عقد لقاء حواري في منزل الدكتور غازي قانصو في بلدة الدوي، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وحضور رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الدكتور محمد قانصو ممثلا النائب هاني قبيسي ، الوزير السابق طراد حمادة، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، المسؤول المالي المركزي في “حركة أمل” باسم لمع، عضو قيادة “حركة أمل” المحامي ملحم قانصو، العميد المتقاعد امين حطيط، وقيادات من “حزب الله” و”حركة امل” والحزب “السوري القومي الاجتماعي” وحزب “البعث العربي الاشتراكي”ووجوه اجتماعية وادبية .
قانصو
وألقى الدكتور قانصو كلمة قال فيها: “نتشرف، بحبور وسرور، بفخر واعتزاز، بفرح وسعادة، بإستقبال شخصية علمية مرموقة، تتمتع بسمات فريدة تجعلها قدوةً للجميع في النواحي الدينية والسياسية والعلمية والاخلاقية، انه صاحبُ السماحة العلامة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى”.
وقال: “من النجف، إلى قم، إلى لبنان، دارسا واستاذا، إلى القضاء الشرعي النزيه، إلى العمل العام، إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وإلى تولي زمام أمور رئاسة المجلس الشيعي الأعلى باعتباره النائب الأول للرئيس، إلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في لبنان، إلى راعٍ للقاءات الحوارية الثقافية والسياسية، إلى مواقف السياسة التأصيلية والفكر الحق الصادع التي يطلقها أمام القريب والبعيد، أمام الصديق والخصم، أمام الحليف والعدو”.
اضاف: “صاحبُ هذه الشخصية التي لها تأثيرها على المجتمع كله، بما يمتاز فيه من مناقب وعلم وفهم وأدب ولين عريكة، ويسعى دائمًا للارتقاء بقضايا الناس ورفع مستوى الوعي، منع الانحراف، وحفظ الاسرة، والتفاعل الاجتماعي الإيجابي.، فمن الناحية الدينية، فإن هذه الشخصية تعتبر قدوةً في اكتساب الأخلاق الإسلامية السامية والالتزام بها، حيث يتميزُ صاحبها سماحة العلامة الشيخ على الخطيب حفظه بما وفقه الله اليه ، من الورع وتقى وحسن سريعة ويسعى دومًا للتقرب الى الله والالتزام بتعاليم دينه. وينشر السلام والمحبة في جميع جوانب الحياة؛ في المحيط الخاص والوطني والعام”.
واردف: “من الناحية السياسية، فإن صاحب السماحة يتمتع بالحكمة والرؤية الثاقبة في القضايا السياسية المعاصرة. ويمتلك رؤية مستقبلية تسعى من خلالها إلى تعزيز المساواة والعدالة في المجتمع، ويعمل على تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي والخارجي برفض العصبية الطائفية، وبطرح دولة المواطنة بديلا عن نظام الصيغة الطائفية، بالإيمان بطريق المقاومة الأبية نهجا لحفظ لبنان والمنطقة كلها من براثن الاحتلال والتكفير، ونحن نشهد جميعا على خطابه الدائم الجامع في هذا المجال.، ومن الناحية العلمية، فإنه يعتبر رمزًا للعلم والمعرفة. ذلك انه، يمتلك معرفة واسعة في مجالات متعددة، نتابعها اسبوعيا في خطب الجمعة وفي لقاءات كثيرة خاصة وعامة ومع جميع الأطياف، ويسعى دائمًا لمشاركة المعرفة مع الآخرين. ويدعم البحث العلمي والابتكار في الجامعة الاسلامية الذي هو رئيس مجلس أمنائها عاملا فيه بالتغيير والاصلاح من أول يوم تولى أمرها، ويعمل على تعزيز التطور والتقدم في المجتمع في جميع نواحيه”.
وقال: “بالإضافة إلى ذلك، اسمحوا لي يا سادتي الأكرمين، ان اقول ما تعلمون، لكنه شهادة بالحق اليقين، ان سماحة العلامة يتصف بالأمانة ونظافة الكف، ويعمل بجدية وإخلاص لخدمة المجتمع والنهوض به، مؤكدا على الالتزام بالواجبات الأخلاقية والقيم الانسانية”.
