Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

باسيل من جزين: لن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمرة للمسيحيين وللبنان

شارك الرئيس العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا في قداس في كنيسة مار مارون جزين، ترأسه راعي ابرشية دير القمر وصيدا للموارنة المطران مارون العمار، وحضره الوزيران في حكومة تصريف الاعمال هيكتور الحجار وهنري خوري، النواب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، غسان عطالله، وشربل مسعد، النواب السابقون: امل ابو زيد وسليم خوري، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، رئيس رابطة مخاتير منطقة جزين انطوان عون، نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية مي خريش، منسق هيئة القضاء في التيار في منطقة جزين انطوان فرحات، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى العمار كلمة رحب فيها بالرئيس عون وصحبه، وقال: “اهلا بك في كنيسة مار مارون جزين. احبتك هذه المدينة والمنطقة ووثقت بخطك السياسي. ولكن على اهل المنطقة ان يتعاونوا معا ومع محيطهم. ما اجمل ان نكون يدا واحدة تعمل لخير وطننا”.

 

باسيل

وأقيم لقاء شعبي للرئيس عون والتيار، ألقى خلاله باسيل كلمة قال فيها: “اشتقنا لجزين واشتقنا لكم، اشتقنا ورجعنا، واينما ذهبنا سنرجع الى جزين، لا نبتعد عنها ولا هي تبتعد عنا – جزين بقلب التيار والتيار بقلب جزين. جزين بموقعها المميز وحضورها التاريخي تشكل نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصمود، وجزين المدينة شابكة ايديها مع جيرانها وغامرة صيدا وجبل الريحان، ودورها الطبيعي تكون صلة وصل وليس همزة قطع. هكذا التيار الوطني الحر يشبه جزين وجزين تشبهه، ودوره ودورها للجمع وليس للقسمة، ويكونان قلب لبنان. بهذا المعنى جزين تبقى قلعة التيار الوطني الحر على مدى الايام، وأي مرحلة غير هذا الامر تكون الاستثناء وليس القاعدة”.

أضاف: “جزين بكيت ونحن بكينا معها بنتيجة الانتخابات الأخيرة، خسرنا وخسرت لسببين: لم تتأمن التحالفات اللازمة مع صيدا والريحان، وفي جزء من المسؤولية على بعضنا بسبب خطابه وطريقة تعاطيه، مشكلتنا الداخلية وحرصنا الشديد والزائد على وحدة التيار وعدم خسارة أحد منا، أنا اخترت وحدتنا الداخلية على التحالفات الانتخابية، ولكن للأسف خسرنا على الجهتين، ويا ليت الذي ضحينا لاجلهم قدروا وغيروا سلوكهم الذي ألحق الاذى بالتيار كثيرا على مدى سنين، تحملناه على حساب نظام تيارنا وانضباطنا وحتى كرامتنا، لنحافظ على وحدتنا، لكن عندما رأينا ان المسار الخطأ مكمل والأذى ذاته بعد الخسارة، لا بل اكثر، ولما المطالبة صارت كبيرة وعارمة بوقف النزف، اخذ التيار القرار بوقف نزيفه بجزين، وبأن خسارة صغيرة أمام التيار الكبير تتعوض بانطلاقة جديدة للتيار بجزين عنوانها: الانفتاح على بعضنا وعلى الآخرين، وعدم تسكير ابواب التواصل على أحد او من أحد، واعادة وصل ما انقطع مع كل مكونات صيدا وجزين”.

وتابع: “التياريون جميعهم متساوون، لا أحد محسوب على أحد أو يخص أحدا، لا أحد اكبر من التيار، لا بماله ولا بسلطته ولا بشخصه. في التيار لا يوجد افضليات بين متمولين ومناضلين، اكبر متمول متل اصغر مناضل بالتيار – هكذا هي طريقة تعاطي التيار وهكذا انتم تتعاطون معه” مؤكدا انه “لا جماعات ولا مجموعات في التيار، لا في جزين ولا خارجها؛ والذي يريد ان يكون أو يبقى في التيار عليه ان يكون تحت سقف نظامه ومبادئه – والذي يعتقد نفسه اكبر من التيار، يخرج منه لنرى حجمه. التيار لا يستبعد احدا، ويستوعب الجميع وباله طويل وحكمته كبيرة، ولكن الذي قرر ان يستبعد حاله بإرادته فهذا قراره ومسؤوليته”.

ولفت باسيل الى ان “جزين قلب الجنوب الطيب – تحملت ما تحمله الجنوب من العدو الاسرائيلي، وعانت كما عانى الجنوب من اتفاق القاهرة المشؤوم ومن ممارسات وانحرافات شوهت فكرة المقاومة وضربت السيادة الوطنية – وهذا أمر لن نعود اليه تحت اي مسمى، ونحن همنا ان تبقى الساحة اللبنانية موحدة، وليس ان تتوحد الساحات على حساب وحدة لبنان – الساحة اللبنانية اهم من كل الساحات”.

