نستمرُّ طوال النهارِ ندور حولَ دائرة الكلماتِ تلكْ..
نهربُ من صور الأفواهِ المفتوحة بقهقهاتها الهَجينة… من صور العيون ونظراتها المَهينة… كطفلٍ ما زال في مرحلة الطفولة المبكرة ،لا يقوىعلى الوقوف لكنه بحاجة إلى أن يهرول، نبقى طوال النهار واقفين تملأنا الوحدة وسطَ رصيفٍ مزدحم، مذعورين نتلفّتُ يمينًا ويسارا وكأنّشبحاً مُطارِداً يحدّقُ بنا من كل الجهات….
لحين أن تُطفَأُ الأنوار ويفرُّ النوم مذعورا من نوافذنا..
ربما من أدخلنا في تلك الحالة لا يعي أنّ بين اللطف بالحديث والتجريح شُعيرةً رقيقةً لا يجب أن يقصها ، أو ربما يعلم وأراد قصدًا قصها كي يوصِلَ بها ما قد تقطّع بداخله مُسبقاً…
ولكنّ السفيهَ لا يعلم أنّ كلامه أضحى بداخلنا زاوية من نارٍ ودخان قد تحرق نفسها اليوم وان اتقدّ لهيبها ستحرق بدورها غيرها غداً…
كم من شخصٍ يعاني أخفى وجعه عن الجميع ودخل في حالة ظلماء سوداوية بسببِ شخصٍ غليظٍ رديء، بين المزح والجدّ أمطر بوابة منالكلمات الحارقة..
سؤال بسيط ؟!
كيف تستطيعُ الأفعى أن تبخّ سماً باستطاعتها القتل قد تجرّعته مسبقاً ؟!
و كيف لا يشعرون بقوةِ السكاكين اللاتي تخرق القلب وتمزق الاحشاء ؟
الثغر المغري الذي يطلق شعارات تضج بالانسانية
كيف باستطاعته ان يُخرِجَ
طلقات مدوية كتلك؟!
انها ليست حكايةُ كلامٍ خرج فحسب، بل هي حكاية قلوبٍ لا تبوح بأنها تبالي..
كلامكَ هذا إن لم تستطع أن تزرع به الروح الجميل وسط القلب فالأجدر بك ان تُبقيه لنفسك !
نحنُ نلمسُ الموسيقى لتداوينا وإنّا رهناء ألحانها!