اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل”حركة امل” مصطفى الفوعاني، خلال ندوة فكرية حول شهر رمضان المبارك، أن” رؤية الامام موسى الصدر تنطلق من فهم واع، بعيدا من الارتجال والنمطية ، والتي تنطلق من محاولة البعض اليائسة لفصل الفهم الحركي الأصيل عن المجتمع والانسان. ولذلك ينطلق الامام موسى الصدر من فهم واع يتجلى بقوله: ان صيام شهر رمضان وسائر العبادات والشعائر الدينية ليست نشاطا جسديا فحسب، إنها حركات تنبع من العقل والقلب وتنصب في القالب الحسي وتقترن معه. ولذلك، فعندما تصدر بمعزل عن مشاركة القلب أو العقل فهي جامدة باهتة تقليدية تشغل ولا تعمل”.
وقال:”علينا في تجربتنا الجديدة في هذا الشهر المبارك وفي صيامه، أن نشغل عقولنا وقلوبنا إلى جانب أجسادنا. علينا أن نفكر ونتأمل، وعلينا أن نحب ونتحسس وعلينا أن نصب هذا الحب وذلك التأمل في صيامنا. إن تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة قالها النبي الكريم . وهل الدين إلا الحب؟ قالها الإمام الصادق . هذا الصيام الحي هو الجُنة من النار وهو أحد أركان الإسلام، وهو ضيافة الله للإنسان وتكريمه له، وهو قدر الإنسان وقدره. رمضان بهذه الصورة فقط، مناخ يتكون فيه الإنسان العزيز فاتح مكة والمنتصر في بدر وصانع التاريخ. رمضان هذا، شهر الألفة والتحسس بآلام الآخرين وموسم تناسي الأحقاد وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة والقلوب وبعث الأمة من جديد.صيام الشهر المبارك بهذا الوضع هو الخطوة الأولى في بناء الأمة وصناعة التاريخ، وهو تدريب للجهاد وتحضير للمعركة وبداية العودة إلى الله، إلى بلاد الله المقدسة، إلى القدس”.
وفي الشأن السياسي، رأى ان “الرئيس نبيه بري دعا إلى الحوار مرة وثانية وثالثة ولم يستجيبوا. وهم الذين رفضوا التّصويت بالورقة البيضاء خلال 11 جلسة والطلب بتسمية مرشح. وعند دعم مرشح وطني يمتلك ألمواصفات يقررون تعطيل النصاب وهم الذين ما برحوا يتشدقون كذبا بالديموقراطية، وما برحوا يحاولون تعطيل اجتماعات الحكومة، ويعملون على تعطيل عمل مجلس النواب. يريدون الفدرالية أو الكونفيدرالية مرة باسم اللامركزية المالية التي نرفضها لأنّها غير واردة في الطّائف، ونحن مع اللامركزية الإدارية الموسّعة لأنّها تضمن تسهيل أمور النّاس وتحافظ على مركزية الدولة، و لبنان مثل الذرة إذا انقسم انفجر”.
وتحدث عن الملف الرئاسي وأجواء اللقاءات التي عقدت في الخارج وقال:” ما زلنا نرى ان اتفاق اللبنانيين هو المنطلق والاساس ، ونرى ان الفرصة متاحة لو كانت نوايا البعض صادقة، وللاسف فالأبواب الداخلية موصدة ولا أمل باجتراح حلول داخلية فيظل هذا التعنت.ونتساءل هل علينا انتظار إشارة من الخارج وحوارنا الداخلي والتوافق والتلاقي والتفاهم هو الاساس . والاتفاق السّعودي الإيراني سيرخي بظلاله على كل المنطقة ولبنان جزء أساسي منها، إنها مسألة وقت ، نحن متمسكون بالطّائف الذي يشكل ضمانة لوحدة لبنان وبقائه، وإذا كان أعداء الطائف والوحدة يخطّطون لضربه وبالتالي ضرب عروبة لبنان وعمقه الاستراتيجي والتاريخي الّذي تم تكريسه بانجاز اتفاق الطائف”.
وختم بالتأكيد مجددا على “ضرورة قيام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها في هذا الشهر الفضيل والضرب بيد من قانون على كل المحتكرين ومتعهدي الاوجاع لهذا الشعب الذي يئن جوعا وصحة ورغيف خبز”، وشدد على ان “ما يحصل اليوم في فلسطين المحتلة يؤكد صوابية الدماء الطاهرة التي ترسم تحريرا ومستقبلا وانتصارا لابناء الشعب الفلسطيني، ويؤشر لبداية زوال هذا الكيان الغاصب وبالمقابل كل تقارب عربي -عربي وعربي-اسلامي يصب في خدمة القضية الفلسطينية المركزية، وإسرائيل الشر المطلق الى زوال”.