افتتحت الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة ومدير عام الامن العام بالانابة العميد الياس البيسري، مبنى المغادرة في مركز الأمن العام عند المصنع الحدودي، والذي مولته “مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية”، بحضور وفد من ضباط الامن العام.
بعد قص شريط الافتتاح، جالت الصلح والبيسري داخل المركز، واطلعا على التجهيزات الجديدة بعد عملية التأهيل، وحسن سير العمل فيه.
وألقى البيسري كلمة قال فيها: “وجودنا اليوم عند نقطة المصنع الحدودية ليس صدفة، لا في المكان ولا في التوقيت، انما هو وجود نابع من ملاقاة ارادة التلاقي بين الاشقاء العرب، والذي حكما سينعكس بالخير والمزيد من الاستقرار والسلام الداخلي في لبنان. وهو وجود للتأكيد أن لبنان على جهوزية للانخراط في الارادة العربية الجامعة لحل كل الازمات وفي مقدمها قضية النازحين السوريين، الذين استضفناهم اشقاء عزيزين مكرمين ونريدهم ان يعودوا الى سوريا معززين للحفاظ على هويتهم الثقافية والحضارية”.
وتابع: “كما تعلمون، ان هدف هذه الزيارة هو تفقد مركز امن عام المصنع الحدودي، من ضمن برنامج الزيارات التفقدية لدوائر الامن العام ومراكزه الاقليمية والحدودية، للوقوف على اوضاعها وحاجياتها وسير عملها فيها، ولإعلان افتتاح هذا المركز بعد اعادة تأهيله بمساهمة مشكورة من معالي الوزيرة السيدة ليلى الصلح حمادة التي لم تتأخر يوما في دعم الدولة اللبنانية من خلال دعم اداراتها ومؤسساتها، ومن بينها مؤسسة الامن العام”.
أضاف: “نحن في نقطة حدودية لها أولا رمزية تاريخية وجغرافية بحيث تشكل هذه النقطة البوابة اللبنانية الى الشقيقة سوريا ومنها الى عمقنا العربي، وثانيا رمزية أمنية، بحيث يشكل هذا المعبر الحدودي، التعبير الواقعي والعملي للتنسيق الامني القائم مع السلطات السورية الشقيقة، بدءا من أمن المعابر وصولا الى ملف النزوح الذي كان دائما في مقدمة الاهتمامات التي يضطلع بها الامن العام تحت رعاية الدولة اللبنانية. وهذا المعبر مع باقي المعابر، هو جواز لمعالجة هذا الملف من خلال العودة الكريمة والطوعية للنازحين، ولبنان عندما يطلب من الاشقاء والاصدقاء المساعدة في اعادة الاخوة السوريين، فهو ينطلق من واقع مرير يعلمه النازح قبل المواطن، عما آلت اليه الامور من انهيار اقتصادي ومالي ومعيشي، نتيجة العبء الكبير الذي يتحمله لبنان جراء الاعداد الهائلة التي نزحت اليه من دون ان يلقى من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمانحين العون والمساعدة اللازمين، ان على المستوى المادي أو على مستوى وضع خطط جدية للعودة”.
وقال: “في هذه المناسبة، لا بد من التنويه بالعمل الذي يقوم به ضباط ومفتشو ومأمورو الامن العام، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا. واجدد وعدي وعهدي لهم بان المديرية ستعمل جاهدة على الاستمرار في تأمين وسائل النقل والتقديمات الصحية والمساعدات الاجتماعية والتربوية، ليتمكنوا من القيام بواجباتهم ومهماتهم الادارية والامنية في افضل الظروف الممكنة. كما اجدد دعوتي لهم الى وجوب المحافظة على الانضباط العسكري وتطبيق القوانين وتسهيل أمور العابرين والوافدين”.
ودعا البيسري “الاخوة السوريين المخالفين لنظام الاقامة في لبنان، إلى المبادرة الى تسوية أوضاعهم، استنادا الى التعليمات المعممة على كل المعابر الحدودية، لان ذلك يصب في مصلحتهم اولا، ولا يضعهم في دائرة الملاحقة لمخالفتهم نظام الاقامة وشروط الدخول والمغادرة”.
وختم بتجديد شكره “الى معالي الوزيرة السيدة ليلى الصلح حمادة على مبادرتها الكريمة، وبالتأكيد لن تكون الاخيرة، لاننا لم نعتد الا على شهامتك وعنفوانك واقدامك على كل ما يجعل وجه لبنان اكثر جمالا وتألقا، والشكر موصول الى كل من ساهم في استكمال مراحل تأهيل هذا المبنى”.
الصلح
وكانت كلمة للوزيرة الصلح أعلنت في مستهلها “دعمنا لصندوق الطبابة الخاص بعناصر الأمن العام اللبناني نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها الوطن عموما والقطاع الاستشفائي والصحي خصوصا، بالاتفاق التام مع العميد البيسري”. واكدت “استمرار التعاون بين المديرية العامة للأمن العام ومؤسسة الوليد بن طلال الانسانية”.
وقالت: “العميد الياس البيسري معرفة قديمة لم نندم عليها يوما ونحسد عليها اليوم. انه صديق وضابط كاد ان يلحق بركب الشهداء لولا لطف الله. نلتقي اليوم في مبنى المغادرة في مركز امن عام عند المصنع الحدودي، لنشهد على تدشينه بعد ان قامت مؤسسة الوليد بن طلال بتأهيله وتجهيزه. ها نحن اليوم برفقة المدير العام لنقول له اننا في مؤسسة الوليد بن طلال لم نراهن يوما على حسن الأوضاع لنعمل ولا على استبباب الأمور لنعطي، ودورنا في الأساس كان لمواجهة الاحداث وبلسمة الجراح والتواجد حيث التحديات”.
وتمنت أن “يساهم هذا الانجاز بضبط هذه الحدود ويساعد على التعاطي مع ملف النزوح السوري الذي استلمته، وهنيئا لك لأخذ القرار. ولكن هذا الشعب قاسمنا المغانم في الرخاء واليوم يقاسمنا الاشلاء في الشدة، كيف له ان يعود اذا ترك بلاده يتيما فتبنته السفارات، ولكن هل يعلم هو ان لهذه الرعاية اثمانا أم هو متواطئ مع هذه الهيئات؟”
واختتم الاحتفال بتقديم البيسري درعا للصلح، تقديرا لدورها ولعطاءاتها على الصعيدين الإنساني والإنمائي.