أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أن لا خيار لنا لان نقول باننا سنستمر أو لا نستمر في ما نقوم به، وعلينا ان نظهر دوما بأن الحكومة موجودة ونتابع كل الأمور بالتعاون مع الوزراء والفاعليات السياسية”. وشدد على”ضرورة العمل على الصعيد الوطني من أجل تنقية البيئة السياسية وأن نشارك جميعا بالاصلاحات الضرورية والمطلوبة من أجل إنقاذ هذا الوطن”.
وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في السرايا، خلال الاعلان عن إتفّاقية بين الاتحاد الأوروبي واليونيسف بالشراكة مع وزارتي الطاقة والمياه والبيئة، لمشروع جديد لاستدامة خدمات معالجة مياه الصرف الصحي في لبنان ما سيعيد تشغيل 11 محطة رئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي في لبنان.
حضر الحفل وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير البيئة ناصر ياسين، سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، نائبة مدير اليونيسف ايتي هيغينز، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، مدير مؤسسة مياه الشمال خالد عبيد وعدد من المسؤولين .
ميقاتي
وقال رئيس الحكومة في كلمته: “يوم البيئة العالمي الذي نحتفل به يضيء على واقع مؤلم يعاني منه وطننا بسبب تراكم الازمات البيئية على مدى سنوات وغياب الامكانات التي تتيح المعالجة الجذرية لها”.
اضاف: “عندما انتشرت الكوليرا في بعض مناطق لبنان شهدنا كيف تصرفت اليونيسف من أجل أن تصل المياه النظيفة خصوصا الى القرى النائية. اليوم، وبمبادرة من اليونيسف وبالتعاون الكامل مع الاتحاد الأوروبي الذي لم يتقاعس يوما في مساعدة لبنان في الأمور الأساسية والجدية، نصل الى توقيع هذا الاتفاق الذي نأمل أن يكون فرصة سانحة لتقوم الدولة اللبنانية بأخذ دورها عوض الاتكال على الآخرين من أجل إدارة هذه المنشآت وتحسينها” .
وتابع ميقاتي: “أما بشأن البيئة السياسية، فأقول علينا ان نعمل على الصعيد الوطني من أجل تنقية هذه البيئة ونشارك جميعا بالاصلاحات الضرورية والمطلوبة من أجل إنقاذ هذا الوطن”.
وقال: “اليوم لا خيار لنا لان نقول باننا سنستمر أو لا نستمر في ما نقوم به، لقد وجدنا في موقعنا، علينا ان نظهر دوما بأن الحكومة موجودة ونتابع كل الأمور بالتعاون مع الوزراء والفاعليات السياسية”.
وختم: “اشكر لكم حضوركم وأشكر الاتحاد الاوروبي وسعادة السفير على اخلاصه ومتابعته للموضوع وأشكر اليونيسف على ما تقوم به”.
فياض
وقال وزير الطاقة: “منذ استلامنا للمسؤولية في وزارة الطاقة والمياه عملنا مع الاتحاد الأوروبي واليونيسف، ومجلس الإنماء والإعمار، ومؤسسات المياه، على انضاج هذا الاتفاق من خلال تذليل كافة العقبات الادارية والمالية التي كانت تعترضه والتي كان يطالب بحلحلتها الجانب الاوروبي المانح. وها نحن اليوم نقطف ثمار عملنا الجاد مع جميع أصحاب الشأن مع إنطلاق مرحلة مهمة للغاية في قطاع مياه الصرف الصحي. سوف يسمح الدعم المقدّم من الاتحاد الأوروبي واليونيسف لمؤسسات المياه بالانتقال تدريجياً لتصبح المسؤولة عن إدارة أمور القطاع كما هو منصوص عليه في قانون المياه.”
اضاف: “تقدر وزارة الطاقة والمياه كل الجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية، ولا سيما دعم الاتحاد الأوروبي المتواصل للبنانيين في أوقات الأزمات وهي تعوّل على تمديد هذه الهبة لثلاث سنوات إضافية مما سيسهم بشكل فعال في إنجاح خطة تعافي قطاع المياه مع حلول العام 2026”.
