اعتبر رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه “حزب الله” في مقام السيدة خولة في بعلبك، أن “موضوع انتخابات الرئاسة ما زال في خانة الاستعصاء والمراوحة، لأن شركاءنا في الوطن ما زالوا مصرين على موقفهم برفض التفاهم والالتقاء على ما نختلف عليه من نقاط تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وليس لديهم جوابا مقنعا كيف يمكن أن يَخرجوا، وأن يُخرجوا لبنان معهم، من موقفهم الذي يعطل انتخاب الرئيس، لأنهم يرفضون التفاهم”.
وقال: “إذا لم يكن هناك تفاهم بين الكتل النيابية كيف يتم انتخاب الرئيس؟ وعندما نقول انتخاب الرئيس يعني بداية الحلول لمختلف المشاكل والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمادية والنقدية، والفراغ الذي يتمدد إلى المؤسسات، مؤسسة تلو أخرى، ومنها مؤسسات هامة وحساسة”.
وسأل: “هل تنتظرون شيئا من الخارج، هل تتوقعون أن يأتي الخارج بحل مكان الحل الذي يمكن أن ينتجه اللبنانيون في ما بينهم بالتفاهم؟ وإذا كان البعض منكم، كما يصرح بعض مسؤوليه، يفكر بما فكر فيه في الماضي بالإستقواء بالخارج، فهو واهم. والأدهى أن ينتشر الخطاب التقسيمي والفيدرالي، وخطاب لبناننا ولبنانكم، نحن في هذا الشأن نقول أن لبنان هو واحد موحد لجميع اللبنانيين والمواطنين”.
أضاف: “في لبنان هناك آراء وأفكار وعادات وتقاليد مشتركة وأخرى متنوعة، وهذه هي صيغة لبنان، تنوع مشترك. ولكن يبدو أن البعض لم تغادره أحلام الفدرلة والتقسيم، عند كل محطة يعلي نبرة هذا الخطاب، لكن نحن نقول للبنانيين جميعا، ومنهم جمهور هؤلاء، لبنان أمامه تحديات تستلزم التفاهمات بين بنيه، والتفاهمات تحتاج إلى تواصل وإلى نيات حسنة وإرادات طيبة، وإلى تحرر من الوصايات الخارجية”.
وتابع: “أزمات اللبنانيين معقدة ومتشعبة، ولا تحتمل مزيدا من التأخير والمماطلة والتسويف. نحن ما زلنا على موقفنا في الإنفتاح على التفاهمات، وعلى موقفنا في الدعوة لهذه التفاهمات، لأنه لا بديل عنها مهما أطال الفريق الآخر الفترة الزمنية من الانتظار والتسويف”.
وتوجه إلى الجرحى الذين خصص لهم مجلس “أبي الفضل العباس”، فقال: “أنتم مع الشهداء والأسرى والمجاهدين عنوان كرامتنا، وأحرف انتصاراتنا، وكلمات عزتنا، وتجليات عنفواننا، وفي هذه الليلة بالخصوص لكم مع كفي أبي الفضل وعينه والأسهم النابتة في جسده، ولكم مع زينب وعلي الأكبر وكل شهداء كربلاء حكاية ورواية، ولنا معكم كل الحكاية، فقد تحملتم جراحاتكم لأجل الحرية والعزة وحفظ الكرامة، أجركم على الله في الدنيا إذ ساهمتم في صنع الانتصارات، وفي الآخرة لن يضيع الله أجر من عمل عملا حسنا، وأي عمل أحسن من الجهاد”.
ولفت إلى أن “عاشوراء هي معركة بين من أراد القضاء على الإسلام، وبين من ضحى واستشهد وجرح وسبي للحفاظ على الإسلام وإقامة العدل في الأرض وإزالة كل أشكال الفساد، وهذه المعركة بدأت منذ بُعث النبي محمد، وهي مستمرة حتى يومنا هذا”.
وأشار إلى أن “من مظاهر الحرب على الإسلام في الغرب: كتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي، الرسوم الكاريكاتورية والأفلام المسيئة للنبي، حرق القرآن، الإستهداف الثقافي والعقائدي للإسلام، حملات التحريض فيما يعرف بالإسلاموفوبيا أي كراهية المسلمين في العالم الغربي”.
وقال: “نحن ثقافتنا الحفاظ على الأسرة، ومعظم الغرب اليوم يدعو إلى تفكيك الأسرة. وقد تميز موقف رئيسة وزراء إيطاليا التي هاجمت الدعوات إلى الشذوذ والإباحية والفحش، واعتبرت أن الأسرة مستهدفة “.
وشدد على أن “المواجهة مع الغرب ليست مواجهة مع المسيحية، نحن نعتبر أن لا مواجهة بين الإسلام والمسيحية، كما نعتبر أن لا مواجهة بين الأديان، فالأديان السماوية كلها من الله، وإن ما يجري هو بين من يريد استهداف الأديان والأسرة والقيم، وبين من يريد أن يحافظ على الأديان والأسرة والقيم، والدليل أن الأسرة والدين المسيحي مستهدفان في الغرب كما الدين الاسلامي”.