، تركيبتنا الثقافية والأخلاقية والروحية والوجدانية منذ البداية في مئات السنين، نحن هكذا، نرفض هذا الضيم، هذا الهوان، هذا العدوان. إذا كان هناك أمم في العصر الحاضر لا تهتم ولا تهتز ولا تتأثر عندما يساء إلى رموزها المقدسة وإلى مقدساتها الدينية وبالتالي تتعاطى مع هذا الإعتداء بلا مبالات أو قد تجد له فلسفة من نوع حرية التعبير، أمة الملياري مسلم ليست كذلك، لا في وعيها ولا في وجدانها ولا في تفكيرها ولا في أخلاقها ولا في تاريخيها ولا في حاضرها، هذا أولا يجب أن يكون مفهوما لكل العالم”.
وقال: “الإصرار الذي حصل خلال الأيام القليلة الماضية، في الدنمارك أعيد إحراق المصحف الشريف والإساءة إلى المصحف الشريف، غير الإحراق، يعني أجلكم الله وضعوا نعالا على المصحف، وفي حماية الشرطة الدنماركية، وعندما جاء البعض ليستنقذ هذا المصحف تعرض للضرب وللأذى وللإهانة، هذا عدوان على الإسلام، عدوان على ملياري مسلم في هذا العالم. بعد أيام هناك اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية تحت عنوان “منظمة التعاون الإسلامي”، المسلمون في العالم سينتظرون نتائج هذا الاجتماع، ونحن منهم، على الدول الإسلامية ووزراء خارجيتها أن يتخذوا قرارات بمستوى العدوان والاعتداء والانتهاك والإصرار الذي حصل على هذا الاعتداء، في السويد والدنمارك، وأن يبلغوا رسالة حازمة وحاسمة وقاطعة لهذه الحكومات بأن الاعتداء مجددا سيقابل بالمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية، إن لم يفعلوا ذلك فهم ليسوا بمستوى الدفاع لا عن دينهم ولا عن مصحفهم ولا عن نبيهم، إذا لم يفعلوا ذلك أنا أقول لكم في يوم رفض الذل وإباء الضيم، إن على شباب المسلمين في العالم، إن على شباب المسلمين الغيارة والشجعان في العالم أن يتصرفوا بمسؤوليتهم حينئذ، وأن يعاقبوا هؤلاء المعتدين المدنسين الذين تمتد أيديهم لحرق القرآن أو الإساءة إليه، ولا ينتظروا أحدا ليدافع عن مصحفهم وعن قرآنهم وعن دينهم، كل شباب المسلمين في العالم سيكونون في حل إن لم تتحمل الدول الإسلامية مسؤوليتها وإن لم تتوقف هذه الحكومات عن الاعتداء، وسيرى العالم إن شاء الله، سيرى العالم شجاعة هؤلاء الشباب وغيرة هؤلاء الشباب وحمية هؤلاء الشباب الذين هم حاضرون بأن يفتدوا نبيهم وكتابهم ومصحفهم بأرواحهم ودمائهم. نحن قلنا أن شعارنا المركزي اليوم هو هذه الكلمات الثلاث، هذه الجمل الثلاث، لنعيدها كما في ليلة الأمس، مجتمعين ونسمعها للعالم، لبيك يا قرآن، لبيك يا حسين، لبيك يا مهدي”.
