Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

المجلس الشيعي أحيا الليلة الثامنة من محرم قبلان ممثلا بري: نجدد الدعوة إلى كل شركائنا في الوطن إلى الحوار لنتصارح ونتفق على آلية الخروج من الأزمة

أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الليلة الثامنة من محرم لهذا العام في مقره، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب وفي حضور علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وامنية وتربوية واجتماعية ومواطنين.

وتلا المقرئ احمد المقداد ايات من الذكر الحكيم ، وقدم الحفل الدكتور غازي قانصو الذي قال: “السلام على صاحب المسيرة، رجل الرؤية المنيرة، المؤسس الأول لهذا الكيان الديني، والسياسي، المقاوم ضد الاحتلال وضد الحرمان وضد الهيمنه وضد الفكر المادي المنحرف وضد الصهيونية البغيضة، باعث نهضة الأمة في عالم عتيم، العلامة العليم، والمضحي المستقيم، إنه سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، أينما كان له منا تحية الوفاء، وسلام الخلصاء، مع خالص الدعاء. سيرة الإمام الحسين تجسد رمزية مواجهة الانحراف الفكري والسياسي والديني والسلوك الجائر، وذلك من أجل إحياء الدين باصوله وشريعته وأخلاقة وآدابة في الاجتماع الإنساني في كل مجال. فالحسين قدوةٌ لمن اراد ان يتخذ طريق الهدى سبيلا، في إصلاح النفس والمجتمع، مهما غلت التضحيات. وبذلك تبقى شخصية الإمام الحسين الشخصية الاكثر محورية بتأثيرها في التاريخ الإسلامي والإنساني في آن”.

وأضاف: “في تاريخنا المعاصر، شهدنا جهادا حسينيا ينتمي الى رؤية مستقاة من أئمة آل بيت رسول الله عليه وعليهم الصلاة والسلام، حمل هذه الرؤية سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، وما زالت رؤيته حاضرةً مناسبةً لخلاص لبنان. وعلى الرغم من أن سيرة كل من سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وسيرة الإمام السيد موسى الصدر تختلفان في الزمان والمكان والتحديات التي واجهاها، إلا أنه يمكن تحديد أوجه تشابه كثيرة بينهما. وهذه بعض الأمثلة على ذلك: الرفض والمقاومة: قام الإمام السيد الصدر على سيرة جده بمقاومة الظلم والاستبداد، ورفض الاستسلام للقوى الظالمة. وتعرض كل لضغوط وتهديدات بسبب مواقفه السياسية والفكرية وصلت الى كل حدود الافتراء حتى وصلت الى تغييبه. والالتزام الديني: عمل الإمام السيد الصدر بتعاليم الإسلام ومبادئه الأيمانية. تشمل هذه الالتزام الاستعانة بالمفهوم القرآني للإسلام، وسيرة النبي، وآثار آل البيت عليهم السلام في توجيه أفعالهما وقراراتهما. وحمل مشروع الأمة: سعى الإمام السيد موسى الصدر إلى تحقيق العدالة والمصالحة في المجتمع لمصلحة الامة وتوحيدها وتعزيز قوتها على عدوها في الفكر والاقتصاد والسلاح ووحدة الموقف.و الدفاع عن الحقوق: قام الإمام السيد موسى الصدر على سيرة اجداده بالدفاع عن حقق المظلومين والمضطهدين. قدموا أنفسهم كشفاعة للفقراء والضعفاء وسعوا لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية”.

 

قبلان

والقى النائب الدكتور الحاج قبلان قبلان كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري قال فيها: “شرفني أخي دولة الرئيس أن أكون بينكم ممثلاً له في هذه الليلة العاشورائية، في هذه الليلة من ليالي الحسين عليه السلام التي يتقاطر فيها المؤمنون والمؤمنات في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي، يتقاطرون لإحياء هذه المناسبات لتجديد العهد والوعد لسيد الشهداء وللتعلم من هذه المدرسة الحسينية السامية ومن هذا الخط الرسالي الرفيع معاني كثيرة لكل جانب من جوانب الحياة ولمشاركة سيدتنا فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها أفضل الصلاة والسلام، مشاركتها العزاء في هذه الليالي الحزينة الأليمة”.