واشار الى “ان سماحته، يحمل رسالة الأمناء العلماء الذين سبقوا في ارضنا وتاريخنا في الرؤى الاصلاحية والتغييرية التي ارسوها، وفي القيم الطيبة التي حملوها واتسموا بها: سماحة الامام السيد موسى الصدر، سماحة العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، سماحة العلامة الشيخ عبد الامير قبلان، وآخرون من علمائنا الاعلام في الحقب السابقة وإن لم يتبؤوا مناصب رسمية، فانه كان لهم دور عظيم في التبليغ والرعاية والاهتمام، رضوان الله عليهم”.
وختم: “كنا منذ يومين مع عيد المقاومة والتحرير في ٢٥ ايار، نتذكر في هذا اليوم العظيم على شهداء المقاومة، الذين زرعوا أرضنا بدمائهم الزكية، ففاضت أرواحهم بالمجد والعزة. إنهم الأبطال الذين قدموا أعظم تضحياتهم، فوقفوا صامدين أمام الاحتلال، وواجهوا القوى المستبدة كلها، بشجاعة وإصرار ليمنحونا فرصة للحياة في حرية وتحرر”.
الخطيب
وألقى الشيخ الخطيب كلمة قال فيها: “نبارك لاهلنا في كل لبنان مناسبة عيد المقاومة والتحرير، هذه المناسبة الوطنية الجامعة التي نحييها في ظل اوضاع وتحديات على كل الصعد ، سواء على صعيد التحديات الكبيرة والخطيرة التي يمثلها العدو الاسرائيلي على حدودنا، او على صعيد الداخلية او الاقليمية، وربما هي مرحلة لم يسبق للشيعة ان مروا بمثل هذا المرحلة وكانت لهم هذه البصمة التاريخية التي لن تمحى باذن الله، وهناك بصمات تاريخية كثيرة في التاريخ بقي شيء بسيط منها ولكن الظالمين استطاعوا ان يمحوا الكثير منها، وان يهمشونا وان يهمشوا دورنا”.
اضاف: “في الـ 25 من ايار، هذا الحدث غير المسبوق في العصر الحديث وفي تاريخ العرب والمسلمين الذي هو تاريخ هزائم وتراجع للعدو، واول شي ء يمكن تسجيله في هذا التاريخ النور الذي شع في هذه المرحلة وما سجله ابناء هذه الطائفة الشيعية لا لمصلحتهم وانما هو لمصلحة للوطن ، فهم لم يتحدثوا عن انجاز، يريدون ان يستفيدوا منه كطائفة وانما للمصلحة العربية والاسلامية”.
وقال: “سمعنا بعض الذين يحاولون ان يخففوا من وهج هذا الانتصار ويعطوه ابعاد طائفية ويخوفون الطوائف الاخرى، وبالتالي حينما تأتي مناسبة الـ25 من ايار يحاولون تجاهله وكأنه غير موجود في ثقافتهم او كأنه نقطة سوداء، ونحن لا يزعجنا ولا يضرنا نحن الذين انجزنا هذا الانجاز وانما هم يضرون انفسهم حينما يخرجونها منه، ولكن نحن نحب ان يتبنى هذا الامر وطنيا، بغير الطريقة التي نراها، وان يحتفل الوطن كله لان حفظ السيادة وتحرير الارض ومنع العدو وردعه من ان يتجاوز اراضي لبنان وان يحتلها ويهين شعبه وكرامته”.
وتابع: “لم يكن هذا الانتصار في 25 ايار للشيعة وحدهم، انما للبنان كله، وحينما سجل الانتصار حينها كان اللبناني سواء كان معاديا لهذا الانجاز او موافقا او مساهما او منتصرا، كانوا جميعهم يرون قيمتهم في العالم وكيف كان الخارج يتعاطى معهم، العدو والصديق، كان يتعامل معهم باحترام كبير، وانا اقول ان الشيعة في لبنان بوجودهم المبارك والطيب لا يعتبرون انفسهم هم جالية في هذا البلد او في البلاد العربية، انما هم جزء من التكوين العربي والاسلامي، كما انهم على الصعيد الطائفي ، نحن لسنا اقلية، ووقفنا ضد شعار حماية الاقليات، و الغربي الذي دخل الى بلادنا عن طريق رفع هذا الشعار وبالتالي كان تأسيس لبنان على اساس طائفي هو ثمرة من ثمار هذا الشعار اي حماية الاقليات الطائفية ولذلك حتى هذه الردود على اي نجاح بمواجهة العدو الاسرائيلي وهو انجاز للبنان وللبنانيين جميعا يؤخذ بهذا الاعتبار الطائفي”.
