قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في كلمة، بعد اجتماع تكتل “لبنان القوي”: “رأينا من الضروري قبل جلسة الانتخاب غدا ان نوضح ونؤكد على عدة نقاط تتعلق بموقفنا، اولا، نحن خارج اي اصطفاف داخلي او خارجي، ولسنا جزءا من محور، ونرغب ان نكون على علاقة جيدة وتواصل مع الجميع. مع حزب الله، كان خلافنا كتيار حول بناء الدولة، حاولنا ان نطور التفاهم ولكن لم يحصل التجاوب اللازم، وتوسع الخلاف عندما اصبح حول الشراكة الوطنية. لا نزال متفقين على المقاومة وعلى مبدأ الاستراتيجية الدفاعية. لذلك لم يسقط التفاهم، لكنه ليس بخير لذا وصفناه انه واقف على رجل واحدة”.
واضاف: “اما مع قوى المواجهة فقد قررنا ان نكون على علاقة جيدة، من دون تحالف، لاننا نتفق على كثير من الأمور السيادية والاصلاحية، ولكننا نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد ابدا ان نكون جزءا من اصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله”. في استحقاق الرئاسة قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة، فرفضنا خيار الثنائي وخيار المعارضة. ولكن في الانتخابات لا بد من خيار وتصويت وهكذا تصبح الاصوات محسوبة لصالح مرشح معين. جربنا الورقة البيضاء واللاورقة واللاخيار، وقررنا من زمان الخروج من اللاخيار لأننا ادركنا مساوءه علينا وعلى البلد، وهو شكل من اشكال التشجيع او البقاء في الفراغ. بعد فترة تأخير طويلة وافقت القوات والكتائب وتقاطعنا مع المعارضة على اسم واحد، وكنا نفضل ان نتفق على اكثر من اسم ونوسع الخيارات وطنيا. لكن دعينا لجلسة وصار من الطبيعي ان نصوت للإسم المتقاطع عليه وهو جهاد ازعور.هذا القرار لا بيبرر حملة التخوين والتهديد التي نتعرض لها”.
وتابع: “من المرفوض نعتنا بالعملاء او الخونة او “الجواسيس” بمجرد اننا اختلفنا بموضوع الرئاسة ورفضنا ان يفرض علينا احد رئيسا بعد النتائج الواضحة للانتخابات النيابية الاخيرة. لقد قال السيد حسن بنفسه عبر الاعلام عندما اختار مرشحه وكان التيار غير موافق عليه : “هذا لا يعني اننا خرجنا من التفاهم لا انا اخونك ولا انت تخونني” بتكريس خلافنا على الموضوع الرئاسي ترك السيد حسن الحرية لنفسه ولنا، فحرر حاله وحررنا. اذا اخترنا مرشحا، هل نصبح جواسيسا؟ انا اكيد ان السيد حسن لا يوافق على تخويننا وعلى هذا الجو، وهو خير من يعرف من نحن. ولكن اذا اخطأ حلفاؤه والبعض من حوله، بالحسابات والتقديرات، في موضوع الرئاسة، وراهنوا خطأ على مواقف التيار والاشتراكي، واحتسبوا خطأ مواقف أميركا والسعودية وفرنسا وسوريا (وروسيا)، فهل يكون الذنب ذنبنا ؛ واذا غضبوا، فلا حق لهم بتنفيس غضبهم فينا! إن الذي اخطأ بالتقدير من غير المسموح له ادخال البلد بحملة تحريض تؤدي للتشنج، وتفتح الباب امام الأعداء والعملاء حتى يستغلوا الخلاف لعمل امني او اغتيال، فيصبح زورا مسؤولا عنه. ألم يتعلموا من تجارب الماضي؟”.
واردف: “من اخطأ بالتقدير لا يسمح له ان يدخل البلد والطائفة الشيعية الكريمة في صراع مذهبي ووطني. نحنا وقفنا في حرب تموز ولانزال سدا لمنع الفتنة. من اخطأ بالتقدير ممنوع يتهمنا بعملية عزل وهمية لمكون اساسي بالوطن لا يمكن اساسا عزله، ونحنا عملنا تفاهم مار مخايل لما لمسنا وعرفنا بهكذا محاولة عزل ومنعناها. التيار الوطني الحر، والرئيس عون وجبران باسيل لا يتهموا بذلك، نحنا خط التصدي للفتنة والعزل والطعن. لذلك لم ننجر ولم نرد على الافتراءات، لا بل عقدت كل الاجتماعات اللازمة بالتيار واعطيت التوجيهات بعدم الرد على هكذا حملات تخوينية – تحريضية. ونحنا بجلسة الغد وبكل جلسة لن نكون جزء من اي صراع او تصارع له طابع تحريضي فتنوي”.