أضاف: “عندما نأتي إلى الحسين فإن القلوب تخشع والهامات تنحني والألباب تضيق في هذا العالم العظيم، عالم الحسين، ولو شئنا أن نعدد جوانب ثورة كربلاء وعاشوراء فإنها أكبر من أن تُحصى أو تُعد ، ولا أعتقد أن أحداً في هذا العالم يجرؤ أن يقول أنه فهم فهماً كاملاً وعلم علماً كاملاً حركة الحسين في كربلاء أو عاشوراء، كلٌ يفهم جزءاً من هذه الحركة وكلٌ يفهم جانباً، ولكن الجوانب الكبرى تبقى سراً من أسرار العزة الإلهية التي كانت حاضرةً في كربلاء وعاشوراء، وإذا أخذنا الجوانب العاطفية وجوانب العطاء والتضحية والبذل والجهاد وهناك جانبٌ آخر أحب دائماً أن أضيء عليه هو مغزى هذه الحركة ، وما هو الدافع الذي حدا بالإمام الحسين أن يقوم بهذه الثورة وما هي الأسباب الواقعية؟ وهل كان ذلك خطأً من يزيد ابن معاوية أن يقتل الحسين أو أن الإمام الحسين كان يريد أن يقاوم الظلم بمعزل عن التكليف الإلهي، فنصل إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض أمر هذا الإنسان بالعبادة بعبادة الله سبحانه وتعالى (بسم الله الرحمن الرحيم وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأمر الأنبياء وحملّهم الرسالة أن يدعو إلى عبادة الخالق الواحد وأن يرفضوا كل عبادة أخرى وأن يرفضوا عبادة الأصنام”.

وتابع: “إبراهيم عليه السلام عندما كُلف بالنبوة وبالدعوة إلى التوحيد عاش لفترة بين الأصنام متنقلاً يحمل هذه الدعوة ، كان قادراً على أن يفر إلى مكانٍ يعيش فيه بسلام وأمن، وكان قادراً على أن يفتعل قضيةً مع الأصنام منذ البداية، ولكن لا هذا تكليفه ولا ذاك. تكليف إبراهيم ، أنه عندما حان وقت الأمر بأن يحطم الأصنام خرج وحطم الأصنام، وهنا إرادة الخالق سبحانه وتعالى وطاعة الرسل ودور الرسل الذين لا يقومون بدورٍ ولا بعملٍ إلا بما ينسجم مع دعوة المأمورين بها ومع الأوامر العليا لله سبحانه وتعالى (وما ينطق عن الهوى الا وحيٌ يوحى)، الأنبياء حتى بالكلام لا ينطقون إلا عن الهوى ما حصل مع إبراهيم حصل مع موسى ومع عيسى وحصل مع كل الأنبياء ومع خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم. وعندما خلت الأرض من الرسل حلت مكانهم الأولياء لأن الله سبحانه وتعالى أحكم وأعدل من أن يترك الأرض والكون بلا مدير ولا مدبر، فكان الأولياء هم المديرون والمدبرون من علي بن أبي طالب حتى صاحب الزمان”.

واردف: “حمل علي بن أبي طالب الرسالة وقاتل على التأويل كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم على التنزيل، جلس في بيته ربع قرن لأن أمر الله سبحانه وتعالى أن يجلس في بيته حفاظاً على الوحدة وعلى الرسالة ولو لم يجلس في بيته لانتهت الرسالة الإسلامية وانتهى القرآن وانتهى الإسلام، وتابع دوره بالخلافة ونُقلت إلى الحسن الذي كان تكليفه ودوره أن يقيم صلحاً مع معاوية، وهو ليس صُلحٌ أراده الإمام الحسن لأنه يريد الصلح مع معاوية، بل لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعطي للإسلام فرصةً في هذا الصلح حتى تتهيأ الظروف المناسبة في كربلاء فيعيد الحسين الرسالة الإسلامية ويحفظ الإسلام من أوله إلى آخره، فكان تكليف الحسن من الله الصلح” .

