حين تنغمس لقمة العيش بالذل ،ويستهان بأبناء الوطن الواحد؛ هنا تحط قافلة الخذلان في صحراء المجهول ، و يرسم الزمن تجاعيد الألم ، ويكتب التاريخ أن بلد الشمس قد إنكسف .
قد عرف المقصود و إنكشف ضوء الحقيقة ،فالصندوق الأسود الذي في جعبتِهم إنقلب سواده على ورقةٍ بيضاء مخططة بدم المطالب عن حقه الذي هو أبسط ما طُلب رغيف خبز ،قوت يومه، كهرباء، ماء، عمل ليعيل عائلته أو شيخوخة آباءه .
ماذا بعد أيها الوطن المجروح ؟! ماذا يخبؤن في داخلك حتى باتت الجراح أعمق من أن تداوى ؟!
دولارهم المزيّف ، عملتهم الخارجية ، إستبدلوها بعملة الوطن التي تعب بها أجداد أجداهم الذين جعلوها تصمد بعرق الحقول و المعول و الحرث و التعب عشرات السنين . أما اليوم فقد باعو الوطن و عملته و نسيو تعب الآباء و الآجداد من أجل الوطن .فغلبت عقولهم الطائفية ، لتنحدر نحو التعصب السياسي و يتبعها التخلف المذهبي .
فأين شعار *لبنان بلدٌ موّحد لجميع أبناءه * ،
أزمة الدولار حولت لبنان من بلد المقبول الى بلد المجهول، هاهو المواطن يتسابق على أقل أجرة عمل مهما كان هذا العمل فقط لكي يستطيع إعالة عائلته برغيف الخبز الذي إستغلوه عليه ، كيف حال المواطن الذي يسكن في مأوى (أجار) و لا يملك عمل ؛ ما بال المواطن الذي إستغلا حاجيات طبخة عائلته بسبب الغلاء ، لم يعد هناك فقير أو غني ، أصبح المواطن اللبناني يساوي أخيه المواطن من أي طائفة أو مذهب أو دين أو عقيدة .
فهل هذا ما قصدكم به *لبنان بلد المساواة و الحرية * ! هل قصدكم المساواة بالفقر و الحرمان !
لقد سلبتم منا شهادتنا المدرسية و الجامعية بغلاء الأقساط و الذي هو أبسط حق ( العلم ) ، كان لبنان دولة مستقلة منذ زمن ؛ لكن طمعو بأغنامه و ثرواته ، الحق كل الحق على من يترأس الوطن و يدير أعماله ، و الحق كل الحق على من إستخف بما يملك لبنان ، فمنا نحن اللبنانيون : ،المقاومون،الشهداء،الأدمغة،الدكاتيرة ، جبران خليل جبران ، حسن كامل الصباح ….و ما لا يعد و لا يحصى.
فلماذا في عصرنا تمتد الأيادي على الثروات ، و ما يملكه لبنان ، فالشعب تظاهر ، و صنع الثورة ، و إعتصم …لكن جبروتهم طغى على صوت الحق ، فالمواطن مظلوم مهما فعل .
وطني يا دمعة أم على كتف ولدها ، وطني يا جرح الشباب ، وطني عُد كما كنت سالماً ، طّهِر نفسك من الظالمين ، الذين خذلوك و باعوك ، و رأف بحال المواطن المكسور و إجبره بفيض مسوؤلية ضمائر حكّامنا الامبالين ..