شدد عضو كتلة” الوفاء للمقاومة” النائب الحاج حسين جشي على أن “الحوار والتفاهم والتعاون ضرورة إلزامية للوصول إلى نتائج إيجابية بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما وأنه قد مضى أشهراً على التحدي والمكابرة ولم يجد ذلك نفعاً”.
كلام النائب جشي جاء خلال رعايته حفل افتتاح مشروع بئر المياه والطاقة الشمسية الثاني الذي نفذه” حزب الله “في بلدة قانا، في حضور عدد من العلماء والفاعاليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.
وأشار إلى” أننا في العام 2018 كان لدينا غالبية نيابية، ورغم ذلك كنا ندعو باستمرار إلى حكومة شراكة وطنية، ولم نكن بوارد استثناء أو مكاسرة أحد، لأننا نعتقد بأن هذا البلد لا يحكم إلاّ بالتوافق، ونؤمن بأن هذا الوطن يتسع للجميع، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته كل من موقعه”.
وأكدأنه” لا مانع أن يكون لدينا صداقات متعددة مع الخارج، وهذا أمر طبيعي، ولكن المطلوب استثمار هذه الصداقات لمصلحة لبنان وسيادته واستقلاله، وأما أن تتدخل السفارات وتأخذ البعض منّا يميناً وشمالاً من خلال إملاءاتهم وشروطهم لمساعدة لبنان، فهذا غير مقبول إطلاقاً، وبخاصة ما نراه يومياً من تدخل لسفارة الشر في عوكر بكل كبيرة وصغيرة في هذا البلد”.
وقال:” نحن استفدنا من صداقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد عرضت مجموعة من المشاريع التي تساعد لبنان، وآخرها تقديم هدية مجانية لتشغيل معامل الكهرباء في البلد لمدة ستة أشهر، ولم تطلب الجمهورية الإسلامية أي شيء بالمقابل، وللأسف فإن إملاءات سفيرة الشر الأميركية منعت قبول الهبة”.
وأضاف: “في ظل هذا الوضع الخانق الذي يحتاج فيه اللبنانيون لأي شيء، نلفت شركاءنا في الوطن أن يطلبوا من أصدقائهم الأميركيين والأوروبيين والخليجيين مساعدة البلد، وإذا لم يقبلوا معكم، فاطلبوا منهم أن يرفعوا الحصار عن البلد، وأن يكون للبنان استثناء للاستفادة من الهبة الإيرانية والعرضين الروسي الصيني”.
وتابع: “نقول لشركائنا في الوطن أصدقاء أميركا وأتباعها، أن عليكم أن تطلبوا منهم مساعدة بلدكم أو من تمثلون على الأقل، وإن رفضوا فاطلبوا منهم رفع الحصار، وإن رفضوا طلبكم، فاعلموا أنه لا قيمة لصداقتكم بنظرهم، وهم ينظرون إليكم نظرة دونية، بل يعتبرونكم أتباعاً تحتاجون إليهم، فهذا هو ديدن الأميركي في التعاطي بفوقية مع الآخرين سواء في لبنان أو غيره، حتى أن السفير الأميركي في بعض البلدان يعتبر نقسه هو من يدير ويوجّه الأمور”.
ورأى أن” الرهان على الأميركي ووعوده هو رهان على سراب، وحيث يتدخل ويحل الأميركي يحل الخراب والدمار والفتن، وقد رأينا جميعاً بأمّ العين ما حصل في العراق منذ الغزو الأميركي عام 1990، وفي أفغانستان وشمال سوريا واليمن ودعمه للكيان العنصري في فلسطين، ولذا نطلب من الجميع التعاون لنصل إلى ما فيه مصلحة بلدنا وشعبنا، وأن لا نعير أهمية للإملاءات الخارجية، لا سيما وأن مثل السياسية الأميركية كمثل الحيّة، لين مسها والسم الناقع في جوفه”ا.
وأكد أن “إقامة مشروع استخراج المياه الجوفية هذا ليس هو المشروع الأول ولن يكون الأخر، وهو يندرج في سياق مساعدة الناس لحل بعضاً من مشكلتهم لتأمين مياه الشفه”، مشدداً على أن” المسؤولية الأولى بالأصل تقع على عاتق مؤسسات الدولة، ولكن في ظل الاهتراء والفساد والانهيار المالي الحاصل، أصبحت هذه المؤسسات عاجزة، ولذا بادر أهلنا الطيبون والخيرون بتحمل مسؤولياتهم تجاه الناس لمساعدتهم، وبالتالي، لهم منا كل الشكر والتقدير”.
وختم النائب جشي بالقول :”نحن سنبقى إلى جانب أهلنا وشعبنا بكل الامكانات المتاحة، ولن ندّخر جهداً في مساعدتهم، لأن من قدم الدماء والمهج من أجل حرية وكرامة وعزة وشرف هذا الوطن، لن يبخل بما هو دون ذلك بالتأكيد، ولا يعني ذلك أن تُعفى الدولة من مسؤولياتها تجاه حاجات المواطنين الضرورية”.