أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال حفلٍ تأبيني نظّمه “حزب الله” في بلدة عدلون، في الذكرى السنوية لكل من محمد علي قاسم طحان ومحمد حسن شحادة، انه “عندما تصدّينا للغزوة التكفيرية ورفضنا أن تسقط سوريا وأن يسقط موقعها ودورها المناهض للشروط الإسرائيلية والإحتلال والعربدة الإسرائيلية في منطقتنا ، كنا ندفع بذلك الضرر والخطر عن لبنان بكل مناطقه وطوائفه ومذاهبه. وقيل لنا أنتم ماذا تفعلون، أنتم تغامرون. لذا اصطفّ العالم كله واصطف معهم من اصطف من اللبنانيين ليُعيبوا علينا وقفتنا بوجه التكفيريين لماذا، لأنهم تابعون لحكام دول في المنطقة كانوا يدعمون التكفيريين”.
اضاف: “الآن، ننظر الى وجوه هؤلاء، بعد أن استدارت الدنيا وتغيرت مواقف وحكام الدول في المنطقة، راحوا يلهثون لمصافحة السوري ولإعادته في الجامعة العربية. كيف بدت وجوه هؤلاء، لقد بدت مذعورة قلقة. لكن مكابرتهم لم تسمح لهم حتى الآن بأن يراجعوا مواقفهم والتزاماتهم. بدأوا يستكينون ويرفعون شعار “لا غالب ولا مغلوب”. عندما يُغلبون يرفعون هذا الشعار ، لكن عندما يرون أنفسهم غالبين لا يسمعون من أحد لا إستعطافاً ولا مناشدةً ولا تذكيراً ولا نُصحاً ويذهبون إلى ما يشاؤون”.
وتابع: “نحن لسنا مثلهم، عندما ننتصر نتواضع . انتصرنا على التكفيريين وقلنا لنجمع شمل اللبنانيين رغم عنت بعضهم، وعندما ننتصر في مواجهتنا مع الإسرائيليين “لا نربّح أحدا جميلاً” نصنعه، لا في الدفاع عنهم وعن أمنهم، إنما نقوم بواجبنا الإنسانيّ والشرعيّ والقوميّ والجهاديّ”، مؤكدا “اننا منسجمون مع التزاماتنا ومع ثباتنا على الحقّ الذي نؤمن به، وأن إلتزام هذا الطريق هو الذي سيوصل إلى النصر وإلى العزّة والكرامة”.
وقال رعد : “ربّما يخوض البعض نقاشاً ماذا حصل في غزة ومن انتصر؟ الذي انتصر هو الذي لم يستطع العدو الصهيوني أن يغيّر المعادلة في التعاطي مع الشعب الفلسطيني، وكلّ اعتداء من الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة أو القدس أو الضفة سوف يرتدّ عليه ردّ مقاومةٍ ثابتةٍ قادرةٍ على التصدي”.
واردف: “المقاومة إذا لم تقدم التضحيات لا تكون مقاومة، لكن عندما تقدم التضحيات من أجل أن تثبت المعادلة معنى ذلك أنها نجحت في تحقيق ما أرادته في المواجهة”.
ولفت رعد إلى “أنّ العدوّ الإسرائيلي بطبيعته العدوانية لن يلتزم لا باتفاقات ولا بتفاهمات وسيحاول تكرار ما فعله عندما يتوهّم أنه يملك القدرة على ارتكاب العدوان”. وقال|: “على الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله أن يتوحدوا جميعاً ويتجهزوا لمواصلة الرد على الإعتداء وهذا قدرهم، ونحن عندما نؤيدهم أو نقف إلى جانبهم في الدفاع عن أنفسهم رغم عدم تكافؤ التسلّح بينهم وبين العدو إنما ننتصر للحق الذي يعبّر عنه المستضعفون والمظلومون والمحتلة أرضهم. ولو سكتنا وتركنا الإسرائيلي يفعل ما يفعل دون أن ننتصر للحق لما بقي نورٌ للحق على وجه هذه الارض” .
