رأى “تجمع العلماء المسلمين” في بيان، أن “البعض مصرٌ على إبقاء حالة الفراغ لأنه لا يريد أن يصل لرئاسة الجمهورية من لا يتوافق مع سياسته المرتبطة بالولايات المتحدة الأميركية، مع علمه بأنه لن يستطيع إيصال من يريد لهذا الموقع بسبب عدم قدرته على تأمين أكثرية توصله إليه، والبعض الآخر لأنه طامح للرئاسة يرفض تأمين وصول من يمتلك الحظ الأوفر لذلك، وبين هذا وذاك يعيش البلد فراغا قاتلا تتعقد فيه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ولا تستطيع حكومة تصريف الأعمال اجتراح حلول جذرية بسبب عدم إمكانية قيامها بإصدار قوانين إلا في حدود تصريف الأعمال الضيقة جدا ومع ذلك هي مقصرة بعملها ولا تقوم بكل ما هو مطلوب منها ولو في حدود هذه المسائل الضيقة”.
اضاف: “ومع كل هذه اللامبالاة من بعض الفرقاء اللبنانيين نجد حرصا من دول خارجية صديقة للبنان لتسهيل الوصول إلى الخروج من حالة الفراغ الدستوري، غير أن هذا وحده غير كاف إن لم يترافق مع حرص داخلي على تسهيل هذه الحلول، ومن هذا القبيل الزيارة الأخوية لوزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد حسين أمير عبد اللهيان للبنان، التي أكد فيها حرص بلاده على تقديم كل ما يلزم لدعم لبنان في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وتأكيده على استمرار العرض الإيراني المتعلق بالكهرباء والفيول، وانتظاره موافقة الجانب اللبناني للبدء بتنفيذ هذا المشروع، في حين أن الحكومة اللبنانية ومع تأكدها من كذب وعود سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا بخصوص استجرار الطاقة الكهربائية والغاز من الأردن ومصر، ترفض البدء بتنفيذ العرض الإيراني خوفاً من تهديدات الولايات المتحدة الأميركية والتي لا نعرف هل هي تهديدات تطال ثروات المسؤولين وشركاتهم في الخارج أم تطال لبنان الذي يعيش فعلا تحت حصار اقتصادي ظالم لن تزيده العقوبات الجديدة صعوبة لوصوله إلى الحد الأقصى”.
ودعا التجمع “القوى السياسية اللبنانية للمسارعة لعقد حوار داخلي للتوصل إلى اتفاق حول رئيس للجمهورية وعدم انتظار الإملاءات الخارجية والخروج من الحسابات الحزبية والشخصية الضيقة لحساب الوطن ومصالحه الإستراتيجية للبدء في مسيرة الإنقاذ التي تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”، ورحب “بالزيارة الناجحة لوزير خارجية إيران للبنان وتجديده العرض الإيراني المتعلق بالكهرباء والفيول”، وطالب الحكومة اللبنانية بـ”البدء فوراً بتنفيذ الاتفاق لأن فيه مصلحة لبنان واللبنانيين وتتحمل هي وحدها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي إن هي رفضت ذلك ولا يوجد ما يبرر هذا الرفض خصوصا مع انسداد الأفق عن أي حلول أخرى”.
واعتبر أن “مشكلة النازحين السوريين في لبنان تتفاقم بشكل باتت تهدد بازدياد الأوضاع المأساوية على الصعيد الاقتصادي، فلبنان لا يتحمل هذا العدد من النازحين، لذا مع استقرار الوضع في سوريا لا بد من زيارة وفد حكومي موسع برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي إلى سوريا لتوقيع اتفاقات تسهل عودة جميع النازحين على أن تكون عودة آمنة ولتقدم لهم المؤسسات الدولية المساعدات في المكان الذي يستقرون فيه داخل بلدهم سوريا”.
وحذر من “عودة بعض الخلايا التكفيرية الإرهابية للتحرك في أكثر من مكان في لبنان، خصوصا في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، التي يظهر أنها بتحريك من العدو الصهيوني من قبيل العبارات الداعشية التي وُجدت على جدران بلدة الطيبة، وكذلك الخلية الداعشية التي اعتقلت في بلدة عربصاليم لأشخاص كانوا يعدون عبوات ناسفة، ما يؤكد ضرورة سهر القوى الأمنية ومتابعة الخلايا النائمة والقيام بعمليات استباقية تردعهم عن تحقيق مؤامراتهم”.