Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

غريب في تظاهرة للشيوعي بعيد العمال: مشروع الدولة العلمانية قادر على انقاذ لبنان من ازماته

إنطلقت تظاهرة شعبية بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني لمناسبة عيد العمال، من ساحة البربير وصولا الى ساحة رياض الصلح، وألقى الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة قال فيها: “من قلب لبنان، من بيروت المقاومة الوطنية اللبنانية، تتظاهرون اليوم، احياء لذكرى الأول من أيار عيد العمال العالمي. منها، توجهون التحية الى عمال لبنان وفلسطين والعالم العربي والعالم اجمع، الى كل الأحزاب الشيوعية والعمالية واليسارية، الى كل الكادحين الذين يعيشون من تعب وعرق الجبين في العمل الجسدي والفكري، الى الذين يخضعون للاضطهاد ويواجهون قوى الرأسمال والتطرف والعنصرية، ومنهم اللاجئين والنازحين والرازحين تحت نير الاحتلال، وعلى وجه الخصوص عمال فلسطين وشعبها المقاوم”.

أضاف:”مئة وتسعة وثلاثون عاما وأنتم، في عواصم العالم براياتكم الحمراء، تتظاهرون، وفاء لشهدائكم الذين سقطوا في شيكاغو من اجل تحديد دوام العمل بثماني ساعات يوميا، ولبناء حركة عمالية ثورية تدك نظام العمل المأجور وتنتصر لحقوق الطبقة العاملة على وجه البسيطة. تحت رايات “يا عمال العالم اتحدوا”، رايات تحرر الشعوب المضطهدة، تكافحون، بالاضرابات والأعتصامات والتظاهرات والمواجهات والانتفاضات، تواجهون بشجاعة وتتقدمون، رغم كل القيود وقمع حكام أنظمة الأستبداد والنهب والأستغلال العربي الذين تآمروا على انتفاضاتكم الوطنية والشعبية ومنها لبنان والسودان الذي نشهد فصلا من فصول التآمر على انتفاضته وعلى قواه الوطنية وفي مقدمها الحزب الشيوعي السوداني. كل التحية الى العمال العرب والى قوى اليسار العربي والتقدمي واتحاداتهم النقابية المناضلة من اجل حقوق الطبقة العاملة وتحررها الوطني والاجتماعي. دماء شهدائكم، سالت غزيرة على هذه الدرب الطويلة من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية، في سبيل سعادة البشرية جمعاء.

بفكركم وسواعدكم وشجاعتكم، مستمرون، مصممون”.

وتابع: “تخوضون معارككم على كل الجبهات ضد رأسمالية الهيمنة الامبريالية، ورأسمالياتها المحلية التابعة لها. هو صراع طبقي واضح، يوحد ولا يفرق، يحرر ولا يشرع استغلال الإنسان لأخيه الانسان، يقاوم ولا يخضع للعدوان والاحتلال وشن الحروب الاستعمارية واثارة الانقسامات الطائفية والمذهبية والاتنية لنهب ثروات الشعوب المفقرة. هو صراع ضد نظام رأسمالي عالمي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، نظام القطبية الواحدة الذي لا يقيم وزنا الا لزيادة أرباح الرأسمال على حساب الأرواح، نظام استبدادي يمنع بحروبه المتنقلة بالحديد والنار والضغوط والتدخلات والعقوبات، في غير مكان في العالم قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يفسح بالمجال امام شعوب العالم ودولها كي تشق طريق تطورها المستقل عن هيمنة الامبريالية. أوفياء انتم أيها الرفاق، ايها المتظاهرون، جئتم من كل لبنان رغم كل الصعوبات الاجتماعية والمعيشية، رغم افقاركم وشعبكم على يد منظومة الاجرام السلطوي – المالي ورأسمالية نظامها السياسي الطائفي. أبيتم الا ان تتظاهروا كعادتكم، احياء لهذه المناسبة الجليلة، عهدا لتاريخ شعبكم وهوية حزبكم حزبا للعمال والمزارعين والاجراء وكل أصحاب الدخل المحدود، حزبا مقاوما للتحرر الوطني والاجتماعي، واجلالا واكبارا لشهدائكم شهداء الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية”.

وأردف غريب: “تظاهرتم من أجل إقرار قانون العمل وحقوق عمال شركة الريجي فكانت الشهيدة وردة بطرس عام 1946، تظاهرتم من اجل تأسيس الجامعة اللبنانية فكان الشهيد الأول للحركة الطلابية فرج الله حنين عام 1951، انتفضتم مع مزارعي التبغ في الجنوب فكان الشهيدان نعمة درويش وحسن حايك عام 1972، انتصرتم لاضراب معمل غندور فكان الشهيدان يوسف العطار وفاطمة خواجة عام 1972، دماء شهدائكم تشهد لكم في المقاومة الوطنية اللبنانية وفي القضايا القومية وفلسطين فيها نبض القلب والروح، وفي كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكان آخرها انتفاضة 17 تشرين عام 2019 التي لم يشهد لبنان مثيلا لها في تاريخه”.