أضاف: “من 75 سنة وقعت النكبة بال48، ونتذكرها كل يوم، بسبب اللجوء الفلسطيني على ارضنا، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، ونعيش بالخطر الدائم للمشروع الصهيوني على بلدنا ومشرقنا. هذا المشروع الاسرائيلي، بامتداداته الغربية، وبجوهره العنصري، التقسيمي التجزيئي، كان احد اهدافه تهجير الفلسطينيين، زرع الانقسامات والتشرذم بلبنان، وضرب النسيج الوطني والاجتماعي وصولا للفرز والتقسيم. ولهذا وضع في مقدمة الدستور “منع التوطين”.

وتطرق الى موضوع النازحين وقال: “هذا المشروع نفسه يتكرر مع النزوح السوري بمخاطره على لبنان وعلى سوريا. لأن مبررات البعض، من الضالعين بالمؤامرة او المتفرجين عليها، حول سبب بقاء السوريين النازحين في لبنان سقطت وهي كانت: اولا- ابقاؤهم كعنصر مقاتل وجاهز للتسليح لمقاومة النظام السوري، هذه الحجة سقطت وانتهت الحرب في سوريا. ثانيا – ابقاؤهم كعنصر انتخابي ضد الرئيس الأسد تحت اشراف اممي، فقد حصلت الانتخابات الرئاسية مرتين بسوريا وجاءت النتائج معاكسة لرغباتهم وبالتالي سقطت أيضا، ويبقى امران: الأول هو التجارة المادية الكبيرة لبعض المنظمات الدولية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية Ngo’s وشبكة اموال وانتفاع كبيرة مستفيدة من بقاء النزوح. والأمر الآخر والدائم هو مشروع التفتيت والتقسيم وضرب النسيج لخلق دول وكيانات مفككة مذهبيا تحيط بالكيان الاسرائيلي، وتتصارع مذهبيا في ما بينها وتبرر عنصرية الدولة الاسرائيلية ويهوديتها، والتي تعتدي بشهر الصوم على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. لذلك، نحن نخشى من التحريض المذهبي والعنصري والفئوي الحاصل والمبرمج حاليا بلبنان ضد النازحين؛ وندعو للاستفادة من الحوار والتفاهم السوري – السعودي – الايراني، لتأمين عودة لائقة (آمنة وكريمة) للنازح السوري من خلال اعادة اعمار سوريا ولبنان؛ وليس من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين، نتيجتها خدمة المشروع التقسيمي”.

أضاف باسيل: رابعا في الشراكة. من جزين وصيدا، مدخل الجنوب والجبل وبداية الشوف وجارة البقاع من اعالي التومات، نقول ان التيار الوطني الحر سيبقى مع لبنان الكبير الموحد بال 10452 كلم مربع، ربما نختلف مع شركائنا بالوطن على خيارات كتيرة وكبيرة، ولكن لا نختلف على مبدأ وحدة لبنان والحياة المشتركة الواحدة فيه التي هي ميزته، واي ضياع لها هو ضياع له. لذلك نحن مصرين على الشراكة، وعلى عدم تهميش دورنا – وبيبقى الخلاف محصورا بموضوع الدولة والنظام والنموذج، لا على مبدأ الشراكة. من يهمشنا بالشراكة، يدفع الناس لفكرة التقسيم ويرميهم بأحضان الانعزال بسبب الخوف والقلق من المستقبل، وبأحضان منتهزي الفرصة لتفكيك لبنان– لذلك موقفنا من رئاسة الجمهورية حاسم”.

وتابع: “خامسا في الرئاسة. نريد رئيس جمهورية يمثل هذه الشراكة الفعلية بالحكم. رئيس قوي لا ضعيف، قوي بشخصه لكن الأهم قوي بدعم الناس له والكتل النيابية الممثلة للناس. واذا هذا الشخص غير متوفر بتثميله الذاتي، يمكن الاستعاضة عنه بشرعية نيابية داعمة له. من هنا مسؤوليتنا الاتفاق على شخص. كمسيحيين علينا مسؤولية تاريخية كبيرة، ان نتفق، حتى لا نبرر لا للداخل ولا للخارج أن يفرض علينا رئيسا، فطالما لم نتفق مع بعضنا على تقديم المرشحين المناسبين لتطلعاتنا، وطالما يعجز اي واحد منا عن الوصول لوحده، مسؤوليتنا هي ان نتفق مع بعضنا، بعيدا عن كل الحجج والأكاذيب والأنانيات. نحن كتيار صرنا موافقين على اكثر من شخص، والمتعاطون بالملف يعرفون الأسماء، ولكن لا نعلن او نتبنى اسماء، لأننا جديين بالوصول لتفاهم، ولسنا داخلين بلعبة حرق الأسماء والتسلية بها. نريد طرح اسماء نتفق عليها مسيحيا (بدرجة اولى) ووطنيا (بدرجة ثانية)، لنقول لا تفرضوا علينا خيارا غير خيارنا. ولكن طالما موقفنا هو فقط سلبي برفض اسماء، نبقى مقصرين وعاجزين ومسؤولين عن جزء من الأزمة، وعلينا اخذ موقف ايجابي بالاتفاق على مرشح ومحاولة اقناع الآخرين به، واذا لا، فالنزول الى المجلس النيابي بمرشح يمكنه ان ينجح ويعبر عن خيارنا”.