وقال: “ما شاهدناه خلال الأيام الماضية في غزة كان فعل بطولة ورجولة وشهامة ، صحيح أننا خسرنا قيادات في الصف المقاوم، لكن من قال أن المقاومة يقتصر فعلها على وجود القيادات، فالقيادات تُنشئ أجيالاً من المقاومين وتستمر. وهكذا علّمنا التاريخ ممّا مضى من تجارب وتعلمنا الحياة في حاضرنا ومستقبلنا أيضاً”.
وعن الاستحقاق الرئاسي قال رعد: “نحن دعمنا مرشّحاً طبيعياً للرئاسة، وعلى الآخرين أن يرشّحوا من يشاؤون. وإذا أرادوا التفاهم فنحن جاهزون لإقناعهم ولدينا الحجج والبراهين والأدلة التي نتوسّم فيها أن تُقنع الآخرين إذا كانوا أهل منطق”، مضيفا: “إذا أرادوا خوض معركة إنتخابية فهذا شأنهم، لكن ليس من المفترض أن يُعيب علينا أحد أننا دعمنا مرشّحاً لأنّ من الطبيعي أن ندعم مرشّحا”.
وتابع: “حتى الان لم يرشّحوا أحداً، يحاولون أن يتفقوا لكن هناك صعوبات أمام اتفاقهم ، ولا ندري هل يتفقون أو لا يتفقون فيما البلد ينتظرهم”.
وأكد رعد “أنّ قناعتنا هي المُضيّ في الاتجاه الصحيح وسيشهد لبنان إنفراجاً يتوازى مع الإنفراجات القادمة إلى منطقتنا، خصوصاً بعد الإتفاق السعودي الايراني، وبعد الإستدارة العربية من حكام المنطقة وأنظمتها نحو سوريا”.
وقال: “علينا ان ننتهز الفرصة ونُحسن استثمار هذه التغيرات الجديدة لمصلحة بلدنا. نحن لا نريد أن نستأثر لا بسلطةٍ ولا بدولة، بل نريد أن نتشارك مع كلّ شركائنا الآخرين لصنع دولة عادلة تحكمها المؤسسات والقوانين، وعلينا أن نخجل لأننا لا نزال بلا هكذا دولة”.
وسأل: “ماذا نقول لأجيالنا المقبلة، ماذا نقول لأصحاب التضحيات من شعبنا، ماذا نقول لمن آمن بنا بأن نوطّد الأمن ونحكم بالعدل لا بالاستنسابية. والعدل المقصود هو قدر المستطاع، ولن نقيم دولة المهدي في لبنان، لكن علينا أن نقلل ما أمكننا من الظلم والقوانين الظالمة وأن لا نحكم ونقضي باستنسابية في كل المشاكل”.
وأشار رعد إلى أن “هناك مجموعة مخالفات تطال مناطق بأكملها، ونأتي ونلقي القبض على ٤ أو ٥ مخالفين والبقيّة ماذا ؟ أم انه لنعرض رجولتنا أنّنا ألقينا القبض على ٤ أو ٥ مخالفين ، هؤلاء صحيح انهم مخالفون، لكن يجب ان يلقى القبض على الآخرين ونجد حلاً حتى لا يخالف الناس”.
وقال: “نحن مدعوون الى أن نفكر بمصالحنا الوطنية على حساب مصالحنا الخاصة. وحفظ المصلحة الوطنية يضمن مصالحنا الخاصة. أمّا إذا اتجه كل فريق لحفظ مصالحه الخاصة فان المصلحة الوطنية تضيع برمّتها.
وختم : “هذا هو عقل المقاومة وهذا هو هدفها وخطها، وعلى هذا نمضي ونعاهد شهداءنا على أن نلتزم نهجهم ويقينهم ونحفظ تضحياتهم” .