أيها الليل…
أيها الليلُ المنسكبُ على شظايا أرواحِنا
تخبئُ بسوادِك الماسيِّ
جراحا غائرةً في الشغافِ
هناك في زاويةِ المدينةِ
طفلٌ بات ليلته
وقد حفرَت دمعتُه
أخاديدَ الجوعِ على وجنتيه
وتلك الزهرةُ التي أثقلَتها قطراتُ الندى
انتظرَت عاشقا يقطفُها
لكنه لم يأتِ
ربما قد ناء في وحشةِ الأفقِ
أيها الليلُ….
إنزلْ بعباءتِك على مرتجفٍ
أعياهُ انتظارُ الدفءِ
قد أشعلَ عظامَه خوفا من البردِ
إطوِ بين صفحاتِك
هاربةً من الغرق في الغيبِ
ولا تنسَ أن تستلَّ
سيفَ الصباحِ من غِمدِه
لتقطعَ به كلَّ خائنٍ لطهارتِك
أيها الليلُ…
قد أعيانا الإنتظارُ
فهلاّ فعلت؟