وأردف: “نحن نريد رئيس جمهورية يمثل طموح اللبنانيين في بناء الدولة، ونضالنا للشراكة في حكم متوازن – ولن نغطي اي كسر لارادة اللبنانيين ولا اي تهميش لارادة المسيحيين. ومن يهددنا ان يمر قطار التسوية من دوننا، فنحن لا نخاف من ان نكون خارجها لأنها ستكون عرجاء وستسقط. لا تعيدوا تجارب الماضي الفاشلة بال 90 وبال 05. والأطرف من يهددنا او يحكينا بالخارج من الجهتين. مختلفون على اسم الرئيس، ولكن نتفق ان الخارج يحدده. واحد يحكي بإسم الغرب (فرنسا)، والثاني بإسم الشرق (السعودية)، ويتكلمون في الاعلام على المفضوح، ولكن الادوار معكوسة تاريخيا: الأول يقول في الاعلام سيتفقون على مرشحي، والثاني يجاوبه في الإعلام انّهم لن يتفقوا على مرشحك، وسيادة”.

وقال: “سادسا في تكرار التجارب الفاشلة. لا أحد يهددنا بمعادلة “انا او الفوضى”، ويعتقد انه يقدر أن يفرضها، وقتها كل العالم لم يقدر أن يفرضها عليك جنرال. واوقفتها “باللا” ووقوف الناس معك. لا أحد يعظنا عن التعلّم من الماضي، لأن هو من عليه أن يتعلّم ولا يتصرّف بدونيّة، ويقبل بأي تسوية فقط لأنها تأتيه ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه. لا أحدا يفكّر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي/طائفي، بل الانطلاق منه للتأكيد على الشراكة ضمن الوحدة، القوة ضمن الوحدة وليس الضعف ضمن الوحدة ولا طبعاً الضعف بالانقسام. ولا أحد يفكّر بتحالف رباعي جديد لأن نهايته متل الذي قبله. ولا أحد يراهن على تسويات خارجية إذ مهما كانت قوّتها، لا تستمرّ فعاليّتها اذا لم تكن محصّنة ومغطاة بتوافق داخلي، ومن جرّب الإقصاء ويريد أن يرجع ليجربه، نهايته وخيمة. نكرّر اننا مع التحالفات الوطنية، ولسنا مع الأحلاف المذهبية، يمكن أن نمرّ فيها احياناً للتأكيد على توجّهنا الوطني والعبور اليه من منطلق قوة لا ضعف. نحن مع دولة مدنية عصرية ولسنا مع دويلات طائفية، وهذا نهائي”.

أضاف: “سابعا في اللامركزية. عندما نتحدّث عن اللامركزية فالغاية منها تطوير نظامنا الإداري والمالي وتفعيل الانماء وتحقيق الخدمات للناس، وتأمين التوازن المناطقي والشفافية المالية. اللامركزية هدفها ربط المواطن بأرضه والحدّ من هجرته، واعطائه القدرة على المشاركة الفاعلة في حياة كريمة. اللامركزية هي في صلب الدستور والميثاق وليست مستوردة من مشاريع تفكيكية وتقسيمية، ولكن من يرفض اللامركزية يتساوى في الجريمة مع من يريد استغلالها لتقسيم لبنان. ونحن نقول من جزين لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية ولكل من يريد منع التطوّر الوطني: سنتصدى للإثنين ولن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمّرة للمسيحيين وللبنان”.

وختم: “هذه رسالتنا اليوم من جزين المتصالحة مع نفسها ومحيطها، ومن التيار العائد الى ناسه وجزين العائدة الى دورها في تعزيز السلم من ضمن خصوصيّتها وشخصيّتها دون الذوبان بالآخر. جزين ليست ذاهبة الى الحرب كما يريدها البعض. رسالتنا انفتاح وحوار، والحوار لا يعني القبول بالفساد والخطأ والتعايش معهما بل هو وسيلة لمنع انفصال المكوّنات عن بعضها والحفاظ على الوحدة من دون المس بالدور والشراكة والكرامة”.