أشار النائب ملحم الحجيري في تصريح لمناسبة الذكرى 41 للإجتياح الإسرائيلي للبنان، إلى أنه “في 6 حزيران عام 1982، بدأ العدو الصهيوني اجتياحاً للبنان وصل إلى احتلال عاصمته بتواطؤ وعمالة ومشاركة ميدانية من ميليشيات طائفية لبنانية تصم آذاننا اليوم بنغمة السيادة، وأيضا بمعاونة وتنسيق جهاز رسمي لبناني اشتهر بإرسال السيارات الملغمة إلى الأحياء السكنية وبخلق التوترات في المناطق الوطنية كمهمة مطلوبة تساهم في تحضير مسرح المؤامرة، مستفيداً من الخروقات التي اعترت جسد المقاومة الفلسطينية”.
وتابع: “صحيح أن سقوط المدن والقرى كان سريعا، والصحيح ايضاً أن المقاومة الفلسطينية والقوات المشتركة كان بإمكانهما الإستعداد الأفضل لمواجهة الإجتياح مع معرفة قادة المقاومة الفلسطينية بحصوله مع إختلاف في التقدير إلى الحدود التي سيصلها هذا الاجتياح، لكن الصحيح والحقيقة أيضا ان تصدياً بطولياً وإرادة القتال باللحم الحي وملاحم عز وشرف سطرها المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون في أماكن عدة منها: في قلعة الشقيف والرشيدية وعين الحلوة وصيدا وخلدة والسلطان يعقوب والمتحف. وواجهوا ببسالة الغزاة خلال حصار بيروت التي احترقت ودمرت، قاتلوا بشرف وتصدوا ببطولة وأعاقوا خطط الاحتلال وأذلوا قادته وضباطه، واستشهدوا واقفين كالأشجار”.
وأضاف: “أنا أجزم ومن موقع مسؤولياتي النضالية آنذاك، أنه حتى بعد مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت ما كان باستطاعة جنود الاحتلال دخول سيدة العواصم العربية، أو اقله ان دخولهم كان سيستغرق وقتا طويلا وسيستنزفهم، لولا تنطح الحكم اللبناني وأداته المخابراتية، ومسارعته آنذاك إلى إزالة العوائق والتحصينات والدشم وحقول الألغام المزروعة حول بيروت لمنع تقدم الاحتلال، فبئس نظام لبناني عميل، وبئس جرافات أزالتها، وبئس مشروع سياسي مذهبي أطل حينها”.
وأردف: “سجل الوطنيون اللبنانيون مواجهات ضد القوات الغازية لبيروت، في الطريق الجديدة والمزرعة والبسطا وعين المريسة والمصيطبة والكولا وصبرا والفاكهاني. هل لنا أن نذكر بتفجير راجمات الصواريخ على جسر سليم سلام في قوافل الدبابات الصهيونية الغازية”.
وقال: “ظن المحتلون ان احتلالهم سيكون نزهة وسيُخلد نظام لبناني رئيسه منصَّب بفوهات دباباتهم، لكنهم خسئوا، وما عرفوا ان مقاومين أبطال ستكون لهم كلمة الفصل في الميدان. فكانت مقاومة وطنية إسلامية باسلة قضت مضاجع الإحتلال وأدواته اللبنانية وأذلت جنوده، وأسقطت اتفاق 17 أيار وحكما منصَّبا بالدبابات الاسرائيلية، وطردوا الحلف الاطلسي المتدثر عباءة القوات المتعددة الجنسيات، وهذا ماكان ليحصل أيضا لولا القرار الجريء للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في المواجهة والتصدي وضرورة تغيير المعادلة التي ترتبت جراء الاجتياح”.
وختم الحجيري: “قاومت العين المخرز، صمد شعبنا وكان الإنتصار وتحررت القرى والمدن والمناطق وصولا إلى التحرير عام 2000، تحرر الوطن بالمقاومة وليس بالمساومة، ولعله من المفيد تذكير من يطالبون بضرورة وجود إجماع وطني حول عمل المقاومة، بأن فئات وشخصيات وأحزابا وميليشيات لبنانية كانت تزرع الورود في بنادق الجيش الاسرائيلي المحتل، يوم كان المقاومون الوطنيون بكل فصائلهم يزرعون النار في صدر جنود العدو. وإن عدتم عدنا”.