وقال: “همنا اليوم إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس جمهورية، مع علمنا ان هذا ليس الحل بل من الممكن ان يكون بداية لحل، اذا اتى رئيس ضمن برنامج متفق عليه. اذا اقتنعنا ان هكذا رئيس وهكذا حل يوصل لوقف الانهيار ولمشروع الاصلاح وبناء الدولة، وحن على استعداد لندخل فيه لنحمل جزء من المسؤولية مع من ساهمنا بإيصاله. ولكن اذا لم نقتنع بالمرشح او بالحل، فنذهب الى المعارضة الشاملة وهناك ننجح اكيد ولكن الوطن يمكن ان لا ينجح، “لا منزعل ولا منقتل حالنا لمنع هكذا حل”، بالعكس يكون هذا الامر لصالحنا ونتركهم يتحملون المسؤولية لوحدهم. اذا نحنا حتى الآن لم نحسم خيار المشاركة بالحكم او المعارضة بانتظار بلورة الحل، وعند تبلوره نقرر، وهذا ايضا قرار متخذ منذ زمن في التيار”.
واضاف: “نحن من الأساس ومن البداية تنازلنا عن حقنا بالرئاسة لأننا رأينا ان النجاح غير متوفر بالوصول وبالانجاز طالما المنظومة الساسية المالية متحكمة. يجب تفكيكها قبل ذلك. لا نريد ان نكرر تجربة عهد العماد عون. هذا قرار اخذناه بالتيار منذ زمن بعدم خوض تجربة فاشلة، وذهبنا للبحث عن رئيس بالتفاهم مع المكونات البرلمانية الأخرى، من ضمن لائحة اسماء اتفقنا عليها داخليا في التيار ولكن نحنا لم نرشحها، قلنا من الممكن ان نوافق على اسمائها من دون ان نرشحها. بالرغم من كل محاولات طلب اسماء منا، اصرينا الا نسمي، وكان قرارنا الواضح ان نوافق على التسمية دون التسمية من قبلنا”.
وتابع: “بالمقابل الثنائي اصر على مرشحه دون اي خيار آخر. القوات اصرت على 3 مرشحين رفضناهم لفترة طويلة، لحين وافقت على احد الاسماء التي كنا وافقنا عليها وهو جهاد ازعور). اذا كانت موافقتنا عليه من بين اسماء اخرى لأنه غير مستفز ولا يشكل تحديا، والبرهان ان الذين كانوا يدعون للتحدي والمواجهة رفضوه طيلة 4 – 5 اشهر! من المعروف اننا كنا نريد لائحة تقاطع اكثر من اسم، (اسمين او ثلاثة)، لكي لا نفرض على الفريق الآخر اسما واحدا، بل نظهر مرونة بالأسماء غير المستفزة، اذ ليس لدينا خيار اوحد أزلي سرمدي، والأهم هو انه في حال رفضه الفريق الآخر فلا يتحول هذا الرفض كسرا لارادة المسيحيين، ويتعرض ميثاقنا وشراكتنا الوطنية للخطر”.
واردف: “لم يوافقوا معنا، واضطررنا ان نسير بالحد الأدنى من الاتفاق، اي بإسم واحد ومن دون الاتفاق لا على المقاربة ولا على البرنامج، لأن الثنائي اخذ يتحدانا بأن لديه مرشح ونحنا لا مرشح لنا بعد ولسنا قادرين على الاتفاق. كان الخارج والداخل يضغط لعقد جلسة انتخاب وكان مرشحهم يتقدم، ولأننا كنا نرفض خيار تعطيل الجلسة، غلبنا خيار التقاطع على مرشح على خيار تطيير النصاب.
تعمدنا ان نعلن التقاطع لوحدنا وبمضمون متمايز وتركنا مجالا للحوار، ولكن دولة الرئيس بري عين الجلسة واصبحوا يعتبرون جهاد ازعور مرشح مواجهة وتحد. وبهكذا منطق يستطيعون ان يرفضوا كل اسم يتم تقديمه الى ما لا نهاية، وهذا منطق مرفوض”.
