أحيت الأحزاب الأرمنية الثلاثة، الطاشناق، الهنشاك والرامغفار، الذكرى ال108 للابادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس، برعاية الكاثوليكوس آرام الأول وحضور ممثلي الكنائس الأرمنية ونواب ووزراء حاليين وسابقين وممثلين عن الأحزاب السياسية وسط حشد شعبي.
وألقى ممثل حزب الرامغفار ليفون بارسيغيان كلمة، اعتبر فيها أن “الحركة الطورانية بزعامة تركيا والصهيونية بزعامة اسرائيل قد تأسستا من قبل الامبريالية للعب دور قهر الشعوب الأصيلة في المنطقة أي الأرمن واليونان والسريان والعرب”، مناشدا الأرمن للاتحاد وقائلا : “لقد حان الوقت للشعب الأرمني أن يتحد. فدولة أرمينيا، آرتساخ والقوى السياسية في شتات. إذا كنا لا نقبل أن يواصل العدو خطته الوحشية بصمت لإخضاع عالم آرتساخ، يجب علينا تغيير هذا الموقف ومراجعة أسلوب عملنا، الذي لم يؤد الى أي نتائج”.
وختم: “معا سنصرخ قضيتنا العادلة في آذان العالم الصماء حتى يظهر صدع في جدار الصمت وينتصر العدل”.
الهنشاك
من جهته أكد ممثل حزب “الهنشاك” ديكران مهرانيان رسالة الأرمن الإنسانية، وقال: “نحن شعب تأذى من جراء الإبادة الجماعية، نعرف مرارة الظلم والمجازر، لذلك نحمل رسالة إنسانية تجاه العالم المتحضر، وعلينا أن نناضل ونخبر العالم ما حصل لشعبنا حتى لا يتكرر مع شعوب اخرى اينما كانت وأيا كانت”.
وتطرق إلى الحصار المفروض على آرتساخ وقال: “الحصار المطبق على شعبنا في ناغورني كاراباخ (أرتساخ) ليس الا سياسة فصل عنصري يمارسه طاغية باكو حيدر علييف”، مضيفا “بمقارنة بسيطة بين ما يعانيه الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ 15 عاما وما يعانيه الشعب الأرمني المحاصر في ناغورني كاراباخ منذ أكثر من 130 يوما يصبح جليا، أن طاغية باكو تعلم السياسة العنصرية في مدرسة حليفته إسرائيل، التي كانت مع تركيا الحليفين والمشاركين الأساسيين لأذربيجان في الحرب الأخيرة ضد شعب ناكورني كاراباخ(ارتساخ)”.
الطاشناق
وألقى ممثل حزب “الطاشناق” فيكين أفاكيان كلمة، شدد فيها على أن “الإبادة الجماعية للأرمن كانت سياسية، وما زالت نتائجها السياسية مستمرة حتى يومنا هذا، فتركيا تستمر في سيطرتها على الأراضي الأرمنية المحتلة من جهة، وتحاول السيطرة على أراضي أرمينيا وآرتساخ من جهة أخرى، مستندة على الاستسلام الكامل للأرمن كشرط مسبق لتوطيد العلاقات الأرمنية التركية”.
وأكد أن “تركيا ستبقى عدوة لأرمينيا طالما لم تعترف بعد رسميا بالإبادة الأرمنية وتستخدم كل سلطاتها السياسية والدبلوماسية لتقليل الوزن السياسي للأرمن في المنطقة وترسل قادتها العسكريين إلى باكو لقيادة حرب أذربيجان ضد أرمينيا تحت شعار “أمة واحدة في دولتين”، وستبقى عدوة لأرمينيا إلى أن تعوض عن كل ممتلكات شعبها وكنيستها وعن كل الأضرار التي لحقت بالأرمن وحضارتهم، وعدوة باعتبارها دولة راعية للارهاب، تجند الإرهابيين المرتزقة ضد الأرمن في آرتساخ”.
ولفت الى أن “أرمينيا ليست لديها أي تنازلات في نضالها، نضال من أجل الحق والعدالة، وأنه لا يمكن وقف النضال حتى اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية للأرمن وبإجرامها الكبير وحتى نيلها العقاب المناسب”.
آرام الأول
بدوره أشار الكاثوليكوس آرام الأول الى أنه “لم يكن للإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا طابع ديني، بل سياسي واستعماري، لأن وجود الشعب الأرمني داخل حدود الامبراطورية العثمانية كان عائقا أمام الفكر والمخطط الطوراني”.
أضاف: “على المجتمع الدولي وبموجب القانون الدولي، تطبيق العقوبات الصارمة لمنع أي إبادة جماعية ذات الطابع السياسي أو الديني أو العرقي”، مشددا على أن “القانون الدولي يؤكد بوضوح أن الإفلات من العقاب أو عدم المعاقبة، قد يفتح الباب أمام جرائم وعمليات إبادة جماعية جديدة، فلذلك يجب العمل على مطالبة ومحاسبة الدول والمنظمات التي ارتكبت الإبادة الجماعية في الماضي”.
وختم مؤكدا مطالب الشعب الأرمني وقال: “الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الشعب الأرمني هي حقيقة تاريخية ثابتة، وبالفعل اعترفت العديد من الدول بها، والشعب الأرمني، يطالب بالعدالة وخاصة باعتراف تركيا بالجريمة التي ارتكبها الاجداد ، وإعادة الأراضي الأرمنية المحتلة وإعادة الحقوق التي سلبت واغتصبت من الشعب الارمني، والتعويض عن كل ضرر معنوي ومدني لحق بهذا الشعب.”
وللمناسبة، أحيت جوقة بطريركية الأرمن الأرثوذكس “شنورهالي”، حفلا موسيقيا أدت خلاله ألحانا أرمنية خاصة بالذكرى.