وقال: “عندما جاء تكليف الحسين كان تكليفه بالشهادة، هو لم يخرج في عاشوراء لأنه يريد أن ينتصر على يزيد، هو يعلم أن إمكاناته المادية والعسكرية أقل بكثير من أن يحقق إنتصاراً على ذلك الطاغية، هل يريد الإمام الحسين الانتحار؟ حاشى وكلا أن يكون ذلك، ولكنه يريد الانتصار بمظلوميته وبدمه وبشهادته، وماذا أراد الإمام الحسين من هذه الشهادة وهو يعلم وهو القائل (شاء الله أن يراني قتيلا) .هل الله سبحانه وتعالى يتلذذ بقتل الناس أم أن حكمته وإرادته تريد من قتل الإمام الحسين أن تعود حركة الإسلام وأن تعود نضارة الإسلام إلى الوجود؟، كان هذا الأمر وماذا قال الإمام الحسين في هذه الثورة ؟ “.

واكد “ان الإمام الحسين في شهادته يريد إحياء الأمة كلها كل الأمة الإسلامية، وهو القائل (إني لم أخرج أشراً ولا بطرا بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) هذه أسمى عبارة من عبارات الإمام الحسين وأدق عبارة من عبارات كربلاء، لماذا يريد الإمام الحسين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ كي يحفظ الأمة الإسلامية وجواب ذلك في القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس بشرط أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وعندما تعطل ألامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تعد هذه الأمة في موقعها الذي أرادها الله فخرج الإمام الحسين ليقول أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، يعني أريد أن أعيد الأمة الإسلامية إلى موقعها وإلى مكانها وإلى قدسيتها التي أرادها الله سبحانه وتعالى لها، هذا هو شعار الإمام الحسين، هذه هي فكرة الإمام الحسين، هذا هو سر إنتصار الإمام الحسين، هذا هو سر إنتصار الإسلام، هكذا إنتصر الإسلام لأن الحسين أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولأن الأمة الإسلامية لا تكون خير أمة عندما تتخلى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

وتابع: “إذاً هذه فلسفة عاشوراء وفلسفة كربلاء مع الفلسفات الأخرى العاطفية والإنسانية والتضحيات والعطاء والبذل، لكن الفلسفة الأساسية لعاشوراء هي إرادة الله سبحانه وتعالى وتكليف الأولياء الذين لا يصنعون إلا بما يأمر الله سبحانه وتعالى ولا يحققون إلا إرادة السماء ولو كان الإمام الحسين يريد أن يعيش زعيماً وقائداً وأن يعيش كما عاش الأثرياء والأغنياء لكان له ذلك لكنه ذهب بهذا المسار وبهذا الاتجاه كي تحيا الأمة الإسلامية وكي نحيا جميعاً”.

وقال: “هنا بعد هذه المقدمة أسأل: ماذا نريد من الحسين وما يريد منا الحسين نحن شيعة الحسين وأتباع الحسين؟ ماذا نريد منه وهو ماذا يريد منا؟ نحن عندما نلتقي في رحاب عاشوراء وكربلاء وعندما نجلس في المجالس نريد من الإمام الحسين أن نكون حسينيين، لأنه إذا كنا حسينيين فإننا نحقق الفوز الأكبر والأعظم يوم القيامة، أن تكون حسينياً يعني أنك ملكت سُبل النجاة والنجاح وملكت جواز العبور على الصراط يوم القيامة، ولكن أن تكون حسينياً ليس بالأمر السهل، ليس سهلاً أن تكون حسينياً بأن تحضر المجالس مثلاً أو أن تبكي أو أن تلبس السواد، الحسين يريدنا أن نكون حسينيين بالسلوك بالقول وبالعمل، أن نكون حسينيين في كل صغيرة وكبيرة، لا أن نأتي إلى مجالس الحسين ونذهب إلى أحيائنا وبيوتنا وقرانا فنعتدي على الناس وعلى بعضنا البعض ونسير القلاقل والمشاكل، من ازعج ماراً ليس مع الحسين، ومن أزعج جاراً سيكون الحسين خصمه يوم القيامة، ومن أزعج الناس في الساحات وفي الحارات والأزقة والشوارع بالفوضى أو بالعبثية أو بإطلاق النار أو بالتعدي على الناس أو بفرض الخوات أو بكل الوسائل اللاأخلاقية سيكون خصمه الحسين يوم القيامة. لا يستطيع أحد أن يقول أنني جلست في مجالس الحسين وهو من الذين أساءوا إلى الناس ليس فقط إلى أحباب الحسين ، بل الإساءة إلى الناس”.