وقال: “تتظاهرون اليوم لتحافظوا على هذه التضحيات وما حققته من إنجازات على درب التحرير والتغيير حيث يجري العمل على تصفيتها على يد أطراف منظومة التحالف السلطوي – المالي. أطراف المنظومة تحاول التهرب من تحمل المسؤولية والأفلات من العقاب، وتحميل تبعات فشل سياساتها للعمال والأجراء والاغلبية الساحقة من شعبنا. كم وكم كذبوا على اللبنانيين، حتى فضحهم الانهيار ونهبهم للمال العام وكل ما ارتكبوه من موبقات. لا يخجلون من تكرار ما فعلوه بسياساتهم المدمرة، بتصوير الازمة، ازمة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة في حين انها ازمة نظامهم السياسي الطائفي ونمط اقتصاده الريعي التابع. يمعنون في ارتهانهم لأوصيائهم في الخارج خوفا من انكشاف أسمائهم من قبل أوصيائهم في الخارج الذين يقومون بابتزازهم، فيتبارون في تقديم الضمانات والتنازلات حفاظا على مصالحهم الطبقية وسلطتهم السياسية”.

وأضاف: “لن تؤدي اتصالاتهم مع أوصيائهم في الخارج الا الى ما ادت اليه ما سبقها من تسويات فاشلة أبقت لبنان أسير دوامة الازمات التي لا تلبث ان تعود وتنفجر من جديد. كل الصيغ والتسويات الطائفية التي تسعون لها مرفوضة لأنها لم تبن الا دويلات فاشلة مولدة لهذا الخراب الذي نعيش. واهم من يعتقد ان الحل والإنقاذ سيأتي على يد من أوصلوا البلد الى الخراب، وحده المشروع الوطني البديل قادر على انقاذ لبنان المهدد بمصيره ووجوده، ولطالما طرحناه وناضلنا في سبيله وسنستمر، وقد عبرت عنه الانتفاضة الوطنية والشعبية في 17 تشرين: مشروع الدولة العلمانية الديمقراطية والعدالة الأجتماعية، الدولة القادرة على تحرير أرضها المحتلة من العدو الصهيوني وعلى حماية ثروتها النفطية والغازية، الدولة التي لا تفرط بحقوق ولا تطبع مع الكيان الصهيوني ولا تعترف به في معاهدة دولية، وتقول انتصرنا. دولة القضاء المستقل القادر على التحقيق في ملف انفجار المرفأ والتحقيق الجنائي المالي، دولة صحة التمثيل بقانون إنتخابي خارج القيد الطائفي وتطبيق النسبية في الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، بقانون نسبي للحكم البلدي الذي ندعو لمتابعة التحضير لمعركته كمحطة من محطات المواجهة، بقانون مدني موحد للأحوال الشخصية والغاء كافة اشكال التمييز ضد المرأة، وتكريس قوانين وطنية للأحزاب والنقابات والجمعيات ولمفهوم الإقامة والجنسية، وتشريعات تكفل حماية الحريات العامة وتطويرها. دولة بامكانها استرجاع الودائع المنهوبة والقوة الشرائية للرواتب والأجور، والمعاش التقاعدي، وتعويضات الصناديق الضامنة، وفرض نظام ضريبي تصاعدي على الأرباح وعلى من استفاد من الفوائد المرتفعة، دولة توفر التغطية الصحية الشاملة، والتعليم النوعي الرسمي، ومنع خصخصة مؤسسات الدولة من كهرباء ومياه ومرافق عامة من المرفأ الى المطار، دولة تمنع بيع الذهب وتوفر النقل المشترك والسكن الشعبي. واهم من يعتقد ان بإمكانه تحقيق ذلك في ظل هذه الدولة الطائفية الفاشلة ومنظومتها الفاسدة، فالممر الالزامي لأنقاذ لبنان واخراجه من دوامة الحروب والأزمات وتحقيق هذه المطالب والحقوق هو المشروع السياسي القادر على تغيير موازين القوى للانتقال من دولة المحاصصة الطائفية الفاشلة الى دولة علمانية ديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية”.

وختم غريب: “من تظاهرة الأول من أيار، نجدد النداء إلى كل القوى الوطنية العلمانية والتقدمية المعارضة، إلى كل الأطر النقابية والاجتماعية والشبابية والنسائية والمدنية المناضلة من اجل هذه الحقوق والمطالب ، وندعوها الى تكثيف جهود التلاقي والعمل معا وتصعيد المواجهة وتنظيم الصفوف ومتابعة الحوار الذي قطع شوطا على طريق التحضير لاطلاق جبهة سياسية وطنية وديمقراطية وفق برنامج مشترك يترافق مع تصعيد المواجهة في الشارع وفي كل القطاعات والمناطق، بعد ان تشكلت لجنة متابعة بهذا الخصوص لبناء أوسع اطار للتنسيق بين الأطر النقابية والاجتماعية والشعبية والشخصيات الاجتماعية المستقلة”.