زار الامين العام ل “تيار المستقبل” أحمد الحريري على رأس وفد من منسقيات التيار، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في دارته بمدينة بعلبك، مهنئا بانتخابه.
الحريري
وقال الحريري إثر اللقاء: “أحببنا أن نأتي إلى بعلبك لزيارة سماحة المفتي الشيخ بكر الرفاعي، أولا للمباركة بفوزه بالانتخابات، وتسلمه هذا المنصب الذي هو أهل له، وعلى مدى السنوات الماضية عمل لخدمة الناس في منطقة بعلبك، وكان دائما يعمل لتقريب وجهات النظر، ولدينا خبرة معه، سواء أكان ضمن التيار أم ضمن المجتمع في البقاع الشمالي، وفي بعلبك تحديدا”.
ورأى أن “البلد يمر في مرحلة صعبة بحاجة إلى هدوء وتبصر معيَّن حتى لا تتجه الأمور، لا سمح الله، إلى مكان صعب، وتبقى الحكمة موجودة عند سماحة المفتي وعند كل المفتين الذين تم انتخابهم في آخر استحقاق، ونستطيع معا أن نتجاوز إن شاء الله الصعاب، وأشكرك على استقبالنا وهذا بيتنا”.
وردا على سؤال أوضح أنه “لا يوجد لتيار المستقبل اليوم كتلة في مجلس النواب، وموضوع ما يطرح حول انتخابات مبكرة لا يتعلق بتيار المستقبل. وبالشكل العام كان الرئيس الحريري خلال عمله السياسي لا يرضى بأن يكون هناك أي فراغ بالمؤسسات الدستورية، لأن الفراغ بالمؤسسات قاتل للدستور أولا وقاتل للبلد، وهذه دعوتنا منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأكمل على هذا النهج الرئيس سعد الحريري، وكان موقفه دائما يدعو إلى أن تتشكل الحكومات بسرعة، ودائما كان يدعو لانتخاب رئيس جمهورية بسرعة منعاً للفراغ، ونأمل أن يتم العمل في البلد بنفس العقلية”.
الرفاعي
بدوره قال المفتي الرفاعي: “نشكر زيارتك ومباركتك، ونؤكد أن تيار المستقبل علق عمله السياسي، ولكنه لم يغب يوما عن ناسه ولا عن أهله، ولا عن همومهم وشجونهم، التواصل دائم ومستمر، والإطلاع على أوضاع الناس بالمناطق وعلى قضاياهم هذا جزء من صلب عملنا وحركتنا واستمرارنا”.
وأضاف: “بالنسبة إلى دار الإفتاء في محافظة بعلبك الهرمل، لقد انطلقنا من عدة عناوين أهمها تصفير المشاكل، نحن نريد أن نصفر المشاكل تماما، إن كان على الصعيد الداخلي، وإن كان على صعيد العلاقات مع المكونات الأخرى، نريد نحن أفضل العلاقات على قاعدة الندية والشراكة وعدم الذوبان بالآخر، وهذا الشيء أعتقد هو الذي يعبر تعبيرا صحيحا عنا كمكوِّن إسلامي وطني، وتم التعبير عنه بشكل أوضح بالانتخابات التي حصلت، بأن المكون الوطني حمى السلم الأهلي ومنع الفتنة، ولم يأخذ طرفا، عسى أن يكون هذا الشيء فتح الباب لحوار واسع غير مشروط ينهض بالبلد ويكون انتخاب لرئيس الجمهورية، وتتشكل حكومة إنقاذ”.
وتابع: “لقد وصلنا إلى مرحلة الناس لم تعد تستطيع أن تتحمل، لا على الصعيد الصحي والاستشفائي، ولا على الصعيد الجامعي والمدرسي، ولا على صعيد موسم الشتاء القادم، فنحن أمام كارثة كبيرة إن لم نتدارك هذا الموضوع”.
وختم الرفاعي: “نحن ضد كل أنواع العصبيات، سواء كانت عائلية، مناطقية، أو مذهبية، نحن نريد أن نكرس الحوار الهادئ بين كل المكونات للوصول إلى بر السلامة في هذه المنطقة التي نعتبر أنها تشكل صورة مصغرة عن لبنان الذي نريد والذي نطمح إليه. علاقتنا طيبة مع الجميع إن شاء الله، والتواصل دائم مع منسقيات تيار المستقبل إن على صعيد بعلبك أو عرسال أو بقية المناطق، وهذا التكامل أمر ضروري، لأننا نحن لا نستطيع أن نقول أن هناك فراغ، ربما عُلق العمل السياسي، لكن هناك عمل دائم ومستمر ونحن والأخوة في المنسقيات دائما نتلمس آلام الناس ونسعى لتحقيق شيء من آمالهم وإن كانت الظروف صعبة”.
المفتي الصلح
كما زار أحمد الحريري والوفد المرافق، مفتي بعلبك السابق الشيخ خالد الصلح، في دارته، موجهاً التحية له “ولدوره في ظل الازمات التي عصفت بلبنان عامة وبعلبك وعرسال بخاصة”، مؤكداً متانة العلاقة معه ومع آل الصلح.
من جهته، رحّب المفتي الصلح بالامين العام ل”تيار المستقبل” في بعلبك “وبين أهلها التي لم يغيبوا عنها، ولعل زيارته اليوم إلى بعلبك ثم عرسال، هدفها افتتاح مدرسة، فآل الحريري كما عهدناهم يعززون العلم ويدعمون المتعلم”، سائلاً الله – عز وجل – “أن يردّ دولة الرئيس سعد الحريري إلى ربوع الوطن، فالوطن وكلنا نفتقده ودوره في لبنان والمنطقة”.
لقاء أحمد وهبي
واختتم أحمد الحريري جولته في بعلبك بتلبية دعوة عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المحامي أحمد وهبي إلى لقاء صباحي أقامه على شرفه في دارته، حيث نوه “باللحمة الموجودة في مدينة بعلبك، التي تحمل هموم الوطن ومشاكله، ولم تكن يوماً إلا سباقة في كل المفاصل الوطنية، ولا سيما في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
من جهته، اعتبر وهبي أن “هذه الزيارة إلى بعلبك، نعتبرها أساساً لانطلاقة مستقبلية جديدة في المنطقة”.
كما كانت كلمة لمختار بعلبك حميد بيان، استذكر فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعطاءاته للناس وإنجازاته في بناء لبنان، وقال :”في بعلبك ستة أعمدة للتاريخ، والرئيس الشهيد عمودها الشامخ، ولن ننساه، وكلنا اليوم مع سعد الحريري كما كنا مع رفيق الحريري”.