تمنى رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن “تنعكس التطورات الإيجابية والتفاهمات في المنطقة على لبنان إيجابا”، معتبرا أن “هذا لا يعفينا كلبنانيين من أن نوجد الأطر الداخلية للتفاهمات فيما بيننا، وخاصة حول موضوع رئاسة الجمهورية، لأن انتخاب الرئيس يشكل بداية الحلول في لبنان للأزمات والمشاكل العديدة والمتشعبة والضاغطة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية”.
وخلال لقاء سياسي حواري نظمته العلاقات العامة ل”حزب الله” في البقاع، في دارة فؤاد حبيب في بعلبك، جدد الحاج حسن التذكير بأن “تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية تتطلب حضور 86 نائبا، ولا يوجد هذا العدد لدى أي فريق أو تكتل أو تحالف، لذلك دعوتنا منذ البداية إلى حوار ينتج عنه تفاهم وطني بين كل الأفرقاء، بما يتيح تأمين النصاب وحصول الانتخاب، بينما الفريق الآخر منذ اللحظة الأولى تبنى مرشح تحدٍ، والآن يقولون إذا علموا أن المرشح الذي دعمناه سيفوز بالانتخابات، سوف يعطلون النصاب، وهذا حقهم، ولكن هذا الموقف يعمق الأزمة ويزيد معاناة اللبنانيين”.
وأردف: “البعض للأسف يضع في رأسه أوهاما ويريد تسويقها لدى اللبنانيين، ويضللون الناس بالقول أن فريقنا يريد فرض مرشح، وهذا غير صحيح لأن الانتخاب يتم بإرادة النواب والكتل، ورفض الحوار هو منطق سلبي مضر بالبلد، ومن غير الواضح إلى متى ستستمر هذه السلبية لدى الفريق الآخر، آملين أن يخرجوا من السلبية والحملات التضليلية إلى اعتماد السياسات الإيجابية، رأفة باللبنانيين، وضنا بالبلد واستقراره ومؤسساته”.
وقال: “قبل 9 سنوات خاضت المقاومة والجيش العربي السوري معركة القصير جنبا إلى جنب، في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين، وهذه المعركة كانت مفصلية في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، والله قدر الانتصار لسوريا رئيسا وجيشا ودولة ولحلفائها وعلى رأسهم المقاومة والجمهورية الإسلامية في إيران”.
وأشار إلى أن “القمة العربية المنعقدة في السعودية، حضرت فيها سوريا، وبيان القمة تحدث عن حق المقاومة وعن فلسطين وهذه مسألة ملفتة”.
ورأى أن “الإرهاب التكفيري صنيعة أميركا، ولقد دعمته أميركا وحلفاؤها بالمال والسلاح والرجال والإعلام والتقنيات والاتصالات عبر منظومة الثريا والأقمار الاصطناعية، إضافة إلى كل أشكال الدعم السياسي والدبلوماسي، ليهزموا سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، ولكن محور المقاومة انتصر، ومن نتائج الانتصار: اسقاط المشروع الأميركي المتمثل بالتكفيريين، وتحرير سوريا والعراق والسلسلة الشرقية من الإرهاب، وبقاء واستمرار الدولة في العراق وسوريا ولبنان، والنتيجة الثالثة ما نشهده اليوم من مصالحات عربية – عربية، وعربية – إسلامية، التي نأمل تحصينها من المكر والخداع والغدر الأميركي، وإعادة الوهج إلى القضية الفلسطينية، وعودة فلسطين إلى الواجهة بزخم قوي، وعودة الأمل إلى الشعب الفلسطيني مدعوما من كل شعوب ودول المنطقة الأبية والحرة”.
ولفت إلى أن “فلسطين هي القضية المركزية، وقد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 عام 1947 القاضي بتقسيمها وبإنشاء كيان للصهاينة ودولة فلسطينية، والكيان الصهيوني المؤقت أنشئ في 15 أيار 1948، أما الدولة الفلسطينية فلم تنشأ حتى اليوم، وقد عمل البريطانيون والفرنسيون والأميركيون فيما بعد على طمس وتصفية القضية الفلسطينية طيلة 76 عاما بشتى الوسائل، بارتكاب المجازر والتهجير والقتل وحرق القرى وطمس المعالم، وحاربوا كل من كان يقف بوجه إسرائيل، عدوان 1956، وحرب 67 و 73، اجتياح لبنان عام 1978 و 82، مجازر صبرا وشاتيلا واتفاق 17 أيار الذي اسقطناه في 6 شباط 1984، تغيير أسماء القرى في فلسطين، التهويد وبناء المستوطنات، الحروب الناعمة على كل الشعوب العربية وبالأخص على الشعب الفلسطيني، كل هذا من أجل طمس الهوية الفلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية”.
وتابع: “الشعب الفلسطيني من أعظم شعوب العالم في القتال والدفاع عن أرضه، لم تتوقف مقاومته، لا بل ان النشء الجديد في فلسطين يقاتل اليوم وكأنه في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، ولقد حاول الاسرائيليون من خلال عمليتهم الأخيرة التي اسموها “سهم ودرع” أن يكسروا إرادة الشعب الفلسطيني، فردت عليهم المقاومة الفلسطينية المتماسكة والمتعاونة والمتحالفة، وبوحدة وطنية فلسطينية غير مسبوقة بعملية “ثأر الأحرار”، فثبتت الردع الفلسطيني، ومنعت العدو الصهيوني من ترميم ردعه المتآكل”.
وأردف: “هناك أزمة سياسية كبيرة في الكيان الصهيوني متعلقة بالاصلاحات القضائية ومسائل أخرى عديدة، وبالمقابل الشعب الفلسطيني صامد في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وكل فلسطين. الشعب الفلسطيني إلى مزيد من المقاومة، والكيان الصهيوني إلى مزيد من الأزمات”.
وأشار إلى أن “محور المقاومة هو مقاومة ضد طرفين: الإستكبار الأميركي والكيان الصهيوني الغاصب ومشاريعهما في المنطقة. وهذا المحور هزم الاستكبار الأميركي ومشاريع الكيان الصهيوني مرات عدة”.
وختم الحاج حسن معتبرا أن “الحصار الأميركي على لبنان ليفرضوا علينا خيارات سياسية خدمة لمصالح إسرائيل، منها توطين للفلسطينيين، وإدماج النازحين السوريين، وإفقاد لبنان عناصر قوته ليصبح مكشوفا. وأميركا منعت طيلة سنوات ترسيم الحدود البحرية، ولولا فعل المقاومة المتناغمة مع الدولة في لبنان، والتهديد الذي أطلقته المقاومة وتناغمت معه الدولة، لم ينجز الترسيم. ومن الأدلة على الحصار أن أفغانستان كانت تحت الاحتلال الأميركي وتشتري من أيران المحروقات، بينما لبنان تمنعه أميركا حتى من قبول هبات المحروقات من إيران. والسفيرة الأميركية شيا قالت قبل حوالي سنتين، لبنان يستطيع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، ولكن رغم إنجاز الاتفاقات اللازمة مع مصر والأردن والبنك الدولي، وتجهيز وإعداد الصيغ شبه النهائية قبل التوقيع، الذي منع ويمنع استجرار لبنان للغاز والكهرباء من مصر والأردن هو أميركا”.