زار وفد من “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ نصر الدين الغريب في دارته في كفرمتى.
وقال الغريب بعد اللقاء: “أهلا وسهلاً بإخواننا في تجمع العلماء المسلمين، وفي مناسبة كريمة، وعالية وسامية، في عيد التحرير، عيد المقاومة الإسلامية في لبنان، هذه المقاومة التي أرست قواعد المجد والإباء والعزة لهذا الشعب ولهذه الأمة بأسرها، فلم تعد تفرق بين إيراني وعربي، فكلنا أصبحنا في خندق واحد نتطلع إلى ما هو أسمى، وإلى ما هو أبقى للمسلمين جميعاً وللعرب بكل انتماءاتهم، واليوم وبعد جهاد طويل وبعد غزارة الدماء التي سفكت على الحدود في لبنان، في جنوب لبنان، وعلى كل أرض لبنان، وفي سوريا الأسد، وفي العراق، وفي اليمن، وفي كل مكان أراد أن يكون متحرراً من أيام العبودية”.
أضاف الغريب: “نحن مدينون جميعاً لشهداء المقاومة، ولأهل الشهداء الذين صبروا، لطالما صبروا وضحوا دون أجر يطلبونه، لم نطلب منهم أن يقاوموا، بل هم طلبوا منا أن نكون داعمين فقط بالإعلام أو في غير الإعلام، أما الذي يدفع الدماء ويضحي في أبنائه وفي ممتلكاته وفي حياته من أجل سعادة الآخرين، هذا هو الفضل الكبير، لذا نحن جميعاً اليوم يجب أن نحتفل بهذا العيد، وأن ندعو للمقاومين أن يبقوا جميعاً في هذه التضحيات وفي هذه العزة، حتى نبقى أحراراً في وطنٍ، لطالما يطلب البعض أن يكون عبداً للغرب ولأمريكا ولإسرائيل، كما قال سماحة الشيخ حسين، ليس من عدو في لبنان بين اللبنانيين ولا بين العرب، فالعدو الذي ينتهك الحرمات يومياً في القدس وفي كل الأماكن، ويسبي النساء، ويقتل الأطفال، إنه ليس له من هدف إلا القتل والهيمنة والتسلط، وكيف لا وأميركا تمده بالسلاح والطائرات وبأحدث أنواع الأسلحة وبالمال الغزير كي يعتدي على أولئك الذين يقاتلون دون قميص على صدورهم، حفاة، المقاومين الفلسطينيين في فلسطين، وليس من يمدهم اليوم لا بالسلاح ولا بالعتاد ولا بالمال إلا الجمهورية الإسلامية في إيران، هذه الجمهورية التي وقفت إلى جانب الحق لينتصر والحمد لله لقد انتصر الحق في لبنان وسوريا وفي العراق و اليمن، وإن شاء الله سينتصر في فلسطين، وستبقى فلسطين عربية مهما تعدّوا على هذا الوطن السليب، سنبقى جميعاً إلى جانب إخوتنا في ذلك المكان، وأهلا وسهلاً بكم”.
غبريس
بدوره قال مسؤول العلاقات العامة في التجمع الشيخ حسين غبريس: “بعد كلامكم سماحة الشيخ يصبح الكلام بلا معنى، فقط أشير إلى مسألة هامة، أولاً نحن نشكر الله تعالى على إتاحة الفرصة اليوم في زيارتكم بهذا التوقيت 25 أيار، الذي يحمل معنىً كبيراً جداً للعرب وللأمة الإسلامية وللبنانيين، أنتم من الرجال الذين وقفتم بصدق منذ اللحظة الأولى إلى يومنا هذا، بصوتكم، بمواقفكم، بتصاريحكم، إلى جانب المقاومة، إلى جانب الحق ولم تتأثروا بأي أضاليل حاول الآخرون وضعها في طريق المقاومين والمجاهدين والشرفاء”.
أضاف: “ألف شكر لكم على وقفاتكم التي سيشهد التاريخ بأنها كانت إلى جانب الحق، الأمر الآخر قبل أيام من هذا الموعد من 25 أيار، المقاومة دعت للمرة الأولى بشكل علني في إحدى مناطق جنوب لبنان لعرض رمزي للمقاتلين ولبعض أنواع السلاح، وهو ما عُرف بهذا اليوم الذي قدمت فيه، ما عُرف بالمناورة الحية، والتي اعتادت الجيوش أن تعقدها أو تقيمها في بلدانهم، نحن لسنا جيشاً، نحن كمقاومة مع الجيش اللبناني الذي وقف أيضاً إلى جانب المقاومة، شركاء في صنع الانتصار وقدم الجيش وقدمت المقاومة الدم، هذه الرسالة التي أقدمت عليها المقاومة قبل أيام من خلال المناورة، هي موجهة للعدو وليس لأي أحد آخر، لقد أساء الفهم البعض واعتبروها أنها موجهة لهذه الفئة أو تلك، الحقيقة هي هذه، أنها موجهة للعدو، هذا العدو الذي كما أشرت سماحتك يعمل ليل نهار على استباحة الدم الفلسطيني، وأمام مرأى العالم، وكما استباح أيضاً من قبل في لبنان وفي سوريا وفي الأردن وفي مصر، ظناً منه أن الشعوب العربية نائمة، لكن من العام 2000 من يوم التحرير إلى اليوم، عقدان وثلاث سنوات مرت على هذا التاريخ، أصبح لحياتنا طعم آخر مختلف، أصبح يشعر اللبناني والعربي والمسلم أن خلفه قوة قوية حاضرة تدافع عنه وعن كرامته وعن إنسانيته وعن وجوده، حتى بتنا نرى اللبنانيين يعمرون ويبنون بيوتاً كبيرة أو صغيرة تماماً على الحد الفاصل مع الذي لا نعترف به أصلاً، ولكن الحد الفاصل مع فلسطين المحتلة، والذي حتماً سيعود، والإخوة عبروا من خلال مناوراتهم أنهم سيعبرون، سيعبرون والأمة من وراءهم عاجلاً أو آجلا ًببركات المجاهدين والصادقين والأحرار والشرفاء من أمثالكم، سماحة الشيخ، شكراً على الاستضافة، نقول للبنانيين وللعرب وللمسلمين كل عام وأنتم بخير وأعاد الله هذه المناسبة علينا جميعاً من نصر إلى نصر، وأنت سماحتك الشيخ نصر الدين”.