استمر توافد الشخصيات والوفود المعزية الى دارة المهندس سمير الخطيب في بلدة مزبود، حيث تقبلت عائلة الراحل لاسيما نجليه زياد ورجا وأشقاءه، ورئيس مجلس ادارة شركة “خطيب وعلمي” الدكتور نجيب منير الخطيب وعضو مجلس الادارة الدكتور فيصل العلمي، والى جانبهم النائب السابق زاهر الخطيب واللواء عباس ابراهيم ونجله محمد والوزير السابق طارق الخطيب، وكان من أبرز المعزين مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو على رأس وفد من المشايخ.
وتحدث باسم الوفد، قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، الذي قال: “اليوم نجتمع في عزاء رجل كبير، رجل حبيب، احببناه لأننا تعرفنا عليه في ميادين الخير والخدمة العامة، في ميادين رعاية الناس وشؤونهم. كان دائما على تواصل معنا في مؤسسات الافتاء، يقف على أحوال الناس والمساكين، وكيف يمكن أن نتعاون في سبيل إيصال هذه الرسالة”.
أضاف: “كان له دوره في مؤسسات الإفتاء، واحتل عدة مراكز ضمن مؤسسات دار الفتوى، لعدة سنوات، وتربطنا به علاقة وطيدة مملوءة بالخير والحب، انه رجل كبير، كبير في قلوبنا وكبير بدوره، الذي كان يقوم به في لبنان على مستوى الإقليم وعلى مستوى الوطن، كان له دوره البارز ومكانته الكبيرة، ويذكر بكل خير حيثما حل وحيثما حللنا سمعنا ذكر هذا الرجل الطيب. سمير الخطيب رمز من الرموز الوطنية والعربية. هو انسان ارتفع بيده البيضاء الممدودة التي كانت تغطي هنا وهناك، يمنة ويسرى، لذلك عندما نجتمع في مجالس عزاء هؤلاء الناس الكبار أصحاب الأدوار الكبيرة، فإننا نعزي أنفسنا، لأن اللقاء والأجر والثواب عند الله والموت هو رحلة الانتقال إلى الدار الآخرة. ولكن يذكر الإنسان في الدنيا بأعماله وآثاره وبصمته، لذلك الإنسان بحسب ما يزرع، فإن كان زرعه خيرا، أثمر ثمارا طيبة، وهذا ما نجده في المهندس سمير الخطيب رحمه الله”.
وقال الجوزو: “أعزيكم، باسم دار الافتاء، وباسم الوالد المفتي محمد علي الجوزو والوفد المرافق، جئنا اليوم إلى بيتنا الذي ترددنا عليه عدة مرات، خاصة في الأيام الأخيرة لزيارة المهندس سمير الخطيب لنتشاور ونتحدث عن أمور الخير، التي نسأل الله أن تكون في ميزان حسناته، ونسأل الله أن يعوضه خيرا في الجنان، وأن يكون له مكانا عاليا عند الله”.
جعجع
كما حضرت النائبة ستريدا جعجع على رأس وفد، ضمّ النائب السابق جوزف اسحاق، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، رئيس مجلس ادارة مستشفى بشري الحكومي طوني جعجع، رئيس بلدية مزعون رامي عيد، رئيس بلدية حصرون جيرار السعاني، مختار بشري فادي الشدياق، رئيس مركز حدشيت في القوات اللبنانية رامي عيد، مهندس المستشفى شفيق نعمه، رئيس مركز القوات في بشري رينيه نجار، المهندس وليد كيروز من مؤسسة حميد كيروز التي تنفذ اعمال مستشفى بشري الحكومي.
ونقلت النائبة جعجع الى عائلة الراحل تعازي رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وقالت بعد اللقاء :” جئنا اليوم الى دار الأستاذ سمير الخطيب، والحرقة تغمر قلوبنا على رحيله، لأننا كنا بصدد ان نقوم بزيارته مع الحكيم (سمير جعجع) في منزله، لكن للأسف سبقنا القدر. لقد كان هناك لقب محبب على قلبه وهو عبارة “دولة الرئيس سمير الخطيب”، أنا أقول له الله يرحمك دولة الرئيس”.