أضاف، “ثانيا، الإصرار على تدنيس المسجد الأقصى من قبل هؤلاء الصهاينة المتطرفين المتوحشين، والتهديد الدائم لهذا المكان المقدس عند المسلمين جميعا. أيضا يجب أن يسمع العدو من جميع المسلمين في العالم موقفا حازما وحاسما وواضحا، اجتماع وزراء منظمة التعاون الإسلامي يجب أن يتخذ موقفا في هذه المسألة أيضا، خصوصا أن المسجد الأقصى قبل أيام تعرض لانتهاك كبير من هؤلاء القذرين المعتدين المحتلين، وأن يفهم عالمنا الإسلامي وشبابنا في العالم، يجب أن يفهموا هذا العدو ما هي العواقب الوخيمة للمس بهذا الجزء العزيز من مقدساتنا الإسلامية. ثالثا، قضية فلسطين في هذا الزمن هي الحق الواضح البين، والكيان الصهيوني هو الباطل الواضح البين، هو المنكر الأعظم في منطقتنا، والشر المطلق في منطقتنا، وجرثومة الفساد في منطقتنا، والغدة السرطانية في منطقتنا، في جسد منطقتنا، هذه المنطقة التي لن ترتاح قبل اجتثاث واقتلاع هذه الغدة السرطانية وجرثومة الفساد هذه. اليوم الشعب الفلسطيني أكثر من أي زمن مضى يؤمن بالمقاومة، يمشي في خيار المقاومة، يراهن على المقاومة في داخله وعلى محور المقاومة في المنطقة، ويقدم الشهداء في كل يوم، ويقاتل في كل يوم، بالسيارة، بالسكين، بالحج، بالعبوة المصنعة محليا، بالمسدس، بالرصاص. هذا الشعب الفلسطيني المظلوم والمجاهد والمقاوم والمضحي والصابر حقه على جميع أحرار العالم أن يدعموه وأن ينصروه وليس فقط على مسلمي العالم”.
وتابع: “هنا من الضاحية الجنوبية نؤكد وقوفنا في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان بكل ما نستطيع إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني ونعتبر معركته معركتنا، معركتنا واحدة ومصيرنا واحد وكرامتنا واحدة ومستقبلنا واحد في هذه المنطقة، ولن يكون إلا انتصار إرادة المقاومين وزوال هذا الكيان الغاصب عن فلسطين إن شاء الله، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا”.
وقال: “رابعا، في قضايا المنطقة، ما زال شعب اليمن العزيز يعاني من الحصار ومن أثار العدوان، الهدنة غير الرسمية ليست كافية، هناك شعب اعتدي عليه وشنت عليه الحرب لسنوات، وصمد وصبر وقاوم ببسالة، وقدم عشرات آلاف الشهداء والجرحى، من الرجال والنساء والولدان ومن الجرحى والأسرى والبيوت المهدمة والأرزاق المدمرة، وتقدمته قيادة شجاعة وحكيمة وعزيزة تقدر الموقف بكل مسؤولية ودقة، وشعب آمن بالجهاد والمقاومة وآمن بكربلاء وقادة كربلاء وثقافة كربلاء وروح كربلاء، ولذلك قدم هذا الصمود الأسطوري خلال كل هذه السنوات مع عظيم العدوان وكثرة قوى التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. من حق هذا الشعب اليمني العزيز أن يتوقف العدوان عليه وأن يرفع الحصار عنه وأن يعود إلى حياته الطبيعية، وفي حال الإمعان والمماطلة والإصرار من حقه أن يأخذ قراره وخياره المناسب ويجب أن يدعمه الجميع في خياره، لأنه خيار المظلومين والمعتدى عليهم والمطالبين بحقوقه”.
أضاف: “كذلك في المعاناة المستمرة في سورية وعقوبات قانون قيصر عليها، القانون الأمريكي الجائر والحصار الأمريكي المفروض لإخضاعها بعد الفشل العسكري والسياسي في ذلك. يجب على كل حر وشريف في منطقتنا وفي العالم أن يجهد لكسر هذا الحصار الظالم والجائر والمستبد واللاإنساني والمتوحش. كذلك في البحرين التي يتطلع شعبها إلى تحصيل حقوقه الطبيعية في مواجهة الاستبداد وفي مواجهة اللحتلال بالتجنيس، التغيير الديموغرافي الذي يغير هوية البحرين ويستبدل شعبها الأصيل بوافدين من كل أنحاء العالم، فيما يمضي علماؤها ورموزها وشبابها بين السجون وبين المهاجر”.
