دعا وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى” التمسك بقيم الامام علي بن ابي طالب لأن:”قيمَ أميرِ المؤمنين وفضائلَه ينابيعُ فكريّةٌ لا تنضب، وهي جديرةٌ في كلِّ عصرٍ بأن يُعادَ بحثُها على أضواء ما يلحق بالثقافة من تطورات متتابعة، تمليها الحياةُ المتسارعةُ باستمرار”.
وقال المرتضى في ندوة بعنوان “العدل وحقوق الانسان في فكر الإمام” التي نظمتها شبكة الامام علي بن ابي طالب للدارسات والتوثيق بالتعاون مع وزارة الثقافة في المكتبة الوطنية، وبحضور حشد من الفاعليات السياسية والروحية والمفكرين والمثقفين :”اذ نؤكد أهمية فكر الإمام وحضوره في كلِّ القضايا الإنسانية والوطنية، ومنها على سبيل المثال أن التنافسَ بين الشعوب على تحقيق مصالحها، والصراع على السلطة داخل الأمم، هما من حيثُ المبدأ فضيلتان يقتضي التمسك بهما، إلا إذا اتخذتا صورة الصراع بين الحق والباطل، كما حدث مع الإمام عليٍّ عليه السلام. هنا وجب الانحيازُ دائمًا إلى الحق، لأن الغلبةَ في النهاية ستكون له حتمًا. هذا ما فعلناه في صراعنا مع العدو الصهيوني، وما نفعلُه اليوم أيضًا في موقفِنا السياسي الراهن.”
وفيما يلي كلمة وزير الثقافة كاملة :” تأخذُني إلى خوفِها الكلماتُ حين أستدعيها إلى مثل هذا المقام الذي يتناولُ مسيرةَ سيِّدِ البلاغة، وأبعادَ القيم في شخصيته، فكرًا وقولًا وممارسة. ذلك أن أحدًا لا يستطيع أن يرتقي إلى السدَّةِ العليا لمن كان كلامه معيارًا للفصاحة وفعلُه ميزانًا للمبادئ، ولمن اختطَّ في فجر الإسلام نهجًا جديدًا في فهم طبائع الناس والمجتمعات، على قاعدة الإيمان التي أرساها القرآن الكريم، فنادى بها الإمام عليٌّ عليه السلام، وطبقها وقضى من أجلِها شهيدًا ليبلغَ بالشهادةِ أوْجَ الحياة.”
وأضاف المرتضى ؛”صحيحٌ أنَّ الحبر الذي كُتِبَ فيه عنه، على امتداد الزمان الطويل، لو عُصِرَ وجُمِعَ لكان من البحرِ أرحب. ولكن الصحيح أيضًا أن هذا الحبر على الرغم من ذلك يبقى مشتاقًا فيه إلى مزيد. لأن قيمَ أميرِ المؤمنين وفضائلَه ينابيعُ فكريّةٌ لا تنضب، وهي جديرةٌ في كلِّ عصرٍ بأن يُعادَ بحثُها على أضواء ما يلحق بالثقافة من تطورات متتابعة، تمليها الحياةُ المتسارعةُ باستمرار.
ويدفعُني إلى هذا التصريح حبُّ سيدي أميرِ المؤمنين أولًا. ثم إجماعُ الدارسين على أنَّ الإمامةَ أحقُّ لقبٍ باسمِه، وأنه أحقُّ الناس بهذا اللقب، لأنه كان متصلًا بكل مذهبٍ من مذاهب الفرق الإسلامية منذ وجدت في صدر الإسلام، فهو مُنشِئُها أو قطبُها الذي تدور عليه. فلا يوجد فرقةٌ لم يكن عليٌّ معلّمًا لها منذ نشأتها، أو موضوعًا لأفكارِها، تقولُ فيه وتردُّ على قائلِين. فهو بهذه الصفة الفكرية التنويرية تجاوز الدور السياسي العادي، ليدخل في فضاء الثقافة المتجددة، ويحتلَّ موقعَ الصدارة بين المفكرين الإسلاميين والعالميين حتى اليوم.”
وتابع ؛” وفي تغريدةٍ لي منذ أيام بمناسبة عيد الغدير، قلت ما يأتي: “من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه”، بعد ألف عام وزُهاءِ نصفِها من عمر الزمان، لا يزال هذا الحديث الشريفُ صراطًا لتعيين الحق، لا بالخلافةِ وحدها وقد انقضت، بل بالفضائل التي لا تزالُ حيةً لا تنقضي. فلقد كان أمير المؤمنين عليه السلام، خيرَ من عاش نورانيةَ الإسلام وإنسانيته على حدٍّ سواء، بنسبِه وحسبه، بقوله وعمله، بخُلقِه وفِكره، بزُهدِه وسُهده، ببطولاتِه واستشهاده، فمن أرادَ فضيلةً فليأتمَّ به، نهجًا لا يزال يزرعُ القيمَ على امتداد البشرية. وأضفتُ: يوم الغدير، كيوم البشارةِ، موعدٌ للفرحِ والذكرى وتجديد الإيمان بأن الحق دائمًا إلى انتصار.”
مردفاً: “وإذ أستعيدُ اليوم هذه التغريدةَ فللتأكيد على راهنية فكر الإمام وحضوره في كلِّ القضايا الإنسانية والوطنية، ومنها على سبيل المثال أن التنافسَ بين الشعوب على تحقيق مصالحها، والصراع على السلطة داخل الأمم، هما من حيثُ المبدأ فضيلتان يقتضي التمسك بهما، إلا إذا اتخذتا صورة الصراع بين الحق والباطل، كما حدث مع الإمام عليٍّ عليه السلام. هنا وجب الانحيازُ دائمًا إلى الحق، لأن الغلبةَ في النهاية ستكون له حتمًا. هذا ما فعلناه في صراعنا مع العدو الصهيوني، وما نفعلُه اليوم أيضًا في موقفِنا السياسي الراهن.”
وختم وزير الثقافة كلامه :”فيا سيدي ومولاي أبا الحسنين
يا أولَ المؤمنين صبيًّا وأولَ الأئمة كبيرًا،
يا صهرَ الرسول وكاتبَ وحيه
أنت وسع المشرق والمغرب، فكرٌ أصيلٌ، وحكمةٌ تروى، وزهدٌ لا يُضاهى، وبيانٌ لا يُرقى إليه، وشجاعةٌ تقلُّ دونها البطولات، وإيمان بالحق وجهاد من أجله حتى الشهادة؛ لأنك كنتَ في حياتك واستشهادك، صفوةَ الفقه والفكر والعدل والسياسةِ المتمسكة بمبادئ الثبات على الكرامة والخير العام.
وأنت بيننا اليوم وفي كلِّ يوم نازلٌ إلى عتمات القلوب، لتضيءَ الوعيَ المكبوت، وتخلي سبيل البطولةِ من سجن الأوهام، فيعلم َكلُّ من يُبدي ويُضمرُ للبناننا وحقوقِنا العداء، أو يريد بأمتنا الشرور، أننا باقون على دربك، مغتنون بصفاتِك الحسنى، منتصرون بسيفك وبطولاتِك صامدون في حقوقِنا حتى ينطفئَ الكون.”
وكانت كلمة لكل من الشيخ الدكتور مالك الشعار ،رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو المحامي شوقي ساسين من وحي المناسبة.