أضافت: “ان الخير الذي قام به المرحوم سمير الخطيب، ستبقى الناس تذكره دائما، وهو انتشرعلى مساحة الوطن، وليس في منطقة معينة فقط”.
شخصيات معزية
وكان حضرمعزياً: مفتي صور الشيخ حسن عبد الله، وفد من الرهبانية الباسيلية المخلصية ممثلاً الرئيس العام للرهبانية الأرشمندريت أنطوان ديب، وضمّ المدبر جيلبير وردي، رئيس دير المخلص الأب شارل ديب والشماسان اينياس عطالله ونايف خزاقة، وفد من اللقاء الوطني في اقليم الخروب، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي ورئيس بلدية الرميلة المحامي جورج خوري، الصحافي هيثم زعيتر، وفد من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية برئاسة الشيح رويد عماش، وفد من حزب التوحيد العربي، وحشد من الشخصيات المصرفية ورجال الاعمال ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وجمعيات واندية ووفود من مختلف المناطق وأصدقاء.
حفل تأبين
وبالمناسبة، أقيم في قاعة مسجد بلدته مزبود حفل تأبيني للراحل، حضره النائب السابق زاهر الخطيب، اللواء عباس ابراهيم، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي ممثلا راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار وراعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك ايلي بشارة الحداد، رؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات من مختلف المناطق اللبنانية، وحشد من الفاعليات والاهالي.
بداية، تحدث الشيخ غالب شحادة، فتوقف عند الخدمات التي كان يقوم بها الراحل تجاه أهله، مشيرا الى ان خدمة الناس، طاعة عظيمة لا يعلمها إلا الله، حيث يقول تعالى في القرآن الكريم:” مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ..” أي انه سيعيش حياة سعيدة في الدنيا وفي الآخرة”.
وأكد الشيخ شحادة بأن “من كان في خدمة الناس والفقراء والمساكين، كان في حفظ الله تعالى ورعايته”. لافتا الى ان “الراحل وضع نفسه في خدمة الناس، والمجتمعات، وكان سباقا في فعل الخير، وهذه الأعمال الحسنة التي قام بها، هي صدقة جارية، سيستمر أجرها الى قيام الساعة”.
القزي
ثم ألقى رئيس بلدية جدرا الأب جوزف كلمة فنقل تحيات وتعازي المطرانيين مارون العمّار ( الموارنة) وايلي بشارة الحداد ( الكاثوليك)، مؤكدا ان “المرحوم كان عابرا للمناطق وللطوائف والمذاهب”، معربا عن أسفه أن يقف “هذه الوقفة الحزينة في رثاء رجل العطاء والمحبة والانفتاح والتفاعل”، واصفا اياه بـ”المدرسة الوطنية، إذ إنه عشق لبنان وعمل دائما على تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك”.
أضاف القزي: “نستذكره دائما في معظم مناسباتنا الروحية. اننا نرفع الدعاء والصلاة لراحة نفسه، مؤكدين الاستمرار على نهجه ومتابعة المسيرة”.
ولفت الى ان “تاريخ وفاة الراحل لا يمكن ان تنسى أبدا، فهو صادف في يوم عيد البشارة ويوم تاريخ عيد ميلاده”، مشيرا الى ان “بصماته البيضاء ثابتة في كل المناطق اللبنانية”.
بعدها كانت كلمة لخالد ملك الذي عدد مزايا الراحل وصفاته “الحميدة والوطنية”.
وفي الختام، انتقل الحضور الى موقع ضريح الراحل وتم تلاوة آيات من الذكر الحكيم ومن ثم سورة الفاتحة.