وتابع نصرالله: “خامسا، على المستوى اللبناني، في الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، لبنان هو المعتدى عليه، إسرائيل الكيان الغاصب ما زالت تحتل جزءا من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي الأسابيع الماضية أعادت احتلال شمال الغجر، الجزء اللبناني من بلدة الغجر ومساحات حولها. وفي نفس الوقت ولوقاحتها تتحدث عن استفزازات المقاومة عند الحدود، هي التي تستفز وهي التي تخترق الحدود والأجواء، هي التي تحتل أرضا من جديد وتواصل احتلال أرض من الماضي وتتحدث عن استفزاز. يقولون في وسائل الاعلام أن يوم غد سيلتقي رئيس حكومة العدو مع جنرالاته ليقدروا الموقف ويدرسوا مسألة التعاطي مع الحدود الجنوبية. أنا أقول لهم من هنا، أقول لهم انتبهوا من أي حماقة، وانتبهوا من أي خيارات خاطئة، المقاومة في لبنان لن تتهاون ولن تتخلى عن مسؤولياتها لا في الحماية ولا في الردع ولا في التحرير، ولن تحني رقبتها لهذا الكيان المهزوم المتزلزل، وستكون جاهزة لأي خيار ولمواجهة أي خطأ أو أية حماقة، لن تسكت عنها هذه المقاومة الأبية العزيزة الشريفة في لبنان”.
وقال: “في الموضوع الداخلي، في مسألة الرئاسة. من الواضح وبعد كل الجهود وكل المبادرات أن هناك قوى سياسية ترفض الحوار الذي يجمع الجميع في مكان واحد وعلى طاولة واحدة بمعزل عمن يرأس هذا الحوار. ومن الواضح أيضا أن الجميع سينتظر شهر أيلول لعودة الموفد الفرنسي ومبادرته التي يتحدث عنها. إننا نعتقد في هذه الفرصة المتاحة إلى ذلك الوقت أن فتح الباب لحوارات ثنائية جادة، حوارات جادة ودؤوبة وليس لتقطيع الوقت، قد يفتح أفقا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية، وهذا ما نعمل عليه ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة وسنرى ما نصل إليه في قادم الأيام. حكومة تصريف الأعمال أيا تكن الصعوبات يجب أن تواصل تحمل المسؤولية ضمن الحدود الدستورية المسموح بها، وتواصل تحمل المسؤوليات تجاه أوضاع الناس، أيا تكن كما قلت الصعوبات أو التشكيكات أو الظروف أو الضائقة القائمة. لا يجوز تعطيل مجلس النواب أيا تكن الذريعة والحجة وبالحد الأدنى في التشريعات الضرورية واللازمة، وخصوصا كل ما يمس حياة المواطنين”.
أضاف: “أيضا في لبنان في ملف الشذوذ الذي أثرناه قبل ليال، البعض غضب لذلك وهذا جيد وهذا هو المطلوب، المطلوب أن يغضب أولائك الذين يعملون في خدمة الشيطان الأكبر للترويج لهذا الانحراف البشري الإنساني الأخلاقي الاجتماعي في لبنان. ما قلناه، لا نخترع معركة ولا نخترع خطر، هو خطر حقيقي وداهم وبدأ، اليوم في العالم بدأ الصراخ، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حتى داخل المجتمعات الغربية، وسيكبر هذا الصراخ لأن هذا المشروع يتنافى مع الفطرة الإنسانية ومع الطبيعة الانسانية بمعزل أن هؤلاء إلى أي دين ينتمون وإلى أي فكر ينتمون. في لبنان بدأ هذا الخطر من خلال بعض المؤسسات التربوية، بعض جمعيات ما يسمى بالـ (NGOS)، ونشر قبل أيام كتب، كتب للأطفال تروج لهذه الثقافة المنحرفة وقيل على ذمة القائل أنها حظيت بموافقة وزارة التربية اللبنانية، لا أعلم إذا كان هذا صحيح أم لا، يحتاج لتدقيق. ولكننا نطالب الحكومة اللبنانية وبالخصوص نطالب وزارة التربية اللبنانية أن تراقب وأن تعيد النظر وأن تمنع وأن تكون جزءا من حماية أطفال لبنان وأبناء لبنان وبنات لبنان والجيل الآتي وهذا المجتمع. في هذه المعركة هي ليست معركة مسلمين أو مسيحيين، هي معركة الإنسان الشريف، الإنسان الطبيعي، الإنسان الذي ما زال يحتفظ بفطرته، الإنسان الحريص على عائلته وعلى مجتمعه، على نقاء وأصالة وطهارة هذا المجتمع، وهذه المسألة يجب أن تتابع بكل الجدية المطلوبة”.
