استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة الدكتور بشارة الأسمر الذي قال بعد اللقاء: “من هذه الدار الوطنية الكبيرة، الدار الجامعة، دار الإفتاء، جئنا نطرح هموم اللبنانيين ومشاكلهم وشجونهم في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشونها، توافقنا مع سماحة المفتي الذي نقدره ونجله لمواقفه الوطنية الكبيرة، على أمور من الضروري معالجتها:
أولاها تأليف حكومة في أقرب فرصة، فمن دون حكومة لا علاج لأي موضوع، نحن نتخبط بأزمة اقتصادية كبيرة، وتأليف الحكومة في أسرع وقت ضرورة ملحة، لتعالج المشاكل التي يعانيها اللبنانيون، وبخاصة تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، وأموال المودعين، والصرف التعسفي، والدولار في الجامعات الذي أصبح 3900 ليرة، وما يطرح عن عملية رفع الدعم، وتأثيراتها الكارثية على الشعب اللبناني، والدولار الطالبي في الخارج، كلها أمور حياتية ملحة، يجب أن تتألف حكومة كي تستطيع معالجتها، وقد لقينا من سماحة المفتي كل تفهم وكل دعم في هذا الإطار. ونحن نحيي سماحته وكل المرجعيات الدينية والوطنية التي تسعى جاهدة اليوم الى تأليف هذه الحكومة”.
وفد “حركة التغيير”
واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من “حركة التغيير” برئاسة إيلي محفوض الذي قال بعد اللقاء: “كان من الضروري لقاء سماحة المفتي وخصوصا أنه في الآونة الأخيرة، برز في الجو اللب كأن الصراع الحالي في لبنان هو طائفي. في الحقيقة ليس الأمر كذلك أبدا، ويجب ألا يكون هكذا، هناك تشديد دائم على هذه التكاملية الإسلامية – المسيحية في لبنان، التي من دونها نذهب فرق عملة، في ظل المتغيرات الكبيرة في المنطقة”.
وأضاف: “أنا كنت واضحا أمام سماحة المفتي، وأصبحت استقالة الجميع ضرورية للإنقاذ، فمنذ أعوام نتخبط بالدوامة نفسها، وواضح أن هذه الطبقة الموجودة في الحكم اليوم، لم يعد في إمكانها تقديم أي شيء الى اللبنانيين، هذا الكلام أيضا نسمعه في الخارج، اللبناني الذي ينتظر فلسا من أي دولة صديقة للبنان، لم يعد الآن ينتظر لأن سمعتنا في كل الأروقة الدولية من واشنطن إلى المغرب أصبحت سيئة جدا حيال الطبقة السياسية في لبنان، وبالتالي أقول للبنانيين: لا تتأملوا في من يمسكون بالحكم في لبنان أن يتقدموا بنا خطوة واحدة إلى الأمام”.
وأضاف: “في ظل الجوع والأزمات والإفلاسات، هناك جرائم كبيرة جدا تحصل في لبنان، وواضح أن القاتل محترف، أبدأ من خطف جوزف صادر منذ سنوات طويلة على طريق المطار، ولم نعد نعرف شيئا عن مصيره، مع العلم ان أهله توفوا قبل معرفة أي شيء عن مصيره، وقتل شاب اسمه أنطوان حايك في الجنوب، دخلوا محله أمام كل الناس وتمت تصفيته، في “بنك بيبلوس” الموظف أنطوان داغر الذي كان مسؤولا عن ملف معين في هذا المصرف قتل أيضا، عقيدان في الجمارك أبو رجيلي وسكاف، وبالأمس الشاب المصور جوزف بجاني، لا أعلم هل هناك ترابط بين هذه الملفات؟ أنا كمواطن لبناني لا أعرف، لكن أنا مواطن أسأل: من التالي؟
وختم: “يوم الانفجار قلنا: إن الأجهزة اللبنانية المحلية، ستصطدم بالعوائق السياسية في أثناء التحقيقات، من أجل ذلك كان مطلبنا الأساسي إجراء تحقيق دولي، وهذا ليس عيبا يا إخوان، عندنا شهيد كبير اسمه رفيق الحريري، لو أن ملفه بقي في التحقيقات اللبنانية، لكان مثله مثل ملف كمال جنبلاط، ورينيه معوض، وكل قافلة الشهداء الذين سقطوا، وذلك ليس معناه أنه لا يوجد عندنا قضاء في لبنان، بل بالعكس، يوجد عندنا قضاء وعندنا قضاة لكن، للأسف، هؤلاء القضاة وهذا القضاء يحكمهم السياسيون، وواضح أنه في كل يوم ترتكب جريمة، ونرى أن هناك لغزا كبيرا حول انفجار المرفأ، وعلى الحقيقة أن تظهر، ولا بد من أن تظهر في هذا الإطار”.