عقد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسين أمير عبداللهيان مؤتمراً صحافياً في مقر السفارة الإيرانية في بيروت، في حضور السفير الإيراني مجتبى أماني وأركان السفارة والوفد المرافق لوزير الخارجية.
خلال المؤتمر، أكد الوزير عبداللهيان أنه “لطالما كنا اصدقاء الاوقات الصعبة للبنان الشقيق وندرك ان الاوضاع الاقتصادية معقدة على مستوى المنطقة، إن وجود لبنان في الخط الامامي للمواجهة والمقاومة يجعله يحظى دائما باهتمام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وايران لم ولن تتدخل في انتخاب اللبنانيين لرئيس الجمهورية واللبنانيون عندما يتفقون على اي شخص فان ايران ستدعم ذلك بكل قوة”.
وأضاف: “خلال اللقاءات التي اجريتها مع المسؤولين اللبنانيين وخاصة الرئيس نجيب ميقاتي تحدثنا بشكل مفصل عن امكانيات التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية وانتاج الطاقة الكهربائية بشكل خاص، والضغوط الاميركية هي التي تقف حائلا بين التعاون بين البلدين ولكن كونوا على ثقة ان العقوبات الاميركية هي فاشلة وفي ظل هذه العقوبات الجائرة ايران تصدر الطاقة الكهربائية الى الكثير من البلدان منها العراق، لافتاً إلى أن “التعاون البناء في مجالي الغاز والطاقة الكهربائية سيعود بالربح على ايران ولبنان وآمل انه باستكمال العملية السياسية والتي ستؤدي الى انتخاب رئيس قد يساعد هذا الامر الى استكمال التعاون بين البلدين”.
وأشار إلى أنه “استنادا الى الدستور اللبناني فان اي شخصية لبنانية مرموقة تصل الى سدة الرئاسة استنادا الى التوافق بين اللبنانيين سيكون مرحبا بها في ايران، ومن هذا المنطلف دعمنا وندعم انتخاب رئيس للجمهورية والتعاون بين اللبنانيين وبطبيعة الحال فان ايران ستستفيد من القدارت السياسية لديها في تشجيع استكمال العملية السياسية من خلال التوصيات التي تعطيها بشكل اخوي الى اصدقائها في لبنان”.
وتابع: “ايران ولبنان لديهم مواقف سياسية مشتركة ومتقاربة تجاه العديد من القضايا السياسية على الصعد الاقليمية والدولية كافة، وقد اكدنا خلال اللقاءات الرسمية على حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على التوافق والتلاقي بين القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية. وخلال اللقاء بيني وبين السيد نصرالله تحدث بشكل اساسي عن موضوع المقاومة وقد اكد سماحته على الموقف القوي والمقتدر التي تتمتع به المقاومة على الرغم من كل الضغوط الا انها في افضل الحالات من القوة والاقتدار، كان هذا اللقاء مع سماحة السيد نصرالله فرصة لنتبادل وجهات النظر مع سماحته حول مختلف الملفات الهامة ونؤكد ان ايران دائمة تضع في جدول اعمالها مسالة التشاور والتلاقي مع المسؤولين اللبنانيين، وضعنا سماحة السيد نصرالله في اخر التطورات المرتبطة بالمفاوضات الي تجريها ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وعن الاوضاع الإقليمية، قال: “لعبت عمان والعراق ادوارا بالغة الاهمية في التوصل الى الاتفاق الذي جرى بين ايران والسعودية والذي ادى الى هذا الانفتاح وعودة العلاقات الطبيعية والعادية، نعتبر ان التطورات الايجابية الاخيرة منها التقارب بين طهران والرياض وعودة الانفتاح العربي على سوريا تفتح مناخات بالغة الاهمية على مستوى المنطقة ولا شك ان لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة”.
واشار الى انه وجه “دعوة رسمية لنظيره السعودي فيصل بن فرحان، لزيارة طهران، ورحب بالدعوة وأكد أنه سيقوم بتلبيتها”، معلنا فتح السفارتين في السعودية وإيران في غضون أيام.
وتحدّث وزير الخارجية الإيراني عن العلاقات بين طهران ودمشق، وأكد أنّها “ممتازة وعميقة واستراتيجية”.
ورحب بتعزيز العلاقات بين سوريا والعالم العربي ودول المنطقة.
وأشار إلى أنّ الرئيس الأسد والحكومة والجيش والشعب وقفوا ضد الحرب الإرهابية وانتصروا في النهاية، مؤكداً أنّ المستشارون العسكريون للجمهورية الإسلامية ساعدوا سوريا في مواجهة الحرب الإرهابية. كاشفاً عن وضع خطة من أجل زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في الفترة المقبلة.
وأكد أنّ الظروف الحالية أثبتت أنّ الرهان على انهيار الحكومة السورية محكوم عليها بالفشل، وأنّ اللوبي الصهيوني كان وراءها. وذكر الوزير الإيراني بسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبراً إياها “انتهاك للسيادة السورية”.
وعرض الوزير أمير عبد اللهيان آخر التطورات في ما يخص تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، وقال إنّه بلاده اتفقت مع الطرف الأميركي قبل 13 شهراً على تبادل الأسرى،
وأنّهم قاموا بتسمية سيدة دبلوماسية بريطانية كممثلة لهم. وأوضح بأنّه “لم يكن لدى بلاده أي قيود أو محدودية زمنية” لتنفيذ اتفاق التبادل، مشيراً إلى أنّه “بسبب بعض الملاحظات الأميركية تمّ تأجيله لعدة أشهر”. واعتبر أمير عبد اللهيان أنّ موضوع تبادل الأسرى “إنساني”، مؤكداً تنفيذه وفقاً للاتفاق.
وعارض الوزير الإيراني وجود القوات الأجنبية وبخاصة القواعد العسكرية في المنطقة، لافتاً إلى أنّ المنطقة تشهد تطورات جديدة وسريعة في النظام الدولي.