اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل “حركة أمل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية بذكرى قسم الامام موسى الصدر في مدينة صور في ايار عام ١٩٧٤، ان “المنطقة تشهد سلسلة من التسويات المختلفة على مستوى المرحلة الراهنة بعد الاتفاق الإيراني-السعودي ومناخاته الايجابية التي بدأت تظهر على أكثر من صعيد”.
وقال: “المطلوب من اللبنانيين ان يستفيدوا من هذه المناخات الايجابية لينتقلوا جديا الى حوار داخلي وإلى اتفاق حول أمورهم الوطنية ولاسيما استحقاق الرئاسة في ضوء التحولات الكبرى. هذا الفهم الواعي لهذه المرحلة لطالما عبر عنه دولة الأخ الرئيس نبيه بري في كل المناسبات، حيث دعا ولا يزال الى توافق داخلي لانتخاب رئيس للبلاد وفق معايير ومواصفات وطنية جامعة بعيدا عن التوتر والانفعال والسقوف العالية والخطاب المنشنج الذي وللاسف يقتصر على شعبويات فارغة وعنتريات عفا عليها الزمن، دون التفكير بالمصالح الوطنية ولاسيما في ضوء ما يعانيه المواطن من سلسلة انهيارات اجتماعية وصحية وتربوية”.
واستحضر “خطاب الإمام القائد السيد موسى الصدر في مدينة صور في ذكرى القسم عام ١٩٧٤ حيث جرى إعادة التأكيد على الثوابت التي انطلق منها الامام موسى الصدر والتي بدأت بالحديث عن ذكرى شهادة السيدة الزهراء وعيد العمال وذكرى الشهداء ليؤكد أن الوطن يحفظ بالجهاد والكرامات تحفظ بالشهادة”. وتحدث عن “مفاهيم العدالة والمساواة والعيش الكريم وعن اجحاف السلطة بحق الجنوب والشمال والبقاع وعن المحرومين في وادي خالد وعكار”.
واستذكر مقتطفات من كلام الامام الصدر “وكأنه يخاطبنا اليوم: هؤلاء ايضا شيطان. قبل ما يكون شيطان كان إبليس، وكان من المقربين. عندما يتركون صفتهم الشيطانية يكونون قاعدين إلى جانبنا، ولكن ليتركوا دماء الناس، ليتركوا كرامات الناس، ليتركوا التحكم بالناس، ليتركوا السيطرة على الناس، ليتركوا خلق الفتن بين الناس، يتركوا استغلال الخزينة الرسمية للسيطرة على الناس. ليتوبوا إلى الله، قلبنا مفتوح. موقفنا لا يحتاج إلى البحث، وسلوكنا واضح. الذين لا يعرفون، ويتهمون، ويناقشون، نحن نشفق عليهم، ونطلب من الله ان يهديهم. وهنا نعلن، بأننا نقف كما وقفنا وقلنا في قسمنا. نقف مع كل المظلومين، من جميع الطوائف، من جميع المناطق. لجميع الإنسان والبشر الذين جرحت كرامتهم في هذا الوطن، ويريدون وطنًا سليمًا. نريد الخير للجميع، لا اكثر ولا اقل. اضع كل وجودي بتصرفكم، وبخدمتكم. لا أريد علوا في الأرض ولا فسادا. لا رئاسة ولا شخصية ولا ركوب على ظهر الناس. نحن نسلك معكم، نودعكم واطلب منكم، اطلب منكم، احفظوا! لا تطلقوا الرصاص! احفظوا، أيها الإخوة رصاصاتكم للخطر المنتظر. أتسمعون؟ للخطر المنتظر، الشر المطلق:اسرائيل. ثم نريد ان نقول ان الجنوب حر، ان الجنوب يعبر عن حياته، وعن إرادته”.
وتحدث الفوعاني عن “المواجهات البطولية في فلسطين المحتلة والتي تؤكد ما كان الامام موسى الصدر يقول: ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على ايدي المؤمنين أمثال الشهيد المقاوم البطل، الأسير الشيخ خضر عدنان الذي كان مسيرةَ من نضال مليء بالجهاد ومقارعة عدو الأمة، والمغتصب لأرض فلسطين ومقدساتِها والذي قضى بالشهادة في سجن الرملة، حيث كانت شهادته ناتجة عن عملية إعدام بطيء، وهي جريمة حرب تستوجب من المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية رفعها إلى أعلى المستويات وإدانة المستوى السياسي والعسكري الصهيوني على ارتكاباته وجرائمه، اضافة الى الشهيد ديار عمري وإلى كل الشهداء”.
وختم بإعادة التذكير وتجديد القسم: “نقسم بجمال لبنان وجباله بجنوبه وشرقه وشماله. نقسم بدماء الشهداء بدموع الأيتام بأنين الأمهات، بالام الجرحى، بضياع المكتومين بقلق الطلاب والمثقفين، بذعر الأطفال في الحدود. بعزم المرابطين والمجاهدين. نقسم أننا لن نسكت عن الحرمان وأننا لن نوفر جهدا لاحقاق الحق ومحاربة الأعداء”.