نفحة أمل على أوردة الشروق ، و أزيز رصاص في كل تعبير ، أصبحت الكلمات جارحة في كل مكان ، وكل فرد ينتظر زخات العِبر لكي يقف حاجزاً أمامها.
أصبحت التجمعات مشاكل بحد ذاتها ، و أصبح الحديث المطوّل عرقلة وخيمة ، و ذكر أسماء يعتبر جريمة .
نعم نتحدث عن التسّيُس العقلي الذي نعيشه ، عن العقل المغلق في ظل الوضع الراهن ، نتحدث عن الجمود في التفكير ، عن المحدود في منظورهم ، أصبح كل شيء مرتبط بالسياسية و كل شيء مسيّس .
لماذا الجهل أيها الناس ؟! أهل حقاً من تندفعون لأجلهم يضعونكم في خانة حياتهم ؟!
في دفاتر المجهول أسمائهم ، و إن كان لهم إسم!! إستيقظ أيها الشعب فلا يغرنّك حبر ورق محاضرة الإنتخابات ، فالأوراق ستمزق و كلامهم صدقاً “حبر على ورق ” .
ما زال المواطن يجعل من كل شي سياسة ، في العلم لا يدخل إلا مدرسة منتمية لحزبه و في الجامعة كذلك ؛ و إن كان المعلّم من غير حزب أو تابع لغير سياسة يندفع إلى الكراهية ، لا بل أصبحت المستشفيات محزبّة و مسيّسة ، و هذا غير المطاعم و المقاهي التي نرى فيها فقط شبان من حزب واحد أو متفقين على رجل سياسي موّحد…
و أيضاً نضيف المساعدات المعنوية و المادية تقتصر على بعضهم البعض أصحاب الحزب والواحد و السياسي الواحد ، ألستم أبناء الوطن و البلد الواحد !!!
إلى متى هذا الثبات العميق! متى يستريح العقل من
مجهوله !
أنتم أيها الشعب يداً بيد لبعضكم البعض ، أنتم رصيد التعاون ، أنتم الدرع المُصان ، و أنتم إخوة في الوطن فلا تسيِّسو الحياة الإجتماعية و العلمية ، لا ننفي المساعدات من بعض السياسين لكن ليست في كل حفرة نقع بها ، فدائما في ظل المحن وجدنا أننا نحن اللبنانيين نساعد بعضنا البعض دون التّرجي من أي مسؤول أو سياسي ، لقد برز ذلك على صفحات السوشال ميديا حيث الناس تشكر بعضها البعض على المساعدة و مد يد الخير .
فلنترك التعصب جانباً، و نضع صوت إنتخابنا في جعبتنا لا جعبتهم ، و لنلملم شتات جمعتنا بالإبتعاد عن السياسة و الأحزاب ، و نمشي خُطَى الطريق جانباً بجانب ، فبعد سواد الليل نهارٌ مضيئ .