زار وفد من الجماعة الإسلامية في جبل لبنان الرئيس العام للرهبانية المخلصية الباسيلية الأرشمندريت إنطوان ديب، في دير المخلص في جون، في إطار متابعة التواصل وتعزيز أواصر العلاقات بين شرائح المجتمع اللبناني. وعقد لقاء بين الطرفين، إستعرضا فيه الأوضاع العامة والمستجدات على الساحة اللبنانية، وكان تشديد على “التمسك بكل أوجه التقارب والتلاقي، الذي يخدم المنطقة بشكل خاص، ولبنان بشكل عام، تجسيدا لصيغة الوحدة الوطنية والعيش المشترك، الذي هو الأساس لقيامة لبنان”.
ضمّ الوفد رئيس مجلس محافظة الجماعة في جبل لبنان بلال الدقدوقي، المسؤول السياسي الشيخ أحمد سعيد فواز والمسؤولين: الشيخ أحمد الطحش، ابراهيم منصور، أحمد الصغير، أنور منصور ورانيا الحجار، في حضور رئيس دير المخلص الأب شارل ديب والقيم العام الأب جلبير وردي وعدد من الرهبان.
وتحدث الدقدوقي باسم الوفد فأعرب عن أمله “في أن يتم إنتخاب رئيس جمهورية جديد، وتخرج البلاد من الفراغ والضياع، ويعكس إرتياحاً لدى المواطنين، الذين يرزحون تحت أعباء الأزمات والمعاناة، في ظل أوضاع وظروف خانقة وصعبة”، مؤكدا على “استمرار التواصل وتمتين العلاقات الأخوية مع الرهبانية المخلصية لخدمة أهلنا في الجبل والوطن”. وشدد على ان “لبنان لا يمكن أن يعيش إلا بجناحيه المسلم والمسيحي”.
ورحّب الأرشمندريت ديب من جهته، بالوفد في دير المخلص، “بيت الجميع”، متمنيا “أن يشهد لبنان نهاية لأزماته في القريب العاجل”. وأكد “حرص الرهبانة المخلصية على التواصل وتطوير العلاقات مع الجماعة الاسلامية، بصفتها مكونا، من مكونات المجتمع اللبناني الذي نكن له كل المحبة والاحترام”.
وشدد على “العمل مع جميع فئات الوطن، لدفع الشباب على التمسك بأرضهم وجذورهم في الوطن، لأن لبنان بحاجة الى جميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، وعلى وجه الخصوص الشباب، الذين هم مستقبل لبنان وإزدهاره”، مبديا ارتياحه “للتعايش الأخوي الذي يسود في منطقة الجبل وكل لبنان، بوجه التحديات”. وشدد على “أهمية وضرورة التضامن والتعاون والتكاتف الروحي لحماية لبنان”.
ثم انتقل الوفد الى دير راهبات سيدة البشارة، حيث التقى الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز وعددا من راهبات الدير. ورحّبت روكز بالوفد، وقالت: “إن زيارة وفد الجماعة الاسلامية الى دير الراهبات، له دلالات هامة وعميقة في نفوسنا، وهي زيارة عزيزة جدا، وتعبّر عن متانة العلاقة الاخوية التي تجمعنا”.
اضافت: “كلنا يد واحدة، ولدينا هدف واحد، هو العيش في لبنان أخوة وأعزاء وبتسامح، ونفهم بعضنا البعض”. وأكدت أن “التنوع الطائفي والمذهبي غنى للبنان وميزته الكيانية. وأبدت تفاؤلا كبيرا “في أن يتم إعادة بناء لبنان من خلال هذا التقارب والتلاقي الذي يجمعنا رغم كل الظروف، وبعيدا عن التعصب”.
وشكر الدقدوقي لروكز “هذه اللفتة والمحبة”، وأكد “العمل على متابعة التقارب والتلاقي بين الجماعة الاسلامية والراهبات المخلصيات، انطلاقا من حبنا لمنطقتنا ووطننا لبنان”. وأشار الى ان “الجماعة تحرص كل الحرص على العلاقات الطيبة مع الأصدقاء والاخوة في الوطن، والعمل سويا تحت مظلة كل ما هو يجمع في سبيل النهوض بلبنان وخدمة شعبه، انطلاقا من الآية الكريمة: “.. وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله أتقاكم..”.