وقال باسيل: “لماذا ازعور مقبول منا؟ مجرد التقاطع على اسم يعني ان هناك تنازلا من الكل للقبول به، ويعني ان المرشح ليس مرشحنا الأفضل لأن مرشحنا الأفضل هو نحن. وبمجرد اننا لم نترشح، بل تقاطعنا على اسم، نكون قد تنازلنا وقبلنا بأقل مما نريد. لذا، ما كنا معنيين بحملة دفاع عن المرشح، وطبعا نتفهم الانتقادات بخصوص انه كان وزيرا معينا من قبل السنيورة في وزارة المالية مع كل ما يعنيه ذلك من سياسات لا نوافق عليها”.
أضاف: “نتفهم أن تكون عند بعض نوابنا تحفظات نشاركهم فيها، فهذا هو معنى التنازل والتقاطع، وهذا هو الاتفاق المتوافر، لكننا لا نقبل بالظلم والتجني الذي يتعرض له، ونريد أن نوضح بعض النقاط، أقله للرأي العام المرتبط فينا إنه موافق على ورقة الأولويات الرئاسية، ومعروف أنه قطعا هو ضد سياسات رياض سلامة. انه شخص مستقل، لا ينتمي إلى تيار سياسي ولا يعمل في السياسة، بل كان تقنيا في حينه.
عين وزيرا في فترة تداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتشكيل المحكمة الدولية وحرب تموز و7 أيار وكل الكوارث، وفي حكومة مبتورة. وبالتالي، إنه يتحمل المسؤولية المالية في هذه المرحلة، إنما لا تحملوه سياسات 30 سنة وخطايا المنظومة.
في خصوص الإبراء المستحيل وبأنه ربيب السنيورة، فنحن وحزب الله دخلنا حكومة برئاسة السنيورة سنة 2008، يعني بعد حرب تموز وبعد 7 أيار. دخلنا ودخلتم معنا بحكومة برئاسة السنيورة معليش! ولكن يصبح جهاد ازعور في الرئاسة هو الشيطان؟
دخلنا باتفاق رئاسة الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري وحزب الله في العهد والحكومة. يعني السنيورة مقبول، والحريري مقبول، لكن أزعور لوحده مرفوض؟”.
وأشار إلى أن “جهاد ازعور لا يعتبر نفسه مرشح تحد، بل رئيس مهمة للاصلاح المالي والاقتصادي وصاحب قدرة نظرا إلى معرفته بالدولة اللبنانية وخبرته الدولية بصندوق النقد وعلاقاته الخارجية وكفاءته بموقعه”، وقال: “يبقى الأهم والأساس اننا بعدما تخطينا مرحلة الامتناع عن التصويت أو التصويت بورقة بيضاء بقي الخيار محصورا بين مرشحين: جهاد ازعور أو سليمان فرنجية. وبصراحة ليس سهلا علينا ان ننتخب احدا بعد ميشال عون، ولكن في النهاية هناك انتخابات، وفي الانتخابات والخيارات يتقدم مبدأ المرشح الأفضل نسبيا. قد لا نحصل على الأفضل بالمطلق، ولكن نحصل عليه بالنسبة”.
أضاف: “نحن في التيار خطونا المسار الرئاسي خطوة خطوة من الصيف الماضي بكل المواضيع، وقررنا بموجب نظامنا الداخلي، ومن خلال اجتماعات اسبوعية داخلية الآتي: لا مرشح للتيار، ألا نقرر منذ الآن الموالاة او المعارضة بل ننتظر، ان نخرج من خيار الورقة البيضاء واللاخيار، ان نناقش ونقرر في الأسماء المقبولة منا، الا نرشح اسما بل نقبل بأسماء من خلال محاولة التوافق من جهة مع الثنائي الشيعي اذا قدرنا، ومن جهة مع فريق القوات والكتائب والتجدد والمستقلين والاشتراكي والتغيير، ان نقوم بكل ما يلزم لاخراج حزب الله من حصرية اسم فرنجية، ونسعى مع الكتل المسيحية برعاية البطريرك إلى التوافق على اسم لنؤمن له الحيثية التمثيلية المستعارة عوضا عن التمثيل المباشر للشخص ونكملها بحيثية وطنية. كما قررنا ان ندعم ترشيح أزعور بناء على التقاطع الحاصل مع القوى الأخرى”.
