رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور الشيخ سامي ابي المنى انه من “دون تحرير المجتمع والانسان، يمكن ان يذهب تحرير الارض هباء”، وقال:”نتطلع الى غد يستطيع المسؤولون فيه ان يحققوا ما يتطلع اليه الشعب من محاربة الفساد واصلاح ما افسده الدهر ،وما افسده ربما كبار القوم وما افسدته السياسة، وما افسدته المشاكل والقضايا الخارجة عن نطاقنا الداخلي، لعلنا نستطيع ان نحرر الوطن فيكون التحرير كاملا وناجزا”.
كلام ابي المنى جاء خلال رعايته افتتاح المعرض البيئي التربوي الذي أقامته إدارة مؤسسة العرفان التوحيدية وإدارة ثانوية العرفان – صوفر، في حضور الشيخ عزت عبد الخالق ممثلا رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، إمام مسجد الشعار الشيخ أحمد المصري، رؤساء بلديات العبادية عادل نجد ومجدلبعنا روزبا عبد الخالق وشانيه حسين أبي المنى، العميد المتقاعد سليم سليم وفاعليات.
بعد تقديم من الشيخ كمال ابي المنى ، تحدث مدير الثانوية الشيخ عماد فرج وعرض مسيرة العرفان التربوية والثقافية، وقال:”العرفان بحر من العطاء، والغرسة التوحيدية التي زرعها شيخنا الجليل العلم الشيخ ابو محمد جواد والمشايخ الافاضل، وها هي تزهر وتزدهر بنواياهم الطاهرة، وتستمر بدعم القيادة السياسية من الشهيد كمال جنبلاط الى الزعيم وليد جنبلاط وتستمر مع تيمور بك”، مشيرا الى ان “المعرض شارك طلاب هذه المدرسة، فكانت اعمالهم مفاجئة في ما ابدعوا”.
ابي المنى
ثم تحدث ابي المنى وقال:”العرفان في القلب، العرفان الرسالة التوحيدية الاسلامية، والرسالة الوطنية والاجتماعية والتربوية، وليست العرفان حجارة وغرفا بل هي روح توحيدية ووطنية وانسانية واجتماعية”، واشار الى ان”رسالة العرفان رسالتنا، إن كنا في موقع الامانة العامة، او كنا في موقع مشيخة العقل ورئاسة المجلس المذهبي. الرسالة هي هي، وهي جزء اساسي من رسالتنا”.
وتابع:”في العرفان دافعنا عن وجودنا واثبتنا تعلقنا بهذه الارض، وتربينا وربينا على القيم، تعلمنا وعلمنا المبادىء المعروفية، وحملنا القيم الاصيلة من اجدادنا وآبائنا لننقلها الى اولادنا. هي الرسالة التوحيدية التي لن نتخلى عنها مهما تبدلت المواقع”، مؤكدا ان “العرفان رائدة تربوية وكذلك رائدة في العمل الاجتماعي والثقافي وفي علاقاتها وانتشارها وتوسعها وتعمقها، وهي رسالة وطنية تتكامل مع رسالات الطوائف الاخرى لتكتمل في هذا التكامل والتلاقي صورة الوطن الذي لا يقوم الا بمؤسساته، وهذا هو نداؤنا ورجاؤنا ان تنهض مؤسساتنا لينهض المجتمع وينهض الوطن”.
ولفت الى ان “الزمن صعب ويحمل الكثير من التحديات والمآزق والتجاذبات التي لا تواجه سوى بالعلم والعمل الذي نريده صراطا مستقيما، لا عملا سقيما ولا علما عقيما. فبالعلم والعمل معا نستطيع ان نحقق النجاح وان نسير بالاتجاه الصحيح وبهذا الصراط المستقيم لنبني المجتمع من خلال بناء الانسان، ومن خلال بناء العائلة، نبني المجتمع فنبني الوطن بناء سليما قائما على اسس سليمة واولها الأسس الايمانية”، وشدد على “ركائز الايمان والقيم والتعلق بالارض والوطن، وركيزة الدفاع عن الارض وتحرير الوطن والمجتمع من كل عدوان يعيق التقدم”.
وختم:”ها نحن في الخامس والعشرين من ايار نتذكر التحرير، فننادي بتحرير الانسان والمجتمع والوطن من العوائق، ولعل المسؤولين يسمعون هذا الصوت”، واعتبر انه “من دون تحرير المجتمع والانسان يمكن ان يذهب تحرير الارض هباء”، مؤكدا انها “مسؤولية القيمين على هذا البلد، ومسؤوليتنا ومسؤوليتكم ان نساهم في تحرير الوطن وفي بناء الوطن، وان الاستحقاقات داهمة والانتظارات كثيرة ونحن نتطلع الى غد يستطيع المسؤولون فيه ان يحققوا ما يتطلع اليه الشعب من محاربة الفساد واصلاح ما افسده الدهر وما افسده ربما كبار القوم، وما افسدته السياسة، وما افسدته المشاكل والقضايا الخارجة عن نطاقنا الداخلي، والتدخلات الخارجية، لعلنا نستطيع ان نحرر الوطن فيكون التحرير كاملا وناجزا”.