أعلن عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي ان “زيارة الموفد الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان استطلاعية ، وهو لا يحمل اي مبادرة”، وشدد على ان “القوات اللبنانية ستؤكد له أن حزب الله يخطف الدولة اللبنانية ويطالب بأخذ فدية ولا يمكن الاستمرار بهذا المنطق ، وكذلك ستبلغه ان أفضل شيء هو عدم الرضوخ الى مطالب الحزب الذي يأخذ لبنان رهينة، وفي المقابل الاحتكام الى اللعبة الديموقراطية لأجل إعادة انتظام عمل المؤسسات”.
وفي مقابلة ضمن برنامج “حوار المرحلة” عبر الـlbci، أشار الى ان “الجميع يعلم أن فرنسا استمرت بالعمل على نوع من المقايضة لمدة سنة، تشبه تلك التي حصلت في اتفاق الدوحة”، وقال:”منذ البداية، عارضت القوات هذا الطرح الفرنسي، وانا أجريت سلسلة لقاءات في فرنسا منذ اسبوعين حيث أكدت أننا لسنا في وارد السير بتسوية كتسوية الدوحة التي انقلب عليها حزب الله مع حكومة القمصان السود عام ٢٠١١ وقطعوا one way ticket للرئيس سعد الحريري. لذا لا قيمة فعلية لأي ضمانات” .
وردا على سؤال عن أسباب إنتقال الملف الى لودريان، أجاب: “لو تمكنت خلية الاليزيه من الوصول إلى خاتمة سعيدة لمبادرتها لما تم إستبدالها بالوزير لودريان الذي تراجع عن كل المبادرة السابقة. انا عائد من جولة فرنسية منذ اسبوعين ويمكنني القول إن فرنسا تخلت عن ترشيح سليمان فرنجية وهذه معلومات لأن محاولات دعمه فشلت، لذا ذهبت إلى خيارات أخرى”.
وتابع: “استغرب كيف ان فرنسا التي دعمت عام ٢٠١٦ ترشيح فرنجية من قبل نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط وفشلت بايصاله، كررت التجربة نفسها عام ٢٠٢٢ وتكرر الفشل. اليوم فرنسا تعتبر نفسها على مسافة واحدة من الجميع ومقاربتها العامة تظهر أن لا فيتو على أي مرشح. يجب عدم المبالغة بالحديث عن ايجابية زيارة لودريان لانها لن تحل كل المشاكل”.
ورأى أن “القمة الفرنسية – السعودية لم تؤثر على الداخل، وشكر باريس والرياض لانهما يضعان دوما الملف اللبناني على طاولتهما، واعتبر أن “الاتفاق السعودي – الايراني ليس مدخلا للحل في لبنان ولن يؤثر ايجابيا على الداخل اللبناني”، مشيرا الى انه “خلال لقاء ماكرون – بن سلمان، تم المرور على الملف اللبناني بشكل سريع انطلاقا من أن الحل اللبناني يبدأ من الداخل، ولا أحد في الخارج يملك التأثير على الانتخابات الرئاسية إلا إيران التي يمكنها التأثير على الثنائي”.
وتابع: “لبنان مسؤولية اللبنانيين والسياسة في الاساس هي أمر محلي. كل مرة اعتمد فيها لبنان على الخارج ازدادت أزماته في الداخل وحلت كارثة على البلاد من إتفاق الطائف الذي إنقلبوا عليه الى إتفاق الدوحة أيضا”.
وفيما اكد ان “القوات ضد مشرح الثنائي وسنواصل قطع الطريق عليه”، توجه الى رئيس تيار “المردة” بالقول: “يا سليمان بيك اكيد هدفنا ان نقطع الطريق على وصولك الى بعبدا وهذه اسمها الديموقراطية، وحقنا ان نسعى لايصال مرشح اقرب الى طروحاتنا. والحديث عن مرشح تحد من قبل الحزب وعن قطع الطريق من قبل فرنجية ينم عن عدم فهم أو احترام للديموقراطية”.
وردا على سؤال، قال:”لا نتفاجأ إذ كان حزب الله لا يحترم الديموقراطية، فهل يتعلمها من النموذج الايراني؟ وكذلك اغلاق الرئيس نبيه بري مجلس النواب ليس بديموقراطية”.
