أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الليلة الثالثة من محرم لهذا العام في مقره، برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، وحضور نائب الامين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، النائب فادي علامة، النائب السابق محمد نصر الله، المدعي العام السابق عوني رمضان، وشخصيات قضائية وعسكرية وتربوية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين، وتلا المقرئ احمد المقداد آيات من الذكر الحكيم، وقدم الحفل الدكتور غازي قانصو، الذي قال: “ان المقاومة هي تجسيد للخير، بكل أوجهه، وللتغيير الإيجابي للمجتمع البشري بالحفظ على البلاد والعباد، وعلى الأوطان والأركان، إنها القوة الدافعة والشجاعة التي تحرك الأفراد لمواجهة التحديات على الظلم والاحتلال والاستعباد والاستبداد. والمقاومون الأبطال هم الذين ينتمون إلى الطيف الواسع من النشطاء والدعاة والمبلغين والمتطوعين الذين يعملون في مختلف الميادين لتحقيق التحرر والعدالة، إنهم مثال للقوة في الأمة والقدرة على تحمل المسؤولية، وهم يستحقون كل الدعم والاحترام والاهتمام من قبل أبناء الوطن كلهم والعالم بأسره”.
واردف: “إن دعم المقاومة وتبنيها واحترامها أمر بالغ الأهمية فهو دعم للوطن ولسيادته ولكرامته، فهي تمثل ركيزة أساسية في بناء مستقبل وطني مزدهر للجميع، قد يكون طريقنا صعبا ومعقدا، وهو كذلك، فهو بالأصل طريق ذات الشوكة، لكن إرادتنا وصمودنا، بإذن الله تعالى ورعايته وتوفيقه، يؤكدان أن التحرير، بكل معانيه، ممكن وضروري وواجب، لنستلهم من كل المقاومين والشهداء والعلماء ومن شعبنا الكريم الأبي القوة والتحفيز للمشاركة في الجهود الرامية الى بناء مجتمع إنساني سليم في وطننا هذا الذي نحب، أكثر عزة وعدلا وسيادة وتحررا وتقدما. وتبقى روح سيد الشهداء وسيرته، وآل بيته وصحبه هي التي نستلهم منها قيم الوفاء والعطاء والتضحية والفداء، بما يجعل للمقاومة ميزتها الخاصة”.
قاسم
وألقى الشيخ قاسم كلمة استهلها بالحديث عن مكانة القرآن الكريم وقدسيته وأهميته، مشيرا الى ان “الإمام السيد موسى الصدر عندما كان يتحدث عن القرآن كنت استمع لبعض الكلمات كيف انه كان ذائبا بالقرآن وخائضا بحب وشغف واخترت عبارة من عباراته يقول فيها: ان حقائق القرآن وتعاليمه وعلومه بحار لا تنضب. ونتأكد من ان في القران توجهات غير متناهية تزود الانسان المسلم اذا اراد لان هناك مسؤولين عندهم قرآن لكن لا يفتحونه ولا يريدون ولا يلتزمون فيه، تزود الانسان المسلم من القرآن اذا اراد في تنظيم حياته من الخلود ونصل الى حل واضح وشامل. ماذا تريد اكثر من هذا كل هذا موجود في القرآن وكل هذا عبارة عن ثروة عظيمة وغير عادية واستثنائية موجودة في القرآن الكريم، لذلك حينما الاعداء يشاهدون عندنا هذا الكنز يتوترون، لذلك حاولوا بمختلف الطرق ان يبعدونا عن القرآن. استطاعوا لفترة من الزمن ان يشوشوا على العالم الاسلامي لفترة من الزمن وان يخرجوا الاسلام من الحكم، قدروا لفترة من الزمن ان يروجوا بان الدين افيون الشعوب، وهذه الكلمة مصدرها من الغرب ولا علاقة لنا بها، لكن بعض المندسين حاولوا اي يشيعوها بان الدين الاسلامي هو افيون الشعوب وعملوا كل ما يمكن من اجل افساد هذا الجيل والاجيال التي قبلها لانهم بالحساب يبعدون الشباب والشابات عن القرآن الكريم، لكن تبين انهم لم يقدروا ان يوقفوا مهام المدد القرآني في حياة المسلمين وفي حياة المؤمنين ولم يقدروا”.