وتابع: “هذا القرار تحديدا اتخذه التيار من قبل رئيسه والهيئة السياسية وبدعم كامل من المجلس السياسي والمجلس الوطني، وبتأييد كامل من المجلس التنفيذي ومنسقي المناطق ولجان الانتشار، وهذا الأمر يحصل لأول مرة في التيار بهذا الشكل الواسع والجامع لإنهاء اللغط والبلبلة الحاصلين عند بعض النواب. وبالتالي، اصبح الالتزام فيه واجب على كل النواب من دون اي عذر حتى ولو ان هناك احدا غير مقتنع فيه. مرات عديدة انا التزمت قرارات لست مقتنعا فيها، وان اي اهتزاز بهذا الموضوع يضرب صورة التيار، الذي اثبت قوته وصموده ومحوريته في الاستحقاق الرئاسي ولم يستطع احدا ان يتجاوزه، في وقت اراد كثيرون ضربنا وتفكيكنا وراهنوا على انقسامنا.
وقال: “الحقيقة ان الذي لا يلتزم بقرار التيار يكون قد خرج عن وحدة التيار وقوته وهيبته، وسبب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضده، وهذا ما سوف يرتب اجراءات بحسب نظامنا الداخلي، وانا لا ارى ذلك حاصلا بعد الذي سمعته من الزملاء النواب لأنني اراهن على تياريتهم واخلاقهم والتزامهم الذي هو اقوى من اي امر آخر”.
ودعا “فريق الثنائي الشيعي الى وقف اي لغة تخويف وتهديد، ووقف التدخل بشؤون التيار الداخلية والضغط بمحاولة استدراج نواب ومسؤولين بالتيار، وتحريضهم على الانشقاق عن قيادة التيار”، وقال: “هذا امر مناف لكل الأعراف الأخلاقية، ولم يحصل حتى مع خصومنا، فكيف من الممكن ان يحصل من جانب اصدقائنا؟”.
أضاف: “نحن اثبتنا وسنثبت في جلسة الغد مجموعة امور اساسية، أن لا احد يستطيع ان يتخطى المكون المسيحي باستحقاق مفصلي مثل رئاسة الجمهورية، لا نقبل بأن يكسرنا احد او يفرض علينا رئيس جمهورية ولا نحن نريد ان نكسر أحدا ونفرض عليه رئيس جمهورية. نحن احرار ومستقلون ولا نتبع احدا بقرارنا التياري والوطني النابع من قناعاتنا. لا العقوبات تمكنت ان تطوعنا وتكسر ارادتنا، ولا اي حملة تهديد ووعيد بالاقصاء تخيفنا. الكل صار مدركا عدم ارتباطنا الا بقناعاتنا، وهذا يفتح اعين كثر على الحقيقة ويفتح علاقاتنا واتصالاتنا مع الجميع جوا وبرا”.
وتابع: “نحن منفتحون على الحوار قبل الجلسة وخلالها وبعدها، ومدركون أن لا رئيس الا بالحوار والتوافق. المشكلة ليست عندنا، والحل هو باتفاق الجميع على الرئيس والبرنامج. الرئيس من دون برنامج ليس حلا، فلا يجوز لأحد من الجهتين ان يفرح بانه يحجم كتلتنا، او يبعدنا ويفصلنا عن حزب الله لأن ارادتنا الا نكسر هذا التفاهم، ولو بقي واقفا على رجل واحدة. ولا احد بنكده يعتبر اننا تقاطعنا على مرشح بوجه مرشحهم سيؤدي لتسوية وخيار ثالث من دوننا، لأنه حتى لو نجح بالوصول، سيفشل بالممارسة. الحل الوحيد الفعلي هو الاتفاق معنا ومع الآخرين من دون اقصاء او عزل لأحد لأن العزل مخاطرة كبيرة على لبنان الكيان”.
وختم: إن جلسة الغد ليست نهاية العلاقات والتفاهمات، بل هي بداية مسار للحل، وليس من مصلحة احد تطيير الجلسة قبل انعقادها، او افتعال مشكلة في بدايتها كفتح النقاش على مواضيع مثل ميثاقية الجلسة، او التلاعب بالأوراق والأصوات. دعوا النتيجة الفعلية تظهر لنبني عليها مستقبلا حالا بالحوار وليس بالفرض، ودعوا اللعبة تتم بروح ديموقراطية لبنانية، ومهما اختلفنا سنعود للتفاهم وبناء المستقبل والوطن معا”.