ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، تحدث فيها عن فضائل شهر شعبان وعن ولادة الأعاظم من أهل بيت النبي محمد في هذا الشهر المبارك، مشيرا إلى أن “من يتشيع للامام الحسين لا بد أن يكون حرا أبيا حقانيا واعيا عادلا عطوفا رؤوفا مستقيما شجاعا مغيثا للمكروب، نصيرا للمظلوم، ظهيرا للمحروم، داعية للحق بكل ميادين الحياة وقطاعاتها، وهذا يعني أن الإمام الحسين يريدنا رواد الحياة الاجتماعية والأخلاقية والعلمية والسياسية والاقتصادية، بخلفية تكريس الحق والعدل الفردي والاجتماعي، وبهذا السياق فإن الفاسد وشريك الفاسد المالي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي والإعلامي هو عدو للإمام الحسين، وعدو لخلق الله تعالى بلا فرق بين دين ودين، كما أن السياسات التي تنهك الناس ظلما، والأسواق التي تنهش ناسنا ومجتمعنا، والكيانات المالية النقدية التي تلعب دور الطاغية، وتجار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، ولوبيات الدواء والمستشفيات والمدارس والجامعات وباقي قطاعات الخدمة العامة والخاصة، الذين يستغلون أزمات الناس ووجعها، أولئك ظلمة فجرة ولا حظ لهم من كرامة الانتساب للإمام الحسين”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “البلد يعيش في أسوأ حالاته، والوضع الدولي أصبح ضاغطا أكثر باتجاه تطويق لبنان، وواشنطن تريد لبنان مستوطنة صهيونية، وبروكسل شريك تابع لواشنطن، وللأسف العرب تخلوا عن لبنان، وتل أبيب موجودة في كل هذه الخريطة، والأخطر أن المشروع الدولي يقود كيانات مالية وتجارية تعمل على خنق شعبنا وناسنا، وسط سياسة مشلولة، وحكومة ضعيفة، وجشع وخيانة تجارية ومالية ونقدية لا نهاية لها. ويبقى الحل، تسوية رئاسية لأخذ قرارات مصيرية، ولبنان للجميع، إلا أننا لا نريد حكومة تقبل تعازي ودفن أموات”.
واعتبر المفتي قبلان أن “المصارف اللبنانية تحاصر بلدنا وشعبنا وتساهم بإعدام الليرة وإنهاك الأسواق، وتدمير كافة القطاعات وتتعامل مع البلد بعقلية نيرون”… مطالبا بـ”وضع حد لطغيان عصابة المصارف، والبدء ببناء نظام نقدي جديد، لأن النظام النقدي الحالي نسخة طاغية للنخب التي تحتكر مصير لبنان وموارده”.
كما لفت المفتي قبلان إلى أن “البلد في قلب فوالق سياسية تقودها واشنطن بزخم نشط، وواشنطن لا تريد أي نسخة من نسخ لبنان القوي أو لبنان المستقل، والسؤال: أي لبنان نريد؟ وكفانا نفاقا وتضييعا لتضحيات لبنان وشعبه، وحتما القرار السياسي مسؤول بشدة عما آل إليه وضع لبنان من كوارث وأزمات ومكشلات”.
أضاف المقتي قبلان :”الفتنة قطوع خطير، والأخطر منه الفتنة الطائفية والخطف الطائفي وإثارة النعرات الطائفية أمر خطير للغاية، والمطلوب دعم الأجهزة الأمنية وعدم تسييسها وتطويفها، فلبنان قوي رغم كل أزماته، إلا بالفتنة الطائفية”.
وتوجه المفتي قبلان الى الحكومة و”الكتل النيابية” وكل الزعامات الوطنية:”الفقر أصبح في كل شبر من هذا البلد، والفلتان ينهش البلد، والكارتيلات أسوأ عصابة تعصف بالبلد، المطلوب إنقاذ القطاع العام ودور الدولة وهيبتها وحماية الأسواق، وإنقاذ التعليم الرسمي، المدرسي والجامعي، وما نريده وطنا كاملا لا نصف وطن، ودولة لا نصف دولة، فهناك من يقود لعبة خبيثة وخاصة بعض السفارات الأجنبية وجمعياتها وجواسيس شوارعنا”.
وأضاف: “القطيعة السياسية تساهم بدمار لبنان أكثر، ولا حل إلا بالحوار وتسوية رئاسية إنقاذية وإنقاذ القرار اللبناني من الارتزاق السياسي، أما الترقيع السياسي فهو يزيد الخراب”.
وختم :”نعم لفلسطين وشعبها ومقاومتها، والحكومة الصهيونية ما زالت تلعب بالنار، والمنطقة مزنرة بأزمات شديدة الضغط، ولن نقبل إلا بفلسطين، وتل أبيب عصابة إرهاب تمارس أسوأ طغيان، وما قامت به اتجاه سوريا توازيا مع أسوأ زلزال أمرا خطيرا ووحشية فوق التصور. على أن التاريخ والموازين تغيرت، والمنطقة تعصف بتغيرات جذرية، وسيتأكد الجميع أنها ليست في صالح تل أبيب ومشروع التطبيع”.
وختم المفتي قبلان مطالبا العرب “أن يعودوا إلى الله، لأن الزمن زمن العودة إلى الله لا الانبطاح على أبواب واشنطن وتل أبيب”.