وتابع: “أمام كل التحديات القائمة أمنيا، عسكريا، مع العدو، جهاديا، سياسيا، معيشيا، اقتصاديا، ثقافيا، تربويا، واجبنا الذي نفهمه من كربلاء أن نكون حاضرين في كل الميادين وفي كل الساحات مهما كانت التضحيات مهما كانت الآلام، مهما كانت المصاعب وأن لا نخلي الساحة على الإطلاق، وخصوصا ونحن نواجه هذا الشيطان الأكبر الذي يستغل وجود هذا الكيان الغاصب ليهيمن على المنطقة وليحاصر المنطقة، يحاصرها بقيصر وبالجوع ويفرض عليها الحروب وينهب خيراتها، نفطها، غازها، مياهها. هذه المعركة هي معركة مفتوحة دفاعا عن لبنان، دفاعا عن الأمة، دفاعا عن المقدسات. نحن قوم هنا في يوم عاشوراء نجدد موقفنا وخطابنا وعزمنا أننا قوم نريد أن ندافع عن شعبنا ليكون آمنا، عزيزا، كريما، حرا، سيدا. ندافع عن وطننا، عن خيرات وطننا، عن نفطه وغازه ومائه من الاستيلاب والنهب. نحن هنا نرفض الذل ونأبى الضيم ولا نرضى بالخضوع ولا بالهوان ولا بالاستسلام. وعندما يضعنا الشيطان الأكبر أو الصهاينة أو أي عدو بين خيارين: بين الحرب وبين الذلة، بين السلة وبين الذلة، هم يعرفوننا جيدا، عرفونا على مدى الأزمان وخلال كل العقود الماضية، وبالخصوص خلال الـ 40 سنة الماضية، أننا أبناء الحسين عليه السلام ليس فقط في يوم عاشوراء نعبر كنا عن هذا الموقف بل في كل يوم، في كل ميدان، في كل معركة، في كل مواجهة، في كل ساحة، عند كل تحد، نقول لهم ونقول للعالم كلمة سيدنا وإمامنا وحسيننا أبي عبد الله عليه السلام: “ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام”. إن مصارع شهدائنا وقادتنا الشهداء وعلمائنا الشهداء، رجالنا الشهداء، نسائنا الشهداء، هي دليل على منطقنا وعلى موقفنا”.
وقال: “كما في كل يوم عاشوراء نختم بالتزامنا ووفائنا وعهدنا وقسمنا للحسين سيد الشهداء عليه السلام أننا باقون في دربه، نمضي في طريقه، نحمل رايته، نلهج باسمه، تجري في عروقنا دماؤه الزكية، ونحمل أهدافه ونواجه كل طواغيت الأرض ونقول له في كل عام هجري يتجدد “لبيك يا حسين”، وفي انتظار حفيده الذي يحفظ دمه ويأخذ ثاره ويحقق أهدافه ويقيم العدل في الأرض. ودفاعا عن القرآن الذي استشهد من أجله الحسين عليه السلام سيكون موقفنا الدائم والمتجدد ونداؤنا العالي “لبيك يا قرآن، لبيك يا حسين، لبيك يا مهدي”.
وختم نصرالله: “بارك الله فيكم، عظم الله أجركم، تقبل الله سعيكم، جزاكم الله خير الجزاء وأحسن الجزاء عن نبيكم وأهل بيت نبيكم وكتاب ربكم ودينكم”.