نظمت “نقابة الفنانين التشكيليين والحرفيين” في البقاع، وجمعية “الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت” ضمن رحاب معبد “باخوس” في قلعة بعلبك الأثرية “ملتقى القلعة الفني”، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالفنان علي أمهز، ومشاركة نحو 100 فنان من مختلف أنحاء لبنان وحضور النائب ينال صلح، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلا بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، مسؤول قسم الإعلام في “حزب الله” في منطقة البقاع مالك ياغي، وفاعليات نقابية وبلدية واختيارية واجتماعية.
الشمس الحارقة والحرارة المرتفعة، لم تحل دون تحوّل أروقة معبد “باخوس” داخل القلعة الأثرية إلى خلية فن أنتجت مخطوطات ومنحوتات ورسومات، تناثرت حول لوحاتها الألوان والأدوات، وتعددت موضوعاتها، وإن طغت أجواء انتصار تموز ودحر الاحتلال الإسرائيلي والتكفيري عن ربوع وطننا، وظللت المحترف مشهديات مستوحاة من ربوع فلسطين.
أمهز
وألقى أمهز كلمة الوزير المرتضى، فرحب بالحضور وبالفنانين المشاركين، أضاف: “إن الشاعر الكبير لامارتين قال حين زار لبنان: بعلبك هي أقرب سماء لله. راعي هذا الملتقى الفني معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى من الذين نفخر بوجودهم في الحياة السياسية والفنية والثقافية في لبنان، وإن غاب عن المشاركة معنا بسبب ظرف عائلي طارئ، إلا أنه أوصاني بأن أنقل إليكم تحياته ودعمه لعملكم الراقي”.
أضاف: “أبلغني معاليه بإيصال التالي إلى مسامعكم: لطالما كانت بعلبك وآثارها حلم كل فنان ليقف على أدراجها أو ليتظلل بأعمدتها، ليقدم شيئا من الإبداع الذي تتوارثه هذه البقعة الجميلة من الأرض عبر مفكريها وأدبائها وشعرائها وفنانيها، ليشكلوا غنى للثقافة والحضارة. ولطالما أبدعت هذه المنطقه الولادة في إنجاب الكبار، لتشكل لوحة فنية غنية متكاملة من النواحي كافة”.
وأردف: “إنه ليعز علي عدم حضور هذا الملتقى الفني قسرا، متمنيا لكل الفنانات والفنانين دوام التحصيل قدما نحو الإبداع اللا محدود، وأن يغير بحال لبناننا نحو الأفضل”.
تابع: “هذه المدينة الرائعة ذات الحضارة الضاربة في عمق التاريخ، توالت عليها حقبات وحضارات متنوعة، جعلتها أهم المدن السياحية في الشرق العربي، فهي بلا شك مدينة الشمس، وهي بلا منازع من الأكثر غنى بالآثار الرومانية عظمة وبهاء. ولا غرو ان جمعكم اليوم، يُعلي من شأن بعلبك، مدينة العلم والكرم والثقافة والأدب والفكر”.
وختم: “ألف تحية لرئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الخلوق ميشال روحانا، وألف تحية لرئيس نقابة الفنانين التشكيليين والحرفيين في البقاع عامر الحاج حسن، وألف تحية ملؤها الامتنان والشكر لكل المشاركين في هذا اليوم العظيم”.
الحاج حسن
تحدث رئيس نقابة الفنانين التشكيليين والحرفيين في البقاع عامر الحاج حسن، معربا عن شكره “للزملاء الفنانين من كل لبنان، لتكبدهم عناء الطريق، ومشاركتهم في هذا الملتقى الفني في قلعة بعلبك، في مدينة المقاومين الرجال، ومنبت الفنانين، ضمن أجواء الاحتفالية بالانتصارات التي تحققت خلال شهر تموز”.
أضاف: “يشارك في هذا العمل الإبداعي أكثر من 100 رسام وخطاط ونحات، على امتداد لبنان بمذاهبه وطوائفه ومناطقه، ومن كل مدارس ومذاهب الفن، حيث نلتقي اليوم بأساتذتنا الكبار في هذا الملتقى الفني، دعما لنقل ثقافة الفن التشكيلي إلى كل العالم، وإلى الأجيال الحاضر ة والقادمة، الذي يدل على دورنا الحيوي لإبقاء هذا الفن داعماً ومشجعا للفنانين المحليين، ورافعا للحركة الفنية في كل لبنان”.
واعتبر أن “مشاركة كبار الفنانين في لبنان في هذه المأدبة الفنية، يحاكي الماضي والحاضر، ويسهم في الاطلاع على الحركة الفنية وتبادل التقنيات بين أصحاب الذوق والخلق والإبداع والابتكار، فهي القواسم المشتركه فيما بيننا”.
ختم الحاج حسن: “هذا الحدث سيجعل من بعلبك مركزا للمواهب المبدعة رغم كل الظروف. كل الشكر والمحبة لحضوركم، والشكر موصول لأصحاب الأيادي البيضاء الداعمين والمساهمين لإنجاح هذا العمل الثقافي الهادف”.
روحانا
بدوره أشار رئيس جمعية “الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت” ميشال روحانا إلى أنه “قبل انطلاقنا فجرا من العاصمة، تجمع الفنانون المشاركون في هذا الملتقى من بيروت وطرابلس وصيدا والجبل وكل المناطق اللبنانية، وانطلقنا نحو بعلبك لنستمد الفن من تاريخ الفن الذي يمتد إلى 4 آلاف سنة، والذي لم يمت، ونحن نتأثر فيه لنكمل المسيرة”.
تابع: “الجو لم يكن حارا بالطبيعية فحسب، بل كان حارا مع أبناء بعلبك وأحبائنا الذين يبرهنون لنا في كل مرة أن قلوبهم مفتوحة لزوارهم ومحبتهم كبيرة بكبر هذه القلعة”.
ختم: “لبنان غني بالكثير من المناطق الجميلة والثروات الكبيرة، هذه نعمة ينبغي أن نقدرها، على مسافة قريبة من هنا نشاهد شموخ الأرز والعطاء الذي وهبنا إياه ربنا، ويحفزنا على العطاء تقديرا للنعمة الإلهية، وفي بعلبك هذه المعابد العظيمة والرائعة التي صنعها الإنسان، ابن هذه المنطقة هو الذي بنى ونحت هذه القلعة وليس الغريب، وهذا يعطينا كفنانين القوة والدفع والمقاومة لكي نكمل المسيرة”.