واكد “ان الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نحسن إلى الناس وأن لا نسيء إلى أحد وأن نربي أولادنا وأبناءنا تربية صالحة في هذا الخط وفي هذا المصير، يريدنا الحسين أن نكون ممن حملوا قضيته في كل صغيرة وكبيرة ، وفي سلوكنا في أخلاقنا في تصرفاتنا في تعاطينا مع مجتمعنا مع أهلنا في كل مكان وفي كل ميدان، لأنه يوم القيامة عندما نعبر أمامه سيقول هؤلاء شيعتي أدخلوهم، ولكن إن لم نكن كذلك سيقول إليكم عني لقد أسأتم لي في الدنيا والآخرة، إليكم عني لستم من أتباعي لستم من أتباع الحسين”.

وقال: “هذه مسألة أقولها لأن بيئة الإمام الحسين مستهدفة في هذه الأيام بكل أنواع الإستهداف وإلا ما هذه المشاكل والقتل المتنقلة من قرية إلى قرية فلان قتل فلان، فلان قتل فلانه، فلان أطلق النار على فلان، المخدرات كل وسائل الرذيلة مفتوحة في قرانا وبلداتنا وشوارعنا وأزقتنا وأحيائنا، هل يعقل اننا مع الحسين ويحصل ذلك، ألا نعلم أن هذا الاستهداف هو لضرب منظومة القيم والأخلاق التي يريد الحسين لنا أن نتحلى بها، نحن بماذا انتصرنا على إسرائيل بأسلحتنا؟، لا نملك أسلحة كأسلحة العرب التي هزمت أمام إسرائيل، نحن انتصرنا على إسرائيل بمنظومة القيم والأخلاق واليوم العمل في مكاتب الدراسات والاستخبارات والسفارات إلى ضرب هذا المجتمع لأنه عندما تُضرب منظومة الأخلاق تصبح البندقية الأحدث هي الأقوى وليس لدينا بنادق أحدث، لدينا خُلق أحدث إذا أحسنا إستعمال هذا الخُلق أما إذا لم نستعمل الخلق وذهبنا إلى استعمال السلاح المادي فإننا سندفع ثمناً غالياً أقله على قول الشاعر: إنما أمم الأخلاق ما بقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.”

واكد قبلان “اننا مستهدفون إلى جانب إستهداف مجتمعنا بتدمير البلد بالفراغ من رئاسة الجمهورية وبتعطيل الحكومة وتعطيل مجلس النواب وتعطيل المؤسسات وأزمة الكهرباء والأدوية والأزمة الإجتماعية ومن كل الأزمات التي يعاني منها المواطن والتي هناك في هذا البلد من يريد أن يعطل كل شيء تحت عنوان إنتخاب رئاسة الجمهورية، تعالوا ننتخب رئيس جمهورية، تعالوا نتحاور، لا تريدون الحوار ولا تريدون انتخاب رئيس، تريدون تعطيل كل المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية والإقتصادية والإجتماعية وتقولون ماذا يحصل بالبلد؟ تكررون تجربة عشناها سنة ٨٨ و٨٩ دمرت البلد ودمرت المسيحيين قبل المسلمين ودفع لبنان والمسيحيون ثمنها في تلك الحقبة، الآن نحن مدعوون إلى الحوار ونحن في حركة أمل وفي حركة الرئيس نبيه بري وفي هذه القاعة الذي أسمها قاعة الوحدة الوطنية نجدد الدعوة إلى كل شركائنا في هذا الوطن وتعالوا إلى الحوار، تعالوا إلى طاولة التفاهم، تعالوا لنتصارح، تعالوا لنتفق على آلية الخروج من هذه الأزمة التي يعيشها البلد وإلا سيدفع البلد ثمناً وسندفع ثمناً. ومن يفكر بالانهيار سيكون له حصة كاملة في البناء القادم هو واهم. من كان يرفض الحوار ستكون حصته في البناء القادم أقل بكثير مما هو قائم اليوم، لأن الوفاق القادم اذا دخلت فيه الدول المحيطة والقريبة والبعيدة ستوزع الحصص على الجميع وستكون قليلة حصة الذين يمارسون الآن السياسية والتعنت السياسي اليوم”.

وفي الختام تلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسيني.