اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال خطبة الجمعة، أن “انهيار الليرة وفوضى الاسواق وغلاء الاسعار وحيرة المواطن واضطرابه، يحتم على المسؤولين الابتعاد عن الخطاب المتشنج، لانه يزيد من العصبية والتقوقع، ونتيجة لذلك يرتفع جدار الفصل ويمنع التلاقي”.
وقال: “اثبتت التجربة، انه لا يمكن لاحد الغاء احد، ولا يمكن لفريق مصادرة راي فريق آخر، وهذا البلد محكوم بالتوافق والتفاهم خصوصا في هذه المرحلة الحرجة، التي يئن فيها المواطن جوعا، وهو عاجز عن تلبية حاجاته في ابسط مقومات الحياة”.
وأكد ان “ليس المطلوب من المسؤول توصيف المشكلة، بل عليه اجتراح الحلول، وهذا لا يكون بالتخاصم والاصطفاف، انما يكون بحوار شجاع يعبر عن روح الانتماء الى الوطن، والتنازل لمصلحة الوطن كبرياء وعزة وكرامة”.
أضاف: “فلنبدأ بخارطة طريق تنقذ الوطن المهدد بالسقوط، أولها انتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن تطلعات الشعب، ومواكب للمرحلة. لا نريديه عسكريا يحول الوطن الى مخفر، ولا الى رئيس تاجر يحول الوطن الى سلعة، ولا الى بحار يأخذنا الى عمق المحيطات ويعرضنا للمخاطر، ولا الى تابع يفقدنا السيادة، بل نريده يشبه هذا التراب الوطني بكل ما للكلمة من معنى. نريد رئيسا متفاعلا مع حكومة قادرة على ادارة الازمة وتنقذنا من غرق محتم.” ودعا الى “الاستفادة من الاتفاق الايراني – السعودي والنظر بعين الايجابية، كون الصراعات والحروب ليس فيها رابح ولا خاسر، لان معظمها يترك صورا مؤلمة للجميع، ولا شك انها محكومة لمصالح ومطامع والرهانات، وتبقى غير مضمونة النتائج، لكنها حتما مضيعة للوقت، والتاريخ لن يرحم ولبنان لا يستطيع أن يعيش في جزيرة، بل حياته وبقاؤه بالتفاعل مع محيطه العربي ويطل من خلال اشقائه على العالم، وإسرائيل ترغب أن يكون لبنان مضطربا، لتكون هي في مأمن، لان سلام لبنان ووحدته الداخلية، سوط يجلد ضهر العدو الذي من طبيعته الاستفراد في المنطقة وتقسيمها كيانات طائفية لتثبيت وجوده غير الشرعي القائم على حساب وجع وحقوق الآخرين”.
وختم: “كلما مرّ الوقت نرى التصميم والإرادة عند الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه، تعبر عن تمسكهم بحقهم ويقدمون الشهيد تلو الشهيد لتثبيت هذا الحق بالرغم من انحياز العالم الى الغطرسة الإسرائيلية كرمى لعيون اميركا التي يخافون غضبها، اميركا المسببة بكل ويلات المنطقة بدءا من العراق الى اليمن الى سوريا ولبنان، وليس آخرها افغانستان. اميركا التي شرعت قتلها المدنيين في اليابان بقنبلته الذرية هي التي تصف المدافعين عن ارضهم بالارهابيين، باعلام امتهن الكذب والفبركات، فيحول الارهاب الى قضية والقضية الى إرهاب. وللاسف يجد من يؤيده من المحللين والمطبلين والمزمرين”.