ألقى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة تحدث في قسمها السياسي عن يوم القدس العالمي، فقال: “نحن في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان نؤكّد خصوصية يوم القدس وقيمته المركزية وننوّه بالشعار الذي أطلقه الإمام الخميني كعنوان لهوية المنطقة والبلد، والعين على استئصال هذه الغدة السرطانية وتحرير القدس وفلسطين، وإعادة لحمة هذه الأمة، لإقامة منطقة قوية متعاونة ومتضامنة إلى أقصى الحدود”… مشيراً إلى أن “ما يجري في الأقصى لخطير، والتطبيع جريمة بحق الدين والإنسان، والتنكّر لما يجري في فلسطين والأقصى خيانة لله والتاريخ، ولا حلّ إلا بتحرير فلسطين والقدس، والتعويل على الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعويل على سراب، واليوم محور المقاومة في ذروة قوّته، والتعويل عليه هو تعويل على حقيقة التحرير والنصر والاستقلال إن شاء الله تعالى”.
ولفت إلى أن “بلدنا ينزف بشدة، وأصبح واضحاً لكل عاقل أن كل قطاعاته مهدّدة، وأن الأزمة المالية تبتلع البلد فيما البعض يصرّ على القطيعة السياسية، بخلفية مطالب مجهولة في الظاهر، مع أن اللعب بالوقت لعب بمصير البلد. ونذكّر بأن لوعة الحرب الاهلية ما زالت شاخصة للعيان، واحذروا وتنبهوا من اللعب بمتاريس الطائفية والمشاريع المناطقية لانها كالنار تحرق الاخضر واليابس”.
وأشار إلى أن “البلد يلفظ أنفاسه في العناية الفائقة، وهياكله تتداعى، والقطيعة السياسية بمثابة صاعق تفجير، والناس قدّمت وتقدّم تضحيات مالية ومعيشية وحياتية كبيرة، ومطلبها فقط الإنصاف السياسي، ولكن المؤسف أن البعض غامض ومعقّد وغريب في شخصيته الفردية والعامة، واليوم الحلّ ممكن سياسياً وغداً غير معروف، خاصة أن اللعبة الدولية تدفع البلد نحو خليط مخيف من الديموغرافيا والنزوح والفلتان الأمني وخرائط السفارات والجمعيات التي تعمل على تأمين أرضية فوضى شاملة توازياً مع ملعوب مجنون وخطير، وما نريده إنقاذ رئاسي بمجلس النواب على قياس لبنان لا على قياس الأجندات الخارجية”.
ووجه خطابه لوزارة الصحة – وهي تعرف جيداً – بالقول: “إن القطاع الصحي أصبح معدوماً، والفلتان على مستوى المستشفيات بلغ الذروة، ووضع مرضى وزارة الصحة وخاصة مرضى السرطان وغسيل الكلى منكوب للغاية، وفقدان الأدوية غريب عجيب، الموجودة في المستودعات، المخبّأة عن الناس، فالتجارة بالأسود تتصدّر القوائم، وشطب الدولة من القطاع الاستشفائي يعني سنبكي فوق نعش بلدنا”.
وأكّد أن “تشريع الضرورة ضرورة وطنية، فالبلد بحاجة ماسّة لتشريع الضرورة، وإنقاذ الرئاسة أهم من الإنقاذ البلدي، والصريخ الدولي لتمرير الانتخابات البلدية مفروض أن يمرّ بالإنقاذ الرئاسي أولاً، إلا أن واشنطن تريد لبنان على شكل بلدية مفلسة، فما تضمره واشنطن للبنان لا الحب ولا الحرص، إنما هو تكملة لمشروعها الخطير، والمطلوب اليوم من الإخوة في السعودية وإيران طوق نجاة للبنان، وما نريده رئيس جمهورية قوي وفاعل يكون حقيقة لكل اللبنانيين ولا ينظر وراءه كثيراً”.