ياسين
وقال وزير البيئة: “يستمر التصريف غير المنضبط بمصادر التلوث المحددة وغير المحددة في تدهور نوعية المياه في الانهار والينابيع والاراضي الرطبة وخزانات المياه الجوفية والبحر. تتلقى العديد من هذه الانظمة احمال ملوثات باحجام اعلى من قدراتها على التحمل. وبالتالي يتم اعاقة العديد من الانظمة وتعطل وظائف النظام الايكولوجي الخاصة بها. من هنا اهمية التزام القطاعين العام والخاص بالضمانات البيئية الصادرة عن وزارة البيئة (تقييم بيئي استراتيجي، تقييم اثر بيئي، تدقيق بيئي، …) وتحديدا القيم الحدية البيئية والذي يجري تعديله حاليا في ما يخص تصريف المياه المبتذلة”.
اضاف: “من دون مجموعة بيانات متسلسلة زمنية طويلة المدى حول تطور جودة المياه في هذه الانظمة، من الصعب تحديد تقييم حالتها الحالية ومعدل تدهورها او استعادتها. وهذا ما سنعمل عليه في هذا المشروع المشترك بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه واليونيسف والمرصد البيئي في الحركة البيئية اللبنانية”.
طراف
وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي ان “فوائد هذا المشروع تمتدّ إلى ما هو أبعد من مجال إدارة مياه الصرف الصحي، إذ ان إستمرار عمل مرافق الصرف الصحي بالإضافة الى المعالجة المناسبة لمياه الصرف الصحي من الركائز الأساسية للحفاظ على الصحة العامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. فمن خلال ضمان معالجة مياه الصرف الصحي، نخفف من مخاطر إنتشار الأمراض المنقولة بالمياه ونحمي صحة ورفاه المواطنين. لذلك بقدر ما يُعتبر هذا التمويل استثمارأً في صحة الناس ونوعية حياتهم، فهو أيضًا استثماراً مهماً في التعافي الاقتصادي للبلاد”.
هيغينز
بدورها، أوضحت نائبة ممثّل اليونيسف “ان عدم كفاية تشغيل وصيانة محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة بشكل عشوائي يشكّلان خطرا كبيرا على البيئة والصحة العامة”. وقالت: “إن التفشي الأخير للكوليرا يذكرنا بالمخاطر التي تنتج عن تلوث البيئة بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالجة”.
واكدت “اننا نتابع، مع الاتحاد الأوروبي، إلتزامنا تعزيز قدرات مؤسسات المياه لضمان توفير خدمات مياه الصرف الصحي بشكل عادل ومستدام للجميع بهدف الحد من انتشار الأوبئة وإنقاذ الأرواح”.
نشاط السرايا
وكان رئيس الحكومة إستقبل في السرايا وفدا اوستراليا برئاسة مساعد وزير الخارجية الاوسترالي تيم واتس، في حضور سفير اوستراليا في لبنان أندرو بارنز، ومستشاري الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وتناول اللقاء توطيد العلاقات الثنائية بين لبنان واستراليا، والخطة الإصلاحية الاقتصادية والمالية التي تقوم بها الحكومة. وقدر الوفد خلال الاجتماع “جهود الحكومة اللبنانية”، ودعا “للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لأنه أمر ضروري للبنان”.
معرض رشيد كرامي
وإستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من الفريق المسؤول عن تأهيل المسرح الاختباري في “معرض رشيد كرامي الدولي” والذي يضم المهندس وسيم ناغي، جويل حجار والمايسترو هاروت فازليان.
وقال المهندس ناغي بعد اللقاء: “زرنا الرئيس ميقاتي كفريق مسؤول عن ترويج الفكرة والعمل على تحقيقها وهي تتعلق بتأهيل المسرح الاختباري في متحف رشيد كرامي الدولي حيث سيتم تأهيل المسرح بشكل مركز من دون أي إضافات مكلفة، ليكون مسرحا جاهزا للتشغيل كأكبر مسرح في مدينة طرابلس حيث سيضم نحو 1052 مقعدا، وستكون مساحة منصته نحو 300 مترا مربعا، وهو فريد من نوعه في لبنان وفي المنطقة، وسيحتضن نشاطات من اخر هذه السنة وطوال سنة 2024 ضمن فعاليات “طرابلس عاصمة الثقافة العربية”. لقد أبدى دولة الرئيس ميقاتي دعمه الكامل لهذه الفكرة” .