اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، ان “ما جرى بالأمس الأربعاء في المجلس النيابي، كان له انعكاسات عدة بدءا من التحريض المبرمج الذي سبق موعد الجلسة باسبوعين، حيث اجتمعت الأضداد بين راغب وحالم بالرئاسة، وبين حاقد وحاسد، وبين باك على حظه الذي لم يسعفه بالترشح وبين مضطرب بتصريحات اشبه بالملاكمة كل ذلك تسبب بإطالة امد الازمة، وبالتالي تمديد الفراغ الرئاسي ورفع متاريس الانقسام بتصريحات نارية من رؤوس حامية عقب الجلسة”.
وسأل: “ألم يقتنع البعض ان لبنان لا يحكم الا بالتوافق وهذا يحتاج الى تواضع وإعتراف بحق الاخر بتسمية مرشح، هل يحق لمدعي السيادة ترشيح رئيس للجمهورية ولا يحق لغيرهم، وما علاقة المقاومة التي حمت لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ومن التكفيريين بموضوع الرئاسة حتى تدخلوها ببازاركم سواء من ثورتكم المزيفة في ١٧ تشرين وليس آخرها جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، في وقت ما زال العدو الصهيوني يستبيح البر والبحر والجو، هل نفعكم كل هذا الصخب والضجيج طوال المدة السابقة، لماذا هذه المكابرة، لماذا كل هذا العناد؟”
وقال: “ارحموا لبنان ارحموا المواطن الذي كلّ وملّ من عبثكم بلقمة عيشه ، وبدوائه واستشفائه، ارحموا المواطن الذي ارجعتموه الى القرون الوسطى نتيجة السياسات الطائفية البغيضة بقوالب الاستئثار، سقط القناع عن الوجه الحقيقي للتغيريين الجدد بتحالفات معاكسة لشعارات، اتخموا اللبنانيين فيها ليلا نهارا”.
وحذر من “اللعب بالنار”، وقال: “لا يظنن احد ان بإمكانه إعادة عقارب الساعة الى الوراء، لن نقبل بعد اليوم بتصنيف الناس كإبن ست وابن جارية لن يعود المارد الى القمقم، (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) نحن مع لبنان الانسان بغض النظر عن لونه ودينه نريده لبنان المساواة، يشبه المؤسسة العسكرية الجامعة مؤسسة الجيش اللبناني، نريد لبنان كما اراده الإمام الصدر، نريده وطنا نهائيا لكل ابنائه”.
وأمل ان “تفضي اللقاءات الخارجية الدولية والاقليمية والتي تتجه الى بناء حوار ايجابي في المنطقة، وان تحمل رياح الخير والانفتاح”، مؤكدا “ضرورة الاستفادة من التغيير الحاصل إقليميا والذي يمكن ان يستفيد منه لبنان على اكثر من صعيد”.
ورأى أن “تبني الحوار هو ليس وسيلة ضغط، بل بوابة لحل معظم المسائل العالقة دستورياً ومؤسساتيا واقتصادياً، والحوار هو اول عناوين الانفتاح على الحلول للخروج من الازمة وانتخاب رئيس للجمهورية”.
وشدد على ان “رئيس الجمهورية هو رئيس كل الوطن بغض النظر عن طائفته، فهو يفترض ان يكون حامي الدستور اللبناني ومرجعا لوحدة اللبنانيين على اختلاف مشاربهم، فنطرق ابواب بعبدا من بوابة حوار لبناني لبناني، نؤكد فيه أن مبدأ الشراكة في وطن اثبتت التجارب فيه ان لا فريق يمكنه ان يهيمن على الآخر، وان الشراكة سبيل الخلاص للوطن والمواطن.”