Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: الدعم الجنبلاطي يعزز تقدم أزعور في المبارزة

كتبت صحيفة “النهار”: لم تحجب السخونة السياسية المتصاعدة في عز العد العكسي للجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء المقبل في 14 حزيران معالم الفضيحة الصادمة الجديدة التي تمثلت في منع الامن العام الاعلامية الكويتية فجر السعيد من دخول بيروت وردها الى بلادها من مطار رفيق الحريري على خلفية قضية رأي قبل ان تجف قضية خطف مواطن سعودي قبل أسبوعين! معالم غامضة لشيء ما يبدو اشبه بمخطط “انتحاري” متدرج للسياحة والانفتاح بتقويض العلاقات مع الدول الخليجية بما يهدد مجددا بافساد كل التطلعات الى ترميم القليل من العافية الاقتصادية وإعادة تفخيخ مصالح لبنان الحيوية في توثيق علاقاته مع الدول الخليجية الحاضنة لمئات الاف اللبنانيين.

في أي حال، فان أصداء هذا الاجراء الصادم اثارت الكثير من الاصداء وردود الفعل الساخطة والمستنكرة والمتخوفة من توالي الفصول المسيئة للبنان ومصالحه وكادت تتقدم تطورات الحدث الرئاسي المقبل على ما يبدو على حماوة غير مسبوقة منذ بدء الاستحقاق الرئاسي نظرا الى طبيعة التعقيدات والحسابات الشديدة التوهج حيال “مبارزة الأربعاء” وما يمكن ان يشهده ذاك الموعد وذاك اليوم من تطورات تحبس حيالها الانفاس من الان. ذلك انه على مرمى أيام من هذا الموعد بدأت الساحة السياسية – الرئاسية تزدحم بمعالم بلوغ السباق حدودا كبيرة من الدقة واليقظة لدى جميع القوى المتحفزة للجولة الأولى من المبارزة او المواجهة بين مرشح “الثنائي الشيعي” والقوى الحليفة له رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ومرشح القوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور بحيث ينظر الى الجلسة المقبلة، في اقل التقديرات بانها ستكون كاشفة لميزان القوى الجديد الذي يتوزع مجلس النواب والكتل والنواب بعد التطور الذي وضع فرنجية وازعور في المواجهة الجديدة. وبصرف النظر عن البوانتاجات الاستباقية التي يلعب العامل الدعائي والتعبوي لكل فريق دوره الكبير في تسويقها، لم يعد ثمة شك في ان التنافس يشهد تطورا بالغ الجدية في ظل الاستنفار الواسع الذي يتولاه الفريقان العريضان اذ يسعى داعمو فرنجية بقوة الى استجماع اعلى عدد من الأصوات لمصلحته لتثبيت عدم اهتزاز وضعه كمرشح أساسي واسقاط الانطباعات بان ازعور صار تهديدا خطيرا له. وفي المقابل تعاظمت امال الفريق الداعم لازعور بتحقيق رقم خارق لمصلحته يتجاوز الـ 65 صوتا من الدورة الأولى ما من شأنه ولو اطيح بالدورة الثانية من الجلسة لمنع انتخابه المحتمل، ان يكرس تقدمه على فرنجية، بما يترك تداعيات واسعة في المعركة داخليا وخارجيا. وتمثل العامل الدافع بقوة لمصلحة المرشح ازعور امس بالحسم الجنبلاطي لمصلحة التصويت لازعور اذ افضى اجتماع كتلة “اللقاء الديموقراطي” بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الى تأكيد الكتلة “تأييدها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات #رئاسة الجمهورية، حيث كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي، مشيرة إلى أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر”. وإذ اعادت الكتلة “تأكيد التزامها الحوار وصولا إلى التوافق المنشود”، استغربت “اعتبار أزعور مرشح تحدّ ودعت كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت، مشددة على أنه يبقى إنجاز هذا الاستحقاق الرئيسي المدخل لإعادة بناء المؤسسات والشروع في عملية الاصلاح والانقاذ على مختلف المستويات”.

ولعل التطور الاخر البارز الذي واكب هذه الأجواء ان مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك أعلنت امس أنه “من اجل تجنب أي تصور في شأن تضارب المصالح تخلى جهاد ازعور مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى موقتا عن مهماته في صندوق النقد الدولي، وهو في إجازة من الصندوق”.

 

فرنسا وقطر

وعلى خط الحضور الفرنسي الذي عاد بقوة الى المسار اللبناني حضرت التطورات الاخيرة في لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا امس في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش. وأفادت الخارجية اللبنانية ان “كولونا شددت على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”. كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الفرنسي سابقا جان ايف لودريان موفدا الى لبنان “حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”.

واشارت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية ان – كلير لوجاندر خلال المؤتر الصحافي الاسبوعي الى “ان المؤتمر حول داعش الذي عقد في الرياض شكل مناسبة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لاجراء مباحثات جانبية مع نظرائها السعودي فيصل بن فرحان والايراني حسين امير عبد اللهيان واللبناني عبدالله بو حبيب. وانها انتقلت الى قطر بعد ظهر امس لاستكمال مباحثاتها مع نظيرها القطري رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن ال ثاني حول الملف اللبناني من كل جوانبه.” واكدت انه “خلال المشاورات مع نظرائها في الرياض حول الوضع في لبنان حضت الجميع على التوصل الى مخرج للازمة اللبنانية.” وذكرت “باهمية الاسراع في ايجاد مخرج للازمة اللبنانية من خلال سد الشغور الرئاسي والقيام بالاصلاحات الاساسية.” واضافت لوجاندر “ان تعيين لودريان من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ممثلا شخصيا له لمتابعة الملف اللبناني يشكل تعبيرا عن الاهمية التي توليها فرنسا الى الوضع في لبنان، ومن اجل مساعدة لبنان والشعب اللبناني على الخروج من هذه الازمة.” وقالت “ان وزيرة الخارجية الفرنسية تعول كثيرا على خبرة لودريان من اجل الاستمرار في تحريك جهودنا وستستقبل كولونا الممثل الشخصي خلال الايام المقبلة للبحث معه حول برنامج زيارته الى لبنان.”

وبدوره أكد رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى”، لافتًا الى أنّ “قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد”. وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية أنّ “قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني”. من جانبها، اشارت كولونا الى أنّ “قطر وفرنسا تعملان معا على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين”.

 

موفد الراعي

وفي وقت يزور موفد بطريركي عين التينة اليوم أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى الى ان “مع عدم الوصول الى تقاطعات مشتركة بين القوى السياسية اللبنانية هناك محاولات جدية للتواصل مع الفرقاء اكان عبر مبادرة البطريرك الراعي ام الموفد الفرنسي وقد يكون هناك مبادرات عربية أخرى”. وأشار الى ان “هناك كتلا لم تعلن موقفها بعد ولا مرشحها وبالتالي قد تكون هناك صعوبة بالانتخاب في الجلسة المقبلة”، لافتاً الى ان “الاتصالات قد تفضي الى شيء ولننتظر الفترة الفاصلة عن الجلسة والا سيكون التأسيس لجلسة اخرى مع توافق”.

اما “كتلة الوفاء للمقاومة” فلاقت الرئيس نبيه بري في اعلان التصويت لفرنجية واكدت في بيان اثر اجتماعها الاسبوعي “أن أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء القادم في 14 حزيران الجاري وسيصوتون لصالح المرشح الرئاسي سليمان فرنجية متمنين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض”.