واعتبر ان “الحزب أضعف بكثير مما كان عليه عام ٢٠١٦ ، وأكبر دليل انه لو كان قويا وواثقا من قدرته على إيصال مرشحه لانتقل الى الجلسة الثانية ولم يكن ليعطل النصاب”، وقال:”الحزب أضعف مما يدعي سياسيا، فهناك 77 نائبا (ما بيردوا عليه) ولو كان الحزب يملك القوة التي يدعيها، لفرض مرشحه على الجميع وأتى بفرنجية”.
وعن مدى الاستمرار بترشيح أزعور وتلميح باسيل بتراجعه عن ذلك، أجاب بو عاصي: “حصدنا 59 صوتا في الجلسة الانتخابية وهم (شدوا وقدوا) وحصدوا 51 صوتا، إذا الوقائع تثبت أن هناك 77 نائبا في البرلمان لا ينصاعون لـحزب الله. نحن واللقاء الديمقراطي والتغييريون والتجدد متمسكون بجهاد أزعور. حين يقول جبران باسيل يمكن عن هذا الترشيح يتوقف حديثي لأن السياسة تبنى على الوقائع وليس على (ما خلونا ويمكن وبركي). نحن لا نمون على أحد، بل نتواصل مع باقي أطراف المعارضة ونحاول إقناعهم بوجهة نظرنا. إذا كان هناك نواب لديهم حسابات أخرى، ويريدون عرقلة الانتخابات فأنا لا استطيع فعل شيء تجاه هذا الامر”.
وأضاف: ” انا لست معنيا بأي لعبة إبتزاز بين جبران باسيل و حزب الله بل ما يعنيني هو احترام الديموقراطية وإنقاذ لبنان وإنتخاب رئيس وانتظام عمل المؤسسات. سنصوت لأزعور في الجلسة المقبلة، والأساس ليس الشخص بل المصلحة الوطنية العليا. أزعور مرشح سيادي اصلاحي، وهناك هامش مناورة لأي مرشح، لا استطيع تخمين عدد الأصوات التي سينالها ولكن فليدع بري الى جلسة”.
وردا على سؤال، أجاب: “لو نسعى لمصلحة لما تكبدنا انعكاسات اتفاق الدوحة ولما دخلنا السجن. نحن نسعى لاستمرار عمل المؤسسات وذلك من أجل مصلحة الشعب فقط لا غير. منذ الـ 2006 و جبران باسيل مرتبط بحزب الله وهذا أساس المشاكل والانهيار في لبنان”، وشدد على ان “دور رئيس المجلس يقضي بالدعوة الى جلسات متتالية تفضي إلى انتخاب رئيس، وصلاحيات رئاسة مجلس النواب لا تسمح لبري بإقفال البرلمان”.
وعن واقع النظام القائم، قال:”يجب تغيير النظام فهو لا يعمل ، والمؤسسات الدستورية توقفت والفساد نخر فيها. لا أحد يهول على اللبنانيين بالحرب، فليس هناك أي حرب قريبة في لبنان. سمير جعجع يشدد أنه لا يستطيع أحد فرض أي شيء علينا بقوة السلاح، ونحن كمسيحيين شركاء في هذا الوطن ولا يمكن فرض أي شيء علينا”.
وعن فقدان الميثاقية إذا انتخب أزعور بغياب المكون الشيعي، أوضح: “ليس بالضرورة أن يحصل رئيس الجمهورية على أصوات شيعية. فالميثاقية التي بني على أساسها لبنان تمت بين المسيحيين والمسلمين وليس مع الشيعة والسنة والدروز كل على حدا”، واشار الى ان “علاقة القوات مع السعودية هي من أسلم العلاقات، فهي مبنية على الثقة والصراحة. وعندما نختلف نحدد فورا نقاط الخلاف من أجل الوصول إلى التفاهم، فالقوات اللبنانية تعترف أنها تخطئ، مثل أي فريق آخر، والناس تحاسب على النتيجة”.
وعن طرح الانتخابات النيابية المبكرة، أجاب: “الظروف مختلفة عما كانت عليه بعد 17 تشرين، والحزب لن يعترف بأي نتيجة للانتخابات”.
وختم مؤكدا أن “القوات اللبنانية لا تسعى سوى لتلبية مطالب الشعب”، نافيا “احتمالية الحوار بين القوات وحزب الله لأن الاخير يرى أن لبنان منطقة وليس وطنا، وكل من تحاور معه لم يصل إلى أي نتيجة. فلأسباب متعلقة بإيديولوجيته لا يمكن الذهاب للحوار معه”.