وأضاف: “اليوم الذي يراقب المشهد العالمي يجد عودة الى طاعة الله وعودة الى القرآن الكريم، اقبال على الاسلام، انتظار لصاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء. وبالرغم من التشويش نرى ان الاسلام يعود مجددا يحمل القرآن الكريم وتعاليم القرآن الكريم في حياة المسلمين، هذا شيء يسبب لهم صدمة كبيرة، كيف يواجهون هذه الصدمة؟؟ بالاقناع؟ هم يعرفون بان ما لدينا أقوى بكثير مما لديهم، ونحن حاضرون نعمل جلسات اقناع مما لدينا، هم يحاولون تشويه الصورة قدر ما يستطيعون، ويحجبون الشمس ويعتقدون ان الشمس تغطيهم لوحدهم ولا تغطي العالم. لان النور سينفذ ويرى ثقبا صغيرا ويمر عبره.هم لا يقدرون. مهما حاولوا ان يقولوا بان الاسلام رجعي وكيف رجعي؟ ونرى الشباب والصبايا يعودون اليه ويتمسكون به، يرفعون رايته ويلتزمون بتعاليمه ويحققون معه انجازات لها اول وليس لها اخر، ايضا لم يستطيعوا ان يحققوا المطلوب”.
واردف قاسم: “ان هذا الذي اقدم على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة دولة اسلامية وامام وسائل الاعلام في العالم، بحجة حرية الرأي، هي محاولة دنيئة للاساءة الى المسلمين، ولكل حر على وجه الارض قاطبة، لانهم يواجهون المقدس بالاحراق والاعتداء من دون ان يكون لهم اي نقاش ولا حجة ولا دليل او محاولة للوصول الى قناعة مشتركة، لاي امر من الامور. ان السويد لا تتصرف وحدها اغلب الدول الاوروبية تسير على نفس المسار والصهاينة في هذا الاتجاه، يعتبرون انهم اذا استفزوا المسلمين واهانوا المسلمين وانهم اذا احرقوا اوراقا من القرآن الكريم يحاولون اسقاط المقدس، كي لا يكون هناك احترام وكي تشعر الاجيال القادمة، بأن الدول الكبرى التي تدعي بانها حضارية وحديثة، لا تحترم هذا المقدس، لكنهم واهمون، القرآن الكريم مقدس لدينا وسيبقى كذلك، وبهذا الاستفزاز يزداد قداسة، وانتم ان احرقتم آيات منه فإن آياته في قلوبنا وعقولنا وارواحنا ودمائنا، لا يمكنكم ان تمسوها، بل ستجدون انها الشعلة الحقيقية لانارة درب العالم، على طريق الحق. وانا ادعو الدولة اللبنانية الى طرد السفيرة السويدية وادعو الدول العربية والاسلامية ان تفكر بهذا الامر وان تقوم بهذا الاجراء، ليفهموا اننا لا نحتاجهم، واننا لا نريد من لا يحترم مقدساتنا، سنيتم قوانين تجرم من يتكلم عن السامية تحت عنوان معاداة السامية”.
ولفت الى ان “الصهيونية احتلال وعدوان واجرام رفعتموه الى مصاف المقدس الغربي، الذي يعتبر سافلا ومنحطا في منطق الانسان الشريف والحر. فكيف تواجهون المقدس الحقيقي بهذا التصرف،، بل ساقول اكثر من هذا انا اتمنى ان اسمع في لبنان من شركائنا في الوطن انتقادا واعتراضا على هذا العمل المجرم، الآثم، الذي ارتكب في السويد بحق القرآن الكريم. هذا يمكن للتواصل بيننا اكثر، وله اشارات ايجابية، خاصة ان البعض في لبنان يتصدى لكل كبيرة وصغيرة في العالم، تكون على نمط معين ومزاج معين، فكيف بهذا الامر الخطير الذي يمس ملياري مسلم في العالم، ويمس شركاءكم في هذا الوطن.انكم اذا وجدتم قوة ومعنويات ومقاومة، تحرر ارضا في لبنان فاعلموا ان هذا التحرير هو ببركة القرآن الكريم، المقاومة في لبنان، ترجع الى القران الكريم،الشهداء في لبنان هم من مدرسة القرآن الكريم، من مدرسة العلماء، من مدرسة الاطهار من مدرسة الائمة عليهم السلام، من مدرسة محمد وآل محمد صوات الله وسلامه عليهم اجمعين، هذا الخط سيستمر وسينمو، نأمل الا ينخرط الآخرون بما فعلت السويد في الاستهانة بمقدس المسلمين بل نحن ندعو الى احترام كل المقدسات لدى الشعوب وليس فقط مقدسنا نحن، وسنناصر كل اولئك الذين يتأذون، بايذاء الدساتير، نأمل ان يعلنوا انهم انزعجوا من ايذاء مقدسنا فهذا يمتن الاواصر الانسانية اكثر فاكثر”.
وفي الختام تلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسينيا.