ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، تحدث فيها عن معاني عاشوراء مشددا على ضرورة الاعتبار والالتزام بما تحمله من مفاهيم أخلاقية واجتماعية وتكافلية”، وقال:” لأن الحسين قرين القرآن الكريم، وهما لا يفترقان ولا يختلفان، فإن موقفنا من العداء المحموم والكراهية الحقودة التي تقوم بها السلطات السويدية اتجاه القرآن هو أننا نتوجه للدول الإسلامية ونقول: إن أضعف الإيمان هو إعلان قطيعة جماعية شاملة مع السويد بما في ذلك قطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية، ومن لا يفعل ذلك فهو راض، وهو يخون الله ورسوله وأمته وشعبه، وأما بخصوص الشخص الذي يدنس القرآن، فهو عدو لله وللناس، وهو معاد يمارس أسوأ أنواع العداء ويجب أن يعاقب على عداوته هذه”، مؤكدا ضرورة “أن يعرف العالم أننا نفدي القرآن بأنفسنا وعيالنا وأوطاننا وكل ما نملك، وسنمارس كل أنواع الانتقام المشروع ممن يعتدي على عظمة وشرف القرآن”.
أما في الوضع السياسي، فقد أسف المفتي قبلان لأنه “في اللحظة التي نصر فيها على التلاقي والحوار لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة أو ورطة بالتاريخ، هناك من يصر على التباعد والقطيعة، ويستنجد العالم لفرض وقائع دولية ضاغطة، لهذا البعض نقول: أكبر ضامن للبنان اليوم هو الثنائي الوطني، ودون الثنائي الوطني لا وجود لسيادة ولا لقرار وطني، ولا ننفي فضل بعض القوى الوطنية لكنني أتحدث عن النواة الصلبة، والحل بتسوية وطنية من خلال حوار صادق وبنّاء، ودون ذلك لا حلول، وموقفنا أنه لا بد من رئيس وطني شجاع، وأما التهديد بالفوضى فليس من صالح أحد، والتعويل على السواتر الداخلية وجمعيات العسس خطأ فادح، وكذلك الإصرار على وضعية جمود لبنان ليس من صالح اللاعب الدولي الإقليمي، صبرنا طويل وسنصبر أكثر، لكن من غير المقبول أن نمرر أي لعبة أو فوضى أو سيناريو تفتيتي للبنان”.
وشدد المفتي قبلان على أن “المعالجة الاجتماعية المعيشية أولوية وعلى الحكومة أن تقوم بدورها، وأن تعتذر بتصريف الأعمال عذر غير مقبول، وللحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية أين مسؤولياتكم في هذا التصاعد المثير للجريمة؟ وفلتان العصابات التي تسرح وتمرح! وكلنا نعلم أن الحد الأدنى من الإمكانات يكفي لكبح وحشية هذه العصابات المعروفة بالقيود والسجالات، والفقراء لا يسرقون ولا يسطون ولا يقطعون طريقا ولا يقامرون ولا يفرضون خوة، ولا يروجون المخدرات ولا يستبيحون الأمن والأحياء، من يفعل ذلك العصابات المعروفة عند الأجهزة الأمنية بالأسماء والمناطق، والمطلوب الضرب بيد من حديد ولا غطاء فوق رأس أحد. والتعويل على ضرب البيئة الاجتماعية ليس في صالح أحد، ولعبة الأقنعة الخارجية ومشاريع الفوضى معروفة ومطابخ اللعبة الدولية خطيرة، ولكنها قاصرة عن تغيير المعادلة، فلبنان أكبر من أن ينهار”.
ووجه قبلان “نصيحة من القلب لأهل السياسة” بالقول: “اسمعوا صوت العقل لأن ترك لبنان على سكة القطيعة يزيد من المخاطر الكبرى، والصبر محمود إلا عن المخاطر الكبرى التي تهدد كيان لبنان، والإسرائيلي على الحدود الجنوبية يلعب بالنار رغم أنه مردوع بشدة، فهو قوة مهزومة، وقيادة تعيش عقدة الخوف، وكيان يعيش لحظة قلق استراتيجي، والجنوب اللبناني قلعة صمود وسيادة بفضل معادلة جيش وشعب ومقاومة، وإذا كان من أبوة وشرف للبنان فهو المقاومة”.