وقال الخطيب: “نحن اولا لبنانييون وثانيا نحن عرب، ثالثا نحن مسلمون ورابعا نحن شيعة الامامية، وهذا الشعار ليس من عندي، بل سبقني بهذه المواقف بالمضمون قادتنا ومراجعنا وعلماؤنا وخصوصا في لبنان السيد موسى الصدر، وبالضبط ايضا الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين هو صاحب هذه الكلمات التي ذكرتها ، ونحن لا نعتبر انفسنا اقلية ، بل اقول ان الاسلام هو من قال لا اله الا الله ومحمد رسول الله. اذا هذه الارضية الى جانب قول الله ” انما انا ربكم فأعبدوه”، لذا نحن اكثر من هو حريص على هذا البلد ووحدة هذا البلد ، وسنحفظ هذا الانجاز ونقضي على كل محاولات اختراق ساحتنا مهما كانت المحاولات، ولا بد ان نشير الى الاموال الطائلة التي تدفع لكثير من الجمعيات الــNGO والتي باتت لها استقلاليتها وحضورها وهذا خطير والغريب ان لا احد يسأل او يتابع”.
رعد
كما كانت كلمة للنائب رعد قال فيها: “لا شك ان مررنا هذه المرحلة بمسوؤلية كبيرة وان اهم ما فيها هو الحفاظ على وحدة جسمنا ومكوننا الذي عليه واجبات انسانية ووطنية، يؤديها بحكم تلاحمه في ما بينه وبحكم انفتاحه على الاخرين من الشركاء الذين يحرص على شراكتهم في هذا الوطن، لاننا ما كنا يوما الغائيين ولا اقصائيين وانما حرصاء على وحدة هذا الوطن وعلى التشارك مع كل مكوناته، لنقوى بالمواطنين جميعا وليقوى بلدنا بنا جميعا، هذا البلد الذي يتعرض ويواجه تحديات كبرى، تحدي العدوان الاسرائيلي والتحدي الاقتصادي والتحدي الذي يواجه التسلط وفرض الهيمنة على لبناننا، وعلى منطقتنا”.
اضاف: “تماسكنا وتناسقنا وتفاهمنا المشترك والمتكامل وتوزيع الادوار في ما بيننا ضمن رؤيتنا الوطننية السمحة والمتسامحة والحريصة على ان تحفظ استقلال هذا البلد وتحفظ صيانة هذا البلد وتحفظ كرامة المواطنين في هذا البلد، وبحمدالله نحن اليوم في صلب المعادلة السياسية، ليس في لبنان بل في منطقتنا بل اكاد اقول في العالم، والتآمر الذي يحصل من اجل ان نتخلى عن خيارنا الذي يحفظ وجودنا وهو خيار المقاومة في الحقيقة هو لالغاء هذا الحضور في المعادلة السياسية الذي نؤديه بقوة وعن جدارة”.
وتابع:” نحن اليوم في لبنان نفخر بأننا حماة هذا الوطن ، ونفخر باننا الذين يحافظون على التنوع في هذا الوطن ونفخر بصبرنا على اخطاء شركائنا من اجل ان نسلم معا ويقوى بنا الوطن جميعا، وايضا نحن نفخر باننا قدمنا تجربة حضارية في مواجهة الاحتلال وفي فتح افاق التحرر في منطقتنا ، عندما كنا ندافع عن انفسنا بوجه الصهاينة او بوجه التكفيريين، انما كنا نقدم هذا النموذج الطليعي الذي يراهن عليه لحفظ وجودنا ولحفظ ثقافتنا ورؤيتنا الوطنية”.
وكانت مداخلات للعديد من الحضور ، وحوار مع الشيخ الخطيب
وسبق اللقاء زيارة قام بها الشيخ الخطيب الى منزل امام بلدة الدوير السيد كاظم ابراهيم مطمئنا الى صحته بعد العملية الجراحية التي خضع لها